إيمان كمال تكتب: القاهرة السينمائي.. كسب الرهان

مقالات الرأي



من قال بأن الحب لا يصنع المعجزات؟ فبدون الحب يكون النجاح أحيانا هو نوع من تأدية الواجب وليس تفانيا من أجل إنجاز مهمة قد تبدو للكثيرين صعبة ولن أقول مستحيلة.. لأننى أؤمن بأنه ليس هناك مستحيل ما دامت هناك إرادة وتفانى واجتهاد..

فى الأعوام القليلة الماضية تعرض مهرجان القاهرة للهجوم من الكثيرين ممن قارنوا بينه وبين مهرجان الجونة والذى بدأ بداية قوية ومبشرة واستمر نجاحه وتألقه خلال ثلاث دورات متتالية مليئة بالأفلام والحلقات النقاشية ونجوم الريد كاربت باختلاف جنسياتهم، وقتها أتذكر أننى كتبت أيضا دفاعا عن مهرجان القاهرة من الأقلام القاسية التى لا ترى من المهرجانات سوى السجادة الحمراء دون حضور فيلم واحد حتى.. وهى قسوة شديدة لأقدم مهرجان دولى فى المنطقة وفى مصر تحديدا بلد الفن، وعلى العكس فوجود مهرجان قوى ومميز كالجونة خلق حالة تنافس سينمائى المستفيد منها هو محبى السينما.

التحدى فى الدورة الـ41 كانت برحيل المدير الفنى للمهرجان الأستاذ الكبير يوسف شريف رزق الله –الذى علمنا السينما من الطفولة – كان التحدى لمن خلفوه فى كيف يمكن أن تظهر دورة تليق باسمه.. كيف يمكن أن يعود البريق للمهرجان الذى من الطبيعى أن يعانى أحيانا فلا يوجد شىء فى العالم بلا أخطاء وبلا تراجع أحيانا..فالحياة صعود وهبوط (أمر منطقى) وإن كانت الدورة الـ40 تبشر بتغييرات واضحة ومهمة أيضا مقبلة على الطريق.

انتظرنا جميعا بشغف ماذا سيفعل محمد حفظى رئيس المهرجان وأحمد شوقى المكلف بأعمال المدير الفنى للمهرجان؟ والحقيقة بأن من تابع المهرجان خلال 10 أيام سينما سيشعر بالتغيير الملموس والجهد البشرى الواضح فى اختيار الأفلام وتنوعها والحرص على استقطاب شريحة كبيرة من الجمهور والشباب لحضور الأفلام، هيكلة المهرجان الجديدة كانت قبل رحيل يوسف ولكن التحدى كان فى استكمال الأمر على أتم وجه وربما سعى القائمون على المهرجان على أن يخرج بلا أخطاء أو على الأقل فلنقول ألا تكون الأخطاء فادحة وواضحة بشكل يزعج المهتمين بالحضور.

فى الحقيقة خلال 10 أيام قضيناها فى رحاب الأوبرا فى انتظار حصيلة ممتعة من الأفلام كان هناك تفانى واضح فى حل أى عائق أو مشكلة بسيطة بشكل سريع والاستماع بشكل جيد لكل الملاحظات دون تأفف أو تكبر فكانت السلاسة فى التعامل.

أما المركز الإعلامى بقيادة خالد محمود والصحفى بقيادة أحمد فاروق المنضم للمهرجان فى دورته الجديدة وجنود المركز الصحفى ناريمان مطاوع وهند سعيد وشريف عرابى فيستحق الشكر على التنظيم والسرعة فى الإنجاز وتلبية الطلبات، والجندى المتفانى فى عمله نيفين الزهيرى مسئولة الصحافة المسموعة والمرئية والتى تمكنت من إنجاز مهمتها على أتم وجه كعادتها كل عام.

ومن يستحقون الشكر لأن لولاهم لما شاهدنا كل هذه الأفلام بينهم من مبرمجى الأفلام ولجنة الفرز، ممن تعبوا خلال أشهر عديدة لاستقطاب مجموعة مميزة من الأفلام جعلتنا فى حالة شغف أكبر وانتظار لما ستحمله الدورة المقبلة.

فى الحقيقة الدورة الـ41 لن أقول خالية من الأخطاء ولكنها كانت من أمتع وأروع الدورات التى أعادت للمهرجان بريقه..وحققت حلم تلاميذ يوسف شريف رزق الله بإنجاز دورة تليق به، وأعادت الجمهور العادى والمهتم بالسينما للمهرجان، وأتمنى أن تظل روح الحب والتفانى والإخلاص لعالم السينما فى الدورات المقبلة.

والشكر الأكبر لأستاذنا الكبير يوسف شريف رزق الله من علمنا السينما وأنار لنا الطريق نحو الشغف.