غادر الممرض المستشفى وترك المفتاح مع أعقل مريض نفسي.. كوميديا سوداء في العباسية للصحة النفسية

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


من المعروف أن المصابين بالمرض النفسي لايموتون بسبب مرضهم، وإنما ينتحرون بأنفسهم نتيجة لاضطربات نفسية كمرض الاكتئئاب الحاد او تناول الادوية الخاطئة، وبعد أن قام أحد المحامين برفع دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، طالب فيها بعزل مدير مستشفى العباسية للصحة النفسية في القضية رقم 201 على خلفية الإهمال الإداري الذي تسبب في وفاة أحدي عشر مريضا نفسيا يجلنا نبحث وراء اسباب تلك المشكلة وما يدفع المرضى للموت.

-واقعة من الإهمال تتسبب في موت مريض

وفي واقعة من الإهمال بمستشفي العباسية للامراض النفسية، توفي أحد المرضي داخل المستشفى كان محتجزا داخل عنبر يشرف عليه أحد المرضى، وتبين إصابته ‏بكدمات وتجمعات دموية في الوجه.‏

وتتبين من التحريات، أن المريض كان في حالة عدم اتزان وقليل الحركة ولا يقبل على ‏الطعام فقاموا بإبلاغ الطبيب المسؤول عن حالته فأمر بوقف العلاج النفسي المقرر ‏صرفه له وإعطاءه امبول "كينو وبايد" ولسوء حالته قرر الطبيب عدم إعطاءه العلاج ‏وبرر سبب وجود الكدمات والتجمعات الدموية في وجهه بأن المريض اعتاد النوم ‏على وجهه، وقال الممرض المشرف على العنبر في تحقيقات النيابة إنه ترك مفتاح ‏العنبر مع أعقل المرضى في المستشفى بعد تلقيه اتصال تليفوني بإصابة أبنه بحالة إعياء ‏شديد وتم نحرير محضرًا بالواقعة.‏

- أمراض نفسية تدفع صاحبها للانتحار

كما أعلن، أخصائى الطب النفسى وعلاج الإدمان الدكتور فادى صفوت، إن هناك عدد من الامراض النفسية تؤدي بصاحبها إلى الانتحار ومنها مرض الوسواس القهرى ينتج عنه أسباب عضوية ووراثية ونفسية، حيث المريض إلى الانتحار، ويمكن التعافى منه من خلال الأدوية والعلاجات السلوكية، وهو عبارة عن أفكار تراود الشخص بعضها منطقى والآخر غير منطقى وحتى يتخلص المريض من قلقه وضغوطه الناجمة عن تلك الأفكار التى تطرق على رأسه فيقوم باتباعها والانصياع لها بصورة متكررة، ما ينتج عنها تصرفات تثير غرابة المحيطين به.

وأضاف، الدكتور صفوت، أن سوء الحالة النفسية أشد خطرا من الأمراض العضوية، حيث أن من يسقط في فخ الإحباط والحزن الشديد والإكتئاب يفقد، تدريجيا، الرغبة في تناول الأدوية والطعام والإقبال على كل أشكال الحياة ويصير مائلًا إلى العزلة والتدخين والخمول، وكل هذه العوامل تفاقم أعراض الأمراض العضوية وتزيدها تعقيدا وقد تصل إلى حد التسبب في الموت المبكر.

وأوضح، صفوت، أن من الأسباب المحتملة لإزدياد خطر الموت المبكر، إفتقار المرضى بالحالة النفسية السلبية إلى اتباع أنماط حياة صحية، فيكثر في ما بينهم التدخين وتناول المشروبات الكحولية والإفراط في تناول الطعام وقلة ممارسة التمارين الرياضية، فهذا المرض يصيب الجسم كله،و يساهم في رفع نسبة التعرض لمرض القلب، ويخل بعمل جهاز المناعة، بالاضافة إلي الاصابة بالاكتئاب في إحداث تغيرات في نشاط الجهاز العصبي، مما يؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم وزيادة في سرعة القلب ويفقد المريض حياته.