"علي".. حكاية طفل خرج للشارع للإنفاق على أسرته: "لما بتوحش بقول يارب ارزقني"

أخبار مصر

بوابة الفجر


طفل من المهد إلى الشقاء، وكفاح منذ الصغر، قصة إنسانية هزت المشاعر وأشعلت السوشيال ميديا، الطفل الصغير الذي ينفق على والدته من عرق جبينه بعد انفصل والده عنها، يتمتع بعزة النفس لا يمتلكها عدد كبير من المواطنين في هذا الزمن.

الرجل الكبير شال الهم في 12 عامًا
"علي الدين محمد" طفل في الـ12 من عمره، خرج من المهد ووجد والده ووالدته منفصلين، ليجد نفسه رجلًا كبيرًا يتحمل مسؤلية والدته ومسؤولا عنها، دون أن يحملها أي نفقات أو مصاريف، كان يشاهد والده منذ الصغر يعمل بائع أرزقي للجوار، وعندما انفصل عن والدته، شعر الطفل أنه لابد أن يتحمل المسؤولية وأن لا يقبل أن تكون والدته هي من تتحمل مسؤولية الإنفاق على المنزل أو أن تعمل بنفسها.

وقرر حينها الطفل بمنتهى الكرامة وعزة النفس أن يبدأ في البحث عن وظيفة والده ليتخذها مصدر رزق له ولأمه، ليصرف على المنزل من خلال البيع في محيط المنطقة التي يعيش فيها.

الناس بنتحبنى وبزعل لما يقولولي يا تخين
ويقول الطفل "علي ": "الناس كلها بتحبني لأنهم يرون إنني أكافح من وأنا سني صغير من 10 سنوات، بصرف على والدتي وأخويا وبساعدهم لما برجع من المدرسة، بلاقي والدتي بتجهز معايا الجوارب ولما بتكون محتاجة أي حاجة بدهالها أو أي فلوس مبخلهاش محتاجة حاجة، وكل الناس في المنطقة بتقولي يا تخين، لكن بزعل لما حد من خارج المنطقة اللي عايش فيها يقولي يا تخين.

"مش ذنبى انى مبعرفش اقرأ "
وانهار الطفل "علي " من البكاء، لأنه حتى هذه اللحظة وعمره 12 عامًا لا يستطيع القراءة، قائلًا: "مش ذنبي إني مبعرفش أقر، ومعلمتى قالت لي هعلمك القراءة لما تاخد مجموعة تقوية عندي، وأنا ظروفي متسمحليش إني أدفع فلوس مجاميع".

وتابع "علي"، أن "الأيام اللي مش بروح فيها المدرسة صحابي بييجوا يدوني الدرس في البيت وبيذاكروا معايا، ولو الحالة وحشة بقول يارب ارزقني".

بحلم بكشك وتليفون يساعدني في شغلي
وحلم الطفل علي الدين محمد هو الحصول على كشك صغير يكون مصدر دخل له هو وأسرته، وأن يمتلك هاتفا محمولا ليكون دليلا للناس لشراء الجوارب منه.

بحلم أكون عالم آثار لإني بحب بلدي مصر واثارها
وعبر الطفل "علي" عن حلمه الذي تمنى أن يتحقق وهو أن يكون عالم آثار، لأن مصر بلد الآثار وأن يخدم المجتمع ووطنه مصر.

وزير الآثار يشجع الطفل على حلمه
وشجع وزير الآثار الدكتور خالد العناني، الطفل علي الدين محمد، والذي انتشر عنه فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يروي قصة كفاحه، حيث أصبح العائل الرئيسي لأسرته بعد أن تركهم والدهم مما اضطره إلى بيع الجوارب لكسب قوت عيشه وأسرته، معلنا عن رغبته في أن يصبح عالما للآثار عندما يكبر.

وحث وزير الآثار الطفل، أن يبذل قصارى جهده في الدراسة ليكون عالم آثار، ومنحه تصريح زيارة مجاني له ولأخيه لزيارة جميع المتاحف والمواقع الأثرية بمصر؛ للتعرف بصورة أعمق علي تراث وآثار بلاده، كما أهداه الوزير مستنسخ من قناع الملك توت عنخ آمون ومجموعة من الكتب الأثرية الخاصة بالأطفال.

يذكر أن الطفل "علي الدين محمد " أشعل مواقع التواصل الاجتماعي وآثرت قصته في عدد كبير من رواد التواصل الاجتماعي وكسب حب الناس لكفاح الطفل واصفينه بالرجل الصغير البطل المكافح.