بعد تهديد كوريا الشمالية لأمريكا.. خبراء يكشفون هديتها لعيد الكريسماس وشكل الاتفاق المقبل

عربي ودولي

علما كوريا الشمالية
علما كوريا الشمالية وأمريكا



أيام وتنتهي المهلة التي حددتها كوريا الشمالية من أجل عدول الإدارة الامريكية عن سياستها العدائية وفقا لوصف بيونج يانج، لتتخذ العلاقات بين الدولتين شكلا جديدا وهما إما التقارب أو العداء، وذلك في ظل مراوغة الأخيرة وتلويحها الدائم بأسلوب واشنطن الغير لائق في التعامل معها، ومماطلة الولايات المتحدة في رفع العقوبات على الدولة المنعزلة، وذلك بعد أن وصلت المفاوضات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة إلى طريق مسدود، بعد انهيار اجتماع على مستوى‭ ‬فرق عمل الدولتين في أكتوبر الماشي بمدينة ستوكهولم السويدية.

وقالت وزارة الخارجية الكورية الشمالية، اليوم الثلاثاء،إن هذه المدة تنتهي العام الجاري، وواشنطن هي من تختار "هدية عيد الميلاد"، فيما اعتبر نائب وزير الشؤون الخارجية ري تاي سونج، أن الحيلة التي وجهتها واشنطن لإجراء مزيد من المحادثات بلهاء، وحيكت لإبقاء ارتباط كوريا الشعبية الديمقراطية بالحوار، واستغلال الموقف لصالح الانتخابات في أمريكا، مؤكداً على أن بلاده فعلت كل شيء من أجل عدم الرجوع عن الخطوات المهمة التي اتخذتها. 

هذا وسبق التصريحات، إطلاق كوريا الشمالية لصاروخين قصيري المدى في البحر قبالة ساحلها الشرقي، وهي خطوة اعتبرتها الصحف العالمية محاولة لتذكير الولايات المتحدة بالمهلة، التي حددها كيم لواشنطن لإظهار المرونة في المحادثات المتوقفة بشأن نزع الأسلحة النووية الكورية الشمالية.

على جانب آخر، ذكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للصحفيين خلال اجتماع مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أنه يثق في زعيم كوريا الشمالية، واصفا الأخير بأنه يحب الصواريخ، قائلا: " ”هذا هو السبب في أنني أسميه (كيم) رجل الصواريخ“. وأضاف إنه يأمل في أن يتخلص كيم من الأسلحة النووية".

وعلق عدد من المحللين المعنيين بالشأن الآسيوي والعلاقات بين بيونج يانج وواشنطن، على العلاقات بين الدولتين، بعد أن توصلت الفجر معهم، وأوضحوا أن العلاقات بين الدولتين متجهة نحو التوتر، ويجب على كلا الدولتين تقديم التنازلات للوصول لنتائج مرضية.

مرحلة مظلمة من العلاقات
ذكر أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بواشنطن أدموند غريب، أن المفاوضات بين كوريا الشمالية وأمريكا لم تحقق شيئا، مشيراً إلى أن بيونج يانج لديها شكوكها التي عبرت عنها خارجيتها، بقولها إن واشنطن تسعى لكسب الوقت فقط دون أن يكون لديها النية الحقيقية لرفع العقوبات، وكذلك ما قاله المسئول عن المفاوضات بين البلدين عن أن المفاوضات بين البلدين توشك على الدخول في مرحلة مظلمة.

قمم إعلامية لا أكثر
أوضح الخبير في الشؤون الآسيوية إسلام المنسي، أن نظرية العلاقات الدولية تقوم حول أن القوة هي من تحرك العلاقات مع الدول الأخري، وهو ما تم مع بيونج يانج، التي تسعى لفرض سيطرتها على كبرى الدول في العالم "أمريكا"، مبينا أنها نجحت بالفعل في ذلك حيث أنه يتم معاملتها بشكل مختلف عن غيرها من الدول، وفرضت نفسها على الساحة بسبب اعتمادها على امتلاكها أسلحة دمار شامل رغم أنه لا تمتلك سلاح نووي حتى الآن.

وقال المنسي، إن القمم التي تمت بين ترامب ونظيره الكوري الشمالي كيم كونج أون لم يكن لها أثر كبير، ولم تحل مشكلة شبه الجزيرة الكورية أو حل أزمة السلام النووي، مؤكداً على أنها كانت قمم إعلامية بامتيار، وحاول ترامب من خلالها أن يظهر أنه الرجل الذي فعل المستحيل بكونه أول رئيس أمريكي يطأ كوريا الشمالية ويلتقي بزعيمها، وهو ما أدركه الديمقراطيون الذين اتهموه بأنه أعطي الشرعية لنظام قمعي دموي مثل النظام بيونج يانج، وهو ما ساهم في تعزيز مكانة كوريا الشمالية.

هدية الكريسماس
أفاد غريب، بأن ما تقصده بيونج يانج من الهدية، هو تجربة جديدة لصاروخ باليستي طويل المدى قادر على الوصول للأراضي الأمريكية، حال أصرت الولايات المتحدة على المراوغة، موضحا أن ذلك هو أقل الاحتمالات، فيما أوضح المنسي أن التلويح بالهدية يعتبر تهديد ضمني من كوريا الشمالية لأمريكا، خاصة وأنها تاـي بعد أيام من إطلاق بيونج يانج لصواريخ باليستية.

وصرح بأن النظام الكوري يتحدث من موقف قوة للإشارة إلى انتهاء المهلة وضرورة اختيار واشنطن ما بين المفاوضات أو الخضوع للتهديدات بالصواريخ، مشيراً إلى أن التقدم الذي تريده كوريا الشمالية هو رفع العقوبات عنها.

اتفاق مقبل
وأوضح أدموند، أن أي اتفاق مقبل بين الدولتين يجب أن يتضمن بالنسبة لكوريا، رفع العقوبات الأمريكية المفروضة عليها وسحب القوات الأمريكية من جارتها الجنوبية، وبالنسبة لواشنطن، تخلي بيونج يانج عن برنامج النووي والتفكيك الفعلي لأسلحتها وتوقف تجاربها الباليستية، مبينا أنه يجب توقيع معاهدة سلام بين الطرفين، حتى تعود العلاقات بين الدولتين لطبيعتها وإلا ستتوتر العلاقات بشكل كبير وتصل لطريق مسدود.