د.حماد عبدالله يكتب: "خــلـطة الكشرى" فى مصر !!

مقالات الرأي

د.حماد عبدالله
د.حماد عبدالله



أكثر شيئاً تخصصنا فى ممارسته وإستخدامه وكذلك عدم رفضه أو الإمتناع عن تناوله هى تلك الخاصية المصرية الأصل والمنشأ خلط الأوراق فى كل شىء نتحدث عن التعليم مع مسئول يحادثك عن سوء أخلاق وعدم إنتظام أعضاء  هيئات التدريس ،  نتحدث عن المرور والكثافات المرورية الغير مسبوقه نتيجة عيوب فى تصميم هندسة المرور ، وفى إستخدامات غير رشيدة للشارع المصرى ، وإستعمار للأرصفة من الباعة الجائلين ، نجد المسئول يتحدث معك عن توجيهات السيد مدير المرور والسيد مدير الأمن وأن هناك من يحاول الإسائه للمسئولين عن المرور رغم جهدهم الشديد والرائع ، لكن النتيجة صفر !!

نتحدث عن مؤشر النمو الإقتصادى وعن الإستثمارات المباشرة وغير المباشرة والتى أوصلتنا منذ عشر سنوات عجاف إلى 5.7% وهو رقم لم نصل إليه منذ نهاية 2010 ، فيتحدث الأخر عن أن هذا النمو لم يؤثر على رجل الشارع أو على الأسرة المصرية بأيه إيجابيات ولم يوفر للمدخرات ولم يقلل من الأسعار ولم ينهى معاناه مواطن يعانى من البطالة !! 

وهكذا نحن نخلط الأوراق خلطاً مثلما نخلط الكشرى المكون من الأرز والمكرونة والعدس ( أبو جبة ) وكذلك " البصل المقلى " وعليهم الشطة وغيرها من التوابل ، وبالقطع طعمها رائع وأكله مصرية محترمة تلجأ إليها فى الشارع عند ( جحا)سابقاً ، أو نلجأ إليها حينما تفتقر الأسرة القدرة على توفير وجبة من اللحوم التى يخطط لها فى خريطة الطريق للأسرة المصرية عدة أيام من الشهر التى تجتمع فيها ( قبيلة ) الأسرة على وجبة اللحم ، ونعود للخلط فى الأوراق  بعد خلطة ( الكشرى ) نجد فى أكثر تجمعات النخب فى مصر ، وبعض ممن ملئوا السمع والبصر حينما كانوا وزراء أو رؤساء هيئات أو محافظون سابقون ، نجد مثل هؤلاء فى مجالسهم ، وهم يخلطوا أوراق المناقشات , وكأنهم ( ولدوا ) بالأمس ، وكأنهم لم يتولوا سلطة من قبل ، ولعل الإعتماد على الذاكرة الضعيفة للمشتركين فى الحديث يجعل صاحب الذاكرة الأكثر اتقاداً يضحك بل يسخر مما يسمعه ، ولعل قليل من الجرأة ، يمكن أن نُخْرسْ هولاء ، ونجعلهم يعيدون إلى ذاكرتنا بعض مما قاموا به أوتدبروه فى وقت كانوا فيه محل النقد , بل للأسف الشديد وكأن على رأسهم الطير ، فهم ُسكْتُُ بُكْمُُ لا يفقهون !!

ولكن من خلط الأوراق أيضاً فى المجتمع المصرى أن ناخذ بما يشاع فى (السوشيال ميديا) وسائط الإتصال الإجتماعى، على أنها حقائق مؤكدة ، رغم أن اصحابها مجهولى الهوية ، ومع ذلك لا مسئول إطلاقاً عن نقل الإشاعة وترويجها ، والتأكيد على صحتها ، رغم عدمها ، ومع ذلك ما زال خلط الأوراق فى مصر (هواية شعبية ) من الفلولكلور المصرى.