هل عرف المصري القديم الانتحار؟ كيف واجهه وما حكم المنتحر عند الفراعنة؟

أخبار مصر

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


الحضارة المصرية القديمة، أولى الحضارات التي نشأت على ضفاف النيل في هذه البقعة المباركة المعروفة تاريخيًا باسم مصر، حيث أنها من أول الدول نشأة في العالم، ومن أعظم الحضارات التي نتفاخر بها وسط الأمم فهل عرفت هذه الحضارة الانتحار وكيف كان موقفها منه.

قال الدكتور أحمد بدران أستاذ الأثار المصرية القديمة بجامعة القاهرة، في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، إن المصري القديم آمن بالبعث بعد الموت، وكان لديه يقين تام أن الموت هو مجرد فترة مؤقته يُبعث بعدها الميت ليحاسب عما فعل في حياته، وقد اعتبر المصري القديم الانتحار تدخل في اختصاصات الإله.

وأكد بدران أن الانتحار عند المصري القديم هو خروج عن قانون الرب، وخروج على المعبود والإله، وذلك لأنه آمن أن الإله خلق الإنسان ليعمل ويكد ويعمر وينجب الأولاد التي بدورها تعمر في الحياة، وليس من حق العبد أن يتدخل في إرادة المعبود، ويفسد صنعته التي هي النفس، وينهي حياته قبل موعدها، فكان الانتحار عند المصري القيدم هو تعدي على قانون المعبود الذي وضعه للحياة، والانتحار أمر كرهته الأرباب والمعبودات جميعًا، فكلهم كرهوا قتل النفس، وخصيصًا الإنسان لنفسه.

وأضاف بدران أن المصري القديم كان لديه ما يشبه وصفة وقاية من الانتحار، فهو كان حريصًا على الحياة وعلى الاستمتاع بها، فقد سجلت مصر القديمة رقمًا قياسيًا في الأعياد طوال أيام العام وصلت إلى 100 عيدًا، كما كان المصري القديم محب للخروج والتنزه، كما كان محبًا لعمله، أو أنه لا يعمل إلا ما يحبه، لذا فلم يحب أن ينهي حياته فهو محب لها.

النقطة الثانية والتي تعتبر جوهرية وهي أن المصري القديم كان متدينًا حقًا، يكره التعدي على قوانين وشرائع الآلهة وتعليماتها، والانتحار كما عرفنا كانت تمقته الآلهة، فكرهه المصري القديم، ولم تصلنا حالة واحدة مسجلة كانتحار، ولكن لأن هناك تحذيرات منه وكراهية له فقد يكون قد حدث.

وختم بدران كلماته أن المصري القديم لم يعرف الانتحار إلا كعقوبة حيث تراوحت العقوبات ما بین الضرب بالعصى، أو الإعدام حتى الموت بأسلوب قطع الرأس، أو الحرق، أو بتر اللسان خاصة بالنسبة لجرائم الخیانة، أو استئصال الید فى حالة ارتكاب جريمة تزوير العقود أو المستندات، وإذا كان المذنبون من كبار الشخصیات، وصدرت عليهم عقوبة الإعدام، فكان يفضل لهم إنهاء حياتهم بأنفسهم.