بعد تطاول أردوغان على ماكرون.. خبراء يرصدون مستقبل تركيا في الناتو

عربي ودولي

أردوغان
أردوغان


توتر واضح، نشب بين تركيا وفرنسا بعد إهانة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ووصفه بأنه في "حالة موت دماغي"، بعد أن انتقد الأخير العملية التركية في فرنسا وتحدث عن التجاوزات التي بها وصمت الناتو عليها.

وكان ماكرون قال إن أوروبا لم تعد قادرة على الاعتماد على الولايات المتحدة للدفاع عن حلفاء الناتو"، والتي حذر فيها من أن أوروبا تواجه "الموت المفاجئ لحلف شمال الأطلنطي"، بسبب اللامبالاة الأمريكية للتحالف، ليرد عليه أردوغان بقوله "عليك قبل أي شيء أن تفحص موتك الدماغي أنت نفسك. هذه التصريحات لا تليق سوى لأمثالك الذين هم في حالة موت دماغي"، وأثارت تصريحات الرئيس التركي غضبا واسعا بباريس، وأعلن مسؤول بالرئاسة الفرنسية أن وزارة الخارجية ستستدعي سفير تركيا عقب تلك التصريحات المهينة.

تطاول على الناتو
تطاول أردوغان على الناتو وأعضائه ليس بجديد، فتلك التصريحات المهينة جاءت بعد أيام من اتهام تركيا الرئيس الفرنسي بـ"حماية الإرهاب" في سوريا، في رد على انتقادات جديدة أطلقها الأخير ضد عملية أنقرة العسكرية، وكذلك إعلان أنقرة رفض دعم خطة البلطيق وبولندا ما لم تحصل على مزيد من الدعم السياسي لمحاربتها "وحدات حماية الشعب" الكردية بشمال سوريا، حيث أنها تسعى إلى الحصول على اعتراف من أعضاء الناتو بأن "وحدات حماية الشعب" تمثل تهديدا إرهابي لأنقرة، ألا أن العديد من دول الناتو ومنها واشنطن رفضوا خطتها.

ورغم أن تركيا تضرب بعرض الحائط قرارات الناتو بشأن معارضة عمليتها العسكرية في سوريا، إلا أن وضعها في الناتو لا يزال قويا وهو ما أكده خبراء ومحللين سياسيين تواصلت معهم الفجر.

الإضرار بمصالح الناتو
الصحفي والباحث المتخصص في الشأن التركي، محمد أبو سبحة، ذكر أن الهجوم العسكري التركي في شرق الفرات شمال سوريا أزعج الكثير من بلدان حلف الناتو وأضر بمصالحهم، حيث منح روسيا الخصم الأكبر نفوذًا أوسع في شمال سوريا، كما أعاد الفرصة لإحياء تنظيم داعش، الذي فر عدد كبير من أعضائه خلال الهجمات التركية على مخيمات عائلات التنظيم في شرق الفرات، الواقعة تحت سيطرة القوات الكردية.

إقصاء من الناتو
أبو سبحة أوضح أن الحديث عن إقصاء تركيا من حلف الناتو لا يبدو واقعيا وإن كان هناك توترات مع أعضائه، فالحالة الوحيدة لخروج إحدى الدول الـ 28 من الحلف هو أن تقدم بنفسها طلبا للانسحاب، وحتى لو كان بإماكان الدول الأعضاء في الناتو فعل ذلك فلن يلجأوا إلى هذا الخيار، لما يحمله الوجود التركي من أهمية استراتيجية، مبينا أن انسحاب تركيا من الناتو سيحدث فراغ في أحد أبرز المواقع الجغرافية على خريطة الناتو، وسيقوض القدرة العسكرية للحلف وهو أمر لا يخدم مصالح الدول الأعضاء، فضلا عن أن تركيا تلاعب أوروبا منذ سنوات بورقة اللاجئين، لذلك لا تشعر تركيا بتهديد فيما يتعلق بعضويتها التاريخية في حلف الناتو، ونبه إلى أن قادة الدول الأعضاء في حلف الناتو، ألمانيا وبريطانيا وفرنسا يثقون في أنه لن يكون هناك موقف عقابي من الحلف ضد تركيا بسبب عمليتها العسكرية في شمال سوريا، لما طلبوا مبكرا عقد لقاء مع أردوغان على هامش قمة الناتو الشهر المقبل، للتبحاث حول خططه في سوريا.

دعم أمريكي
المحلل السياسي التركي المعارض، جودت كامل بين أن هناك مطالبات بإخراج تركيا من حلف الناتو لشراءها صواريخ "إس ٤٠٠" من روسيا، إلا أن دعم أمريكا لها يمنع الأمر، مشيرا إلى أن مصالح واشنطن في المنطقة على المدى القريب والبعيد يجعلها تحتاج لأنقرة من أجل حماية تلك المصالح وتسهيل تنفيذها، ولذلك لا يتحرك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد تركيا وأردوغان.

الانضمام للاتحاد الأوروبي
أبو سبحة بين أن انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي ليس له علاقة بتوتر العلاقات مع دول الناتو، ولكن بالقمع الذي تمارسه الحكومة التركية ضد أتباعها، وبين أن مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوربي تم تجميدها احتجاجًا على حالة القمع الواسعة في تركيا التي تنتهجها السلطات التركية بزعم مواجهة مدبري انقلاب عام2016، موضحا أن طالما تعتبر تركيا أكبر سجن للصحفيين في العالم ولا يزال أكثر من 80 ألف مواطن تركي معتقلين في السجون بتهمة الاشتراك في الانقلاب، فمن الصعب قبول فتح ملف انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.