"الأرثوذكسية" تحيي تذكار رحيل بطريرك القسطنطينية

أقباط وكنائس

البابا تواضروس الثاني
البابا تواضروس الثاني


احتفلت الكنيسة القبطية الارثوذكسية، اليوم الأربعاء، بتذكار نياحة (رحيل)، القديس يوحنا ذهبى الفم.

وبحسب كتاب التاريخ الكنسي (السنكسار)، فإن القديس يوحنا ولد في 347 ورحل في عام 123 للشهداء - 407ميلادية.

والقديس يوحنا كان بطريركا للكنيسة الارثوذكسية في القسطنطينية، واطلق عليه لقب ذهبي الفم لانه كان يمتاز في العلم والفضيلة، ثم زهد في أباطيل العالم وترهب من صغره بأحد الأديرة، ووضع ميامر ومواعظ وفسر كتبًا كثيرةً.

وبعد رحيل نكتاريوس، بطريرك القسطنطينية، إستحضره الملك أركاديوس وقدمه بطريركا، فسار في البطريركية سيرا رسوليا، وكان مداوما على التعليم والوعظ، وتفسير كتب الكنيسة القديمة والحديثة، وتبكيت الخطاة، وكل ذي جاه وهو لا يخشى باسا أو جاها.

وكانت اوذكسيا الملكة زوجة أركاديوس محبة للمال، فاغتصبت بستانا لأرملة مسكينة فشكت أمرها للقديس الذي توجه إلى الملكة ووعظها كثيرا وطلب منه إرجاع البستان إلى صاحبته، وإذ لم تطعه منعها من دخول الكنيسة ومن تنأول القربان، فتملكها الغيظ وجمعت عليه مجمعا من الأساقفة الذي كان قد قطعهم لشرورهم وسوء تدبيرهم، فحكموا بنفي القديس، فنفي إلى جزيرة ثراكي، ولكن هذا النفي لم يستمر اكثر من ليلة واحدة إذ هاج الشعب جدا وتجمهر حول القصر الملكي طالبا عودة البطريرك، فحدثت زلزلة عظيمة كادت تدمر المدينة، فهلعت منها القلوب وظن القوم انها علامة غضب الله على المدينة بسبب نفي القديس، أما اوذكسيا فقد انزعجت واضطربت روحها فهرولت إلى زوجها وطلبت منه إن يعيد القديس من منفاه.

وكان بالمدينة ساحة بجوار كنيسة أجيا صوفيا، أقيم فيها تمثال من الفضة للملكة اوذكسيا، وحدث يوم تنصيبه إن قام بعض العامة بالألعاب الجنونية والرقص الخليع، ودفعهم تيار اللهو إلى الفجور والإثم، فغار القديس يوحنا على الفضيلة التي امتهنت وانبري في عظاته يقبح هذه الأعمال بشجاعة نادرة، فانتهز أعداؤه غيرته هذه ووشوا به لدي الملكة بأنه قال عنها " قد قامت هيروديا ورقصت وطلبت راس يوحنا المعمدان على طبق".

وكانت هذه الوشاية الدنيئة سببا قويا لدي الملكة للحكم عليه بالنفي، والتشديد على الجند الموكلين بحراسته بعدم توفير الراحة له في سفره، فكانوا يسرعون به من مكان إلى أخر حتى انتهي بهم السفر إلى بلدة يقال لها (كومانا) وهي مدينة قديمة في منطقة الكبادوك، وهناك ساءت صحته وتنيح بسلام.