الفجر تفضح فبركة "كشف مقبرة نفرتيتي بتركيا" وأثريون: تشويه متعمد لمصر

أخبار مصر

بوابة الفجر


يبدو أن مصر مكتوب لها قدرًا أن تظل في دفاع مستمر عن ثوابتها التاريخية والحضارية، فحضارتها العريقة الممتدة لسبعة آلاف عام عبر التاريخ هي ثروتها الحقيقية، وأعداؤها يحاولون دائمًا النيل منها بتشويهها، وتطالعنا بين كل حين وآخر مقالات مجهولة المصدر بمحتوى بعيد كل البعد عن حقائق التاريخ المصري القديم.

وفي ذلك الإطار رصدت بوابة الفجر الإلكترونية مقالًا على موقع أجنبي يدعي knowledge time، منشور منذ أربعة أيام، جاء بعنوان "مقبرة جديدة تؤرخ بـ 10000 سنة قبل الميلاد اكتشفت في تركيا – ارتباط وثيق ومذهل مع الملكة نفرتيتي".

ويحكي المقال عن كشف أثري في تركيا وصفه كالآتي... " كشفًا شيقًا جدًا وثوري في إطار التاريخ، وتم هذا الكشف في تركيا، ويستطرد المقال "من الواضح إن الملكة نفرتيتي ذهبت إلى هناك مع مجموعة من أتباعها عندما فرت من مصير زوجها الذي كان في أيدي كهنة آمون".

ثم يحكي المقال عن قطع أثرية عثر عليها في هذا المكان ترجع إلى أكثر من 10000 عام مضت، ويقول إن هذا "أمر يُلقي بعض الضوء على فترة العمارنة، وأن هذا الكشف يوضح إننا بحاجة إلى إعادة كتابة التاريخ لكي يكون لدينا فهم أفضل لمجريات حضارتنا، وكل شئ يقود إلى فترة العمارنة الغريبة والتي كانت بالفعل تراث قادم من أطلانطا ويمكن أن تكون مرتبطة بالكائنات الفضائية" إلى هنا انتهى المقال الذي يمتلئ بشطحات لم نعرفها قبلًا.

وجاء الرد من الدكتور أحمد بدران أستاذ علم الأثار المصرية القديمة بجامعة القاهرة، حيث قال للفجر إنها فضيحة بكل المعايير لكل من شارك في هذا المقال العبثي، سواء بالصياغة أو بالنشر، فهو لا يهدف إلا لتشويه الحضارة المصرية القديمة التي وقف العالم أمامها منبهرًا معترفًا بفضلها، وقال عنها جيمس برستد في كتابه فجر الضمير إن مصر القديمة مهد الحضارة وعنها أخذ العالم علومه وآدابه بل سلوكياته الحضارية"

وأضاف أن هناك نقاط محددة تنسف هذا المقال من أساسه، أولًا أنه جاء بلا هوية وبلا محرر صحفي يتحمل مسؤولية ما جاء فيه من معلومات مما يؤكد كونه مجرد تضليل آخر وتدليس للحقائق التاريخية الناصعة وتشويه متعمد للحضارة المصرية العريقة. 

ثانيًا لا يوجد تحديد جغرافي ولا مكاني للكشف الأثري المزعوم ولا معلومات دقيقة عن ماهية هذا الكشف بل ذكر فقط أنه تم في تركيا، مع مجموعة صور لا تسجل المعتاد عليه في البعثات الأثرية، فالصور لمكان مجهول وأناس مجهولين وأدوات لا تستخدم في الحفر الأثري.

ثالثًا الملكة المصرية العظيمة نفرتيتي، زوجة الملك أمنحتب الرابع "أخناتون"، لم تترك الأرض المصرية إلى أي مكان آخر ومن يذكر خلاف ذلك فهو مجرد هراء، وقبرها يتم التنقيب عنه في وادي الملوك، والملكة نفرتيتي منسوبة لعصر الدولة الحديثة، وبالتأكيد عمرها لا يزيد عن 10 ألاف عام قبل الميلاد كما يدعي المقال.

رابعًا الفيديو الذي ورد في المقال والمنشور من خلال موقع المعرفة الناطق بالإنجليزية، هو فيديو متداول على اليوتيوب، وهو مفبرك يستخدمه من يريد النصب لبيع الأثار، واستعان الفيديو في جزؤه الثاني بهيئات فضائية غريبة مشوهة محاولًا تقريبها للملوك المصريين مثل الملكة نفرتيتي وغيرها والأكثر إضحاكًا أنهم استعانوا بهيئات من الالعاب الالكترونية والكائنات المتحولة لتقريب وجهة نظرهم المزيفة، ولو كان هذا كشفًا لوجدنا مؤتمرًا علميًا وهيئات أثرية معتبرة تتحدث، ولقام العالم ولم يقعد ولكنه كما قلنا هو مجرد تشويه آخر.

الفيديوهات التي عرضها المقال

 
الفيديو الثاني



وشدد بدران على أنه من العار على الدولة التركية أن تشارك في هذه المهزلة، وأن تسمح لأحد أيًا من كان بتشويه الحضارة المصرية، ونعلم تمامًا أن هناك لجهات ودول عدة محاولاتها في تشويه الحضارة المصرية القديمة وتجند في سبيل ذلك مواقع وصحف وميديا وتنتج أفلام خصيصًا لتشويه حضارتنا العريقة، ويجب إغلاق مثل هذه المواقع فورًا، كما كشفت الفجر أن الفيديوهات المرفقة بالمقال منشورة بتاريخ 28‏01‏2017، وجاءت تعليقات مستنكرة له، وأحدهم علق بأنه يعيش في تركيا ومثل هذا الكشف كذب، فيما علق أخر كشفًا بهذا الحجم كيف لم نسمع به من قبل.

ومن ناحيته قال الدكتور زاهي حواس عالم المصريات المعروف ووزير الأثار الأسبق، إن مقبرة الملكة نفرتيتي موجودة في وادي الملوك بالأقصر، والعمل جار لاستكشاف المنطقة المحيطة بمقبرة الملك أمنحتب الثالث، حيث يُعتقد أن المنطقة استُخدمت كموقع لدفن ملوك وملكات مصر القديمة، وحاليًا نسعى للكشف عن مقبرة الملكة نفرتيتي ومقابر ملكية أخرى في الوادي الشرقي، فكل ملوك وملكات مصر دفنوا هنا في الوادي بالأقصر.

وأكد حواس أن ماجاء في هذا المقال هو ضمن الهوس الذي يصيب الغرب مع أي أكذوبة تنتشر، فالغرب هو من نشر أسطورة لعنة الفراعنة، وكذلك هم من أشاعوا الأساطير حول تابوت الإسكندرية، وكذلك أكذوبة الزئبق الأحمر، وكذلك قضية الفضائيين وأنهم وراء بناء الحضارة المصرية، فالخيال الغربي دائمًا يتعلق بأي أسطورة تنتشر عن الحضارات القديمة، وهو ما نفيناه بشكل قاطع مرارًا وتكرارًا.

المقال كاملًا على موقع knowledge time من هنا.