بعد مشاركة فيلمها في كان.. ندى رياض: "أسعى للحوار مع الجمهور ولا أفكر في الجوائز" (حوار)

الفجر الفني

ندى رياض
ندى رياض


تشارك المخرجة الشابة ندى رياض، للمرة الأولى في مسابقة سينما الغد للأفلام القصيرة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ٤١، بفيلمها الثاني "فخ"، والذي تبلغ مدته ٢٠ دقيقة، ويتناول محاولات فتاة في الخروج من علاقة مسيئة تجمعها بشاب تحبه.

وعملت ندى رياض لفترة في مركز للدراسات النسوية، وخلال هذه التجربة احتكت بالعديد من النساء اللاتي مررن بمثل هذا النوع من العلاقات المؤذية، لذلك فهي تعتبر الفيلم نتاج لهذه القصص التي سمعتها واحتكت بصاحباتها.

"فخ" هو فيلم مصري ألماني، طُور على مدار ٣ سنوات، من خلال برنامج جائزة روبرت بوش للانتاج العربي الألماني المشترك، وهو ما تجده "ندى" فترة طويلة على فيلم قصير، لكنه استحقها، حتى يخرج بهذا الشكل المرضي لها ولفريق العمل، وهو أفضل ما أمكنهم إخراجه دون التنازل عن أي شيء كانوا يرونه مهم للفيلم.

سبق للفيلم المشاركة في العديد من المهرجانات الدولية منها تورنتو وساو باولو وباكو، وكان عرضه العالمي الأول ضمن أسبوع النقاد في مهرجان كان، أما عرضه في مهرجان القاهرة فهو بمثابة الاحتكاك الأول مع الجمهور المصري المصنوع من أجله الفيلم، والذي وجدته "ندى" "أظرف تفاعل"، وكان أكثر تعليق أسعدها هو "فيلم لمصر مش عنها"، لكنها تؤكد أنها لا تفكر في المسابقات والفوز بقدر ما يكفيها الاحتكاك والنقاش مع الجمهور.

تواجه أغلب صناع السينما المستقلة من الشباب صعوبات التمويل طوال الوقت حتى يتمكنوا من إخراج أعمالهم المأمولة، لكن "ندى" كانت أكثر حظًا في إيجاد جهات دعم أجنبية لأعمالها، وهي تعتبر أن الصعوبة التي تواجه أغلب المخرجين الشباب تتمثل في عدم توافر انتاج محلي، معتبرة أن المخرجين أصبحوا أكثر ذكاءًا في إيجاد طرق أخرى للدعم والتمويل من خلال منح من دول عربية وأجنبية وcrowd funding.

لم تدرس "ندى" الإخراج قبل شروعها في دخول المجال الفني، فهي قادمة من خلفية مختلفة، تخرجت في كلية الهندسة، وبعدها تحمست للسينما، لكن لم يكن لديها وقت كافي لدراستها، ففضلت الممارسة والتجربة.

تؤكد "ندى" في حوارها ل"الفجر الفني" على سعيها لاسكتشاف موضوعات مختلفة من خلال عيون السيدات، باعتبارها مخرجة أنثى، وهو ما يؤثر على اختياراها لقصص أعمالها الفنية، وترى "ندى" أن توقيع مهرجان القاهرة على ميثاق للمساواة بين النساء والرجال في الفعاليات السينمائية بحلول 2020، والمعروف باسم "5050 في 2020، خطوة عظيمة ستدفع مهرجانات أخرى لاعتمادها قريبًا، وسيكون لها دور في تغيير نسبة تمثيل النساء في السينما، مشيرة إلى أن قلة مشاركة الأفلام التي تخرجها نساء في المهرجانات يرجع لأن أغلب المبرجمين والقائمين على المهرجانات رجال، لافتة إلى أنها تفرقة غير مقصودة لكنها تحدث بالفطرة، لذلك من المهم تواجد المبرمجات والناقدات في مهرجان بحجم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

كغيرها من النساء العاملات في مجال الإخراج، تعرضت "ندى" لتجارب تمييز على أساس الجنس، ذكرت منها رفض مهندس صوت أن يتلقى الأوامر منها باعتبارها امرأة، لكنها ترى أن الجدل القائم حاليًا بين أهمية تمثيل النساء في السينما والخوف من أن يكون الأمر ليس بدافع الكفاءة ولكن بسبب الصوابية السياسية، يخلق نقاشات هامة، موضحة أن الصوابية السياسية أمر خطير حتى على قضايا النساء، لأن الأعمال المصنوعة بصورة موجهة لا تصل للجمهور ولا يتفاعل معها، لكنها في مرحلة ما مهمة كونها تساهم في تمثيلهم ولو بنسبة صغيرة.

تؤكد "ندى" على وجهة نظرها من خلال مثال طرحته، عن الأفلام المقدمة في العام قبل الماضي والتي بلغت ٣٧ فيلم، لم يكن بينها أي إخراج نسوي، و٤ مشاركات نسوية في الانتاج فقط، وهي أرقام صعبة تشير إلى فجوة كبيرة في التمثيل، مضيفة أن وجود كوته هو أمر خطير لكنه خطوة توصل لأرض تبدأ منها مناقشات حول تقديم أفلام تعبر عن النساء بجودة عالية.

تعمل "ندى" حاليًا على تطوير مشروعها الروائي المقبل، والتي ستقدمه من خلال next step، ضمن برامج مهرجان كان، وستبدأ ورشة كتابة الفيلم في سبتمبر المقبل، لكنها لم تستقر بعد على باقي ملامح العمل للكشف عنها.