د.حماد عبدالله يكتب: "بسطاء" المصريين !!

مقالات الرأي

د.حماد عبدالله
د.حماد عبدالله



المصريون هم جميعاً شعب مصر والمصريون جميعاً بسطاء ، الغنى منهم والفقير المتعلم منهم والأمى المثقف منهم والجاهل !

تميزنا كمصريين عن شعوب أمتنا العربية (إن جاز المقارنة) بأننا عبر عصور طويلة قرأنا فى التاريخ وفى ثنايا الأحداث بأننا شعب تميز بالبساطة نحن شعب من البسطاء وسوف إستبعد عن معنى البساطة صفة "الغلب" أى أننا لسنا (غلابة ومساكين) !ولكننا بسطاء بكل ما تحمله الكلمة من معانى طيبة !

والبسطاء المصريون ينقسمون إلى فئات إجتماعية تميزت عبر عصور الزمن بالحقبات السياسية والإقتصادية وأثارهما على مستوى المعيشة لتلك الفئات و على نسبة حظ كل فئة فى حقبتها الزمنية من رغد أو من ضيق (ضن)!

ومن الطبيعى أن تختلف نسبة معاناة كل فئة من فئات شعب مصر حسب ما تمتلكه من مال أو قوة (سلطة) أو من ثقافة أو من أصل عائلى أو من أرث !!

ولعل أيضاً التغيرات والتوجهات السياسية وبالتالى الإقتصادية فى المحروسة لها أيضاً أثر بالغ على بساطة طوائف المجتمع المصرى !

وإذا لم يستغرقنا التاريخ لنذهب بعيداً فلنمكث فى المائة عام الأخيرة .

نجد أن بسطاء الأمة ممن  يعانوا أكثر كانوا هم الأغلبية الأعم فى مجتمع النصف فى المائة فى أوائل القرن الماضى !!

ثم وبقيام الثورة كانت فئة بسطاء الأمة هم محور إهتمام الحكم ومحور إهتمام المجتمع وهم الذين قادوا الحركة الإقتصادية الموجهة وأصبحت الإشتراكية هى نبراس ومنبروميثاق بسطاء مصر !

إلى أن تغير التوجه وأصبح الإنفتاح والإقتصاد الحر وأليات السوق وسياسة السلام وإستراتيجيات العولمة هى الحاكمة لكى ينقلب مرة أخرى الميزان بين طوائف الأمة من بسطاء المصريين إلى بسطاء تنسحب من تحت أرجلهم السجادة وظهور بسطاء أخرون لكى يمن عليهم الزمن بالمال والسلطة والقوة والوجاهة الإجتماعية !
إنشاء دولة حديثة ، متماسكة الأركان ، تعيد بناء الدولة كبنية تحتية تهالكت على مر العصور.

- نعيد  بناء الدولة بعد ثورة 30 يونيو ، وإهتممنا بالبنية الأساسية ولكن لم نضع فى إعتبارنا الإنسان المصرى البسيط ، وهنا يجب أن نراعى ذلك ونحن بصدد إنهائنا للنظام الإشتراكى وسحبنا السجادة من بسطاء المصريين نجوم النصف الأخير من القرن الماضى لكى يتولى بسطاء من المصريون دفة الأمور.

-وجب على المشرع المصرى أن يضع فى حساباته ألا يعانى البسطاء الجدد من المصريين ما عانوه فى مجتمع بسطاء مصر "النصف فى المائة" قبل الثورة.

حينما كانوا بسطاء مصر بعد الثورة فى أياديهم الثورة والإشتراكية والميثاق !!

ميثاق الخير وتصبحوا بألف سلامة !!