قمة ماليزيا.. "إسلامية" على الطريقة الإخوانية برعاية تركية

تقارير وحوارات

أردوغان - أرشيفية
أردوغان - أرشيفية


في سابقة غريبة على عالمنا الإسلامي، أعلن مهاتير محمد، رئيس وزراء ماليزيا عن عقد قمة إسلامية مصغرة في العاصمة الماليزية كوالالمبور يوم 19 ديسمبر المقبل، وبحضور ممثلين عن خمس دول هي ماليزيا وإندونيسيا وباكستان وقطر وتركيا، وبرعاية قناة الجزيرة القطرية.

  

استبعاد قادة الإسلام في العالم

 

وفي وقت يشهد عالمنا الإسلامي المزيد من الانقسامات، تأتي الدعوة لهذه القمة والتي تخطت دور منظمتي التعاون الإسلامي ودول عدم الانحياز، في محاولة للبعد عن تأثير أكبر دولتين إسلاميتين وهما مصر بلد الأزهر الشريف رمز الوسطية والمؤسسة التي حافظت على علوم الإسلام لقرون قبل أن توجد بعض من هذه الدول، وكذلك يستبعد السعودية البلد التي نزل فيها الإسلام وتحتضن الحرمين الشريفين ولها دور كبير داخل منظمة التعاون الإسلامي.

 

مهاتير فضل أن تلتئم القمة التي يقترحها بدول متشابهة الفكر وبعضها يدعم جماعة الإخوان المسلمين والفكر القطبي.

 

وقال مهاتير، في تصريحات للقناة الراعية للمؤتمر، إن الهدف من القمة مناقشة أوضاع ومشاكل وتحديات الأمة الاسلامية التي تضم حوالي 1.7 بليون مسلم، وكان الأفضل له أن يبحث عن حل لمشكلات بلاده ولا يتحدث باسم المسلمين إلا إذا حضر ممثلون عن جميع المسلمين.

 

وحينما سئل مهاتير عن أسباب تخطي منظمة التعاون الإسلامي ومنظمة دول عدم الانحياز قال إنه يؤمن بالبدايات الصغيرة.

 

كما استبعدت القمة، نيجيريا، أكبر دولة إسلامية في أفريقيا (حوالي ١١٥ مليون مسلم)، والنتيجة ستكون بالقطع مزيدا من الانقسامات والاستقطاب الإسلامي الذي يقود لمزيد من الضعف وقلة التأثير في مختلف المحافل الدولية.

 

بلورة استقطاب جديد

 

بعد سقوط الاسلاميين في الدول العربية وضياع مشروعهم وارتكابهم لجرائم كبيرة في تونس والسودان يجري الان اعادتهم للمشهد عبر القمة المصغرة، وهذا  أن دل علي شئ فهو يدل على توجيهات التنظيم الدولي للاخوان المسلمين.

 

فك عزلة إيران

 

ويسعى مهاتير لفك عزلة إيران ورمي طوق النجاة لها، حيث تأتي دعوته في عز الثورة الشعبية ضدها، الشئ الذي ينفي تحقيق نتائج ما نُقل على لسانه حول"قمة اسلامية مصغرة"بهدف "نصرة فلسطين".!


وقال "مهاتير" أيضًا: "تربطنا مع إيران العديد من الصلات والروابط ولن نقطعها لمجرد أن أمريكا تطلب منا المشاركة في العقوبات الاقتصادية تجاه ايران.. يجب أن لا ننخرط بذلك".

 

‏ويرى مهاتير بأن من حق عمائم الارهاب في إيران حيازة السلاح النووي، ويردف باستخفاف: "قنبلتين فقط.. وليس الكثير".

 

"هل هو تهديد للسلام الدولي أن تمتلك إيران قنبلتين؟! وهل ستستطيع بها خلق حرب نووية؟!"، ثم يقرر جازماً ومدافعاً:"إيران لن تهدد أو تهاجم أحد، والعقوبات ضدها غير عادلة".

 

وسبق وأن دعا مهاتير  إلى تحالف إسلامي ماليزي باكستاني إيراني، وهي نفس الدول التي تنحاز ضد العرب والسعودية تحديداً وتستخدم التشيع وقوداً لمشروعها القومي الشعوبي.

  

الخلاصة

 

محاولات تمزيق الدول العربية بدأت في شكل عداوة مبطنة للأمة الأسلامية، وهو مخطط لتمزيق المنظمة الأسلامية الأقوى والتفاف بعض الدول في شكل تكتلات بإسم الإسلام كمحاولة لإقحام القضية الفلسطينية والإلتفاف حولها لتنفيذ أجندة للهيمنة على الإقليم والعالم الإسلامي.