الأنبا إرميا: الضيقة والألم قادا مار مينا إلى الاعتماد الكلي على الله

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


ترأس الأنبا إرميا، الأسقف العام، ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، مساء الأحد، صلاة عشية عيد استشهاد القديس العظيم مار مينا العجائبي، وذلك في كاتدرائية مار مرقس الرسول بطاحونة القديس البابا كيرلس السادس.

وخلال عظة العشية، تحدث نيافته عن لمحات في حياة مار مينا العجائبي، موضحا أن أسرته أسست بيتها على الصخر وأن حياة الشهيد العظيم كانت عبارة عن تدريب مستمر، مشيرا أن مار مينا تعرض لتجارب في حياته، كان أولها فقدان والده وهو في الحادية عشرة من عمره، ثم بعد ذلك تعرض للتجربة الثانية وهي فقدان والدته، لكنه على الرغم من صعوبة ذلك كان يشعر بوجود الله معه، ولم يكن وحيدا أو ضعيفا أو محتاجا لأحد.

وأضاف الأنبا إرميا أن الضيقة والألم قادتا مار مينا إلى الاعتماد الكلي على الله وأن يكون الله هو كل عائلته، مشيرا أن الشهيد العظيم اكتشف جمال الله ومحبته وعنايته وأبوته الحانية، فالتهب قلبه من الداخل بمحبة الله، وقام بتوزيع أمواله على الفقراء والمساكين، ثم توجه إلى البرية سنة 303 ميلادية ليعبد الله ويعيش حياة النسك والبتولية مدة خمس سنوات في وحدة وصلاة وتسبيح، وذلك قبل أن ينال إكليل الاستشهاد وهو في الرابعة والعشرين من عمره، ويصبح أيقونة عظيمة وشهيدا عظيما من الشهداء الكبار بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية وكنائس العالم أجمع، ويسمى العجائبي صاحب الآيات والمعجزات، الذي نطلب شفاعته وبركته لحياتنا وأولادنا وكنيستنا والمسيحيين المتألمين بكل مكان بالعالم.

واختتم الأسقف العام، ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، عظته بتوجيه رسالة إلى الشعب المسيحي قائلا: "مش عايز حد منكم يخاف ولا يقلق ولا يهتز، اللي يحفظ نفسه للمسيح ويطلبه، المسيح هيحفظه ويستجيب له، لازم نثبت ونسند بعض لأن نفوسنا ربنا هيسألنا عنها إحنا وكل اللي حوالينا"، ثم وجه نيافته التهنئة إلى نيافة الحبر الجليل الأنبا كيرلس آڨا مينا أسقف ورئيس دير مار مينا العجائبي بصحراء مريوط، بالعيد الستين لإعادة تأسيس الدير بيد القديس البابا كيرلس السادس.