تركيا وقطر.. محاولات ومبادرات فاشلة لتهميش المركز الديني للسعودية

تقارير وحوارات

أردوغان وتميم
أردوغان وتميم


تحاول تُركيا وقطر بشتى الطُرق في الفترة الأخيرة تهميش المركز الديني للمملكة العربية السعودية ورمزية المقدسات الدينية في تكوين تحالفات وقمم مع ماليزيا وباكستان وأخيرًا إندونيسيا.

 

ظهرت هذه المحاولات من خلال إعلان رئيس الوزراء الماليزي، مهاتير محمد، أن بلاده ستستضيف قمة إسلامية مصغرة تضم خمس دول؛ هي ماليزيا وقطر وإندونيسيا وتركيا وباكستان، وأنها ستعقد أول اجتماع لها في 19 ديسمبر المقبل.

 

وقال مهاتير محمد، في حفل تدشين القمة التي أطلق عليها "قمة كوالامبور"، اليوم الخميس، إن أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس وزراء باكستان عمران خان، وافقوا على المشاركة بالقمة.

 

وأضاف أن 450 من القادة والمفكرين والباحثين والعلماء المسلمين سيشاركون في القمة؛ لمناقشة أفكار وحلول للقضایا العالمية التي تواجه الأمة الإسلامية.

 

هذه المحاولة لم تكن الأولى وعلى ما يبدو لن تكون الأخيرة، حيث سبق هذا التحالف والقمة مبادرة جديدة لدولة قطر بالاشتراك مع ماليزيا وتركيا، تهدف إلى إنشاء 3 مراكز مالية عالمية تشمل الدوحة وإسطنبول وكوالالمبور، لتغطية جميع المعاملات المالية الإسلامية حول العالم.

 

وفي يوليو 2019 شدد رئيس الوزراء الماليزي "مهاتير محمد"، على أن التعاون بين ماليزيا وتركيا وباكستان سينقذ الأمة الإسلامية من الضغوط التي تتعرض لها، في ظل ما تواجهه من تحديات، وهو ما رحبت به أنقرة وإسلام أباد.

 

وفي أكتوبر 2019 أعلنت الدول الثلاث (تركيا وباكستان وماليزيا) تأسيس قناة فضائية ناطقة باللغة الإنجليزية، لمُكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا.

 

وفي تعليق على هذه الخطوة، قال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، إن القناة الفضائية المزمع تأسيسها بين البلدان الثلاثة، ستكون شبيهةً بهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

 

لماذا هذه التحالفات؟

ترغب دول الإسلام السياسي من وراء ذلك إلى خطف الأضواء والخروج عن المؤسسات القائمة خاصة المنظمات الإسلامية مثل المؤتمر الإسلامي.

 

ويتعامل أردوغان بحماس مع أي تحالف ولو كان مجرد فكرة مستحيلة التحقق، وذلك لإرضاء طموحه إلى السلطة واستعادة صورة السلطان الذي لا يكتفي بحكم تركيا وحدها، ولذلك دائما ما يعرض المبادرات والأفكار عن “الوحدة” و”التقارب” خلال زيارته الخارجية، وخاصة في مناطق سيطرة الدولة العثمانية السابقة.

 

وتراهن تركيا على التمويل القطري لإنجاح المشاريع الحالمة بالوحدة، خاصة أن الدوحة ضخت المليارات لإنقاذ الاقتصاد التركي المتهاوي، كما ترافق التحرك التركي الخارجي سواء في السودان أو غزة، وفي دول الربيع العربي، وفيما يكتفي أردوغان بإطلاق الوعود تبادر قطر إلى ضخ الأموال بسرعة فائقة وبسخاء غير محدود لإنجاح مشاريعه.