"السمسمية وليالي الحظ" كيف توارثت أجيال قبائل البحر الأحمر الفن الشعبي الأصيل (فيديو وصور)

محافظات

جانب من الأفراح
جانب من الأفراح


احتلت أغاني المهرجانات الأفراح المصرية في معظم محافظات الجمهورية، والتي تعتمد فقط على الأصوات المرتفعة مع الرقصات السريعة من أصحابها، وعلى الرغم من ظهور الكثير من أصحاب أغاني المهرجانات ومنهم "حمو بيكا"، ولكن تحتفط محافظة البحر الأحمر، ومدنها بالتراث الشعبي الفلكلور المميز لطابع هذه المحافظة بمختلف المدن، بدءا من رأس غارب شمالًا حتى حلايب وشلاتين جنوبا، وتتميز المحافظة بوجود قبائل بدوية منها وأشهرها العبابدة والبشارية ومعاذة وجهينة والرشدية والتي تتمتع بتراث غني خاص بها ومنها السمسمية التي تستخدم في ليالي الحنة.

ومدينة الغردقة قبل أن تصبح ضمن أفضل 25 وجهة سياحية في العالم ويكون مصدرها الأساسي السياحة كان أهلها يعملون في مهنة الصيد مستخدمين "الفلايك"، حيث كانوا يخرجون في رحلات طويلة تستمر لليالى طويلة، فاستعانوا "بالسمسمية" لتكون رفيق لهم بالصيد خلال تلك الأيام، وسربعا ما تحولت السمسمية لتكون ليلة حظ أساسية قبل ليلة الزفاف والتي تبدأ من منتصف الليل حتى أول ضوء اليوم التالي، وسط حالة من الفرح والبهحة بين أهالى القبيلة والمعازيم وأصحاب العريس، ليحتفظون بعادتهم وتقاليدهم رغم ظهور الكثير من المهرجانات.

وتعد السمسمية هي إحدى الفنون التي تميز بعض القبائل المصرية من تلك القبائل سالفة الذكر، التي تتميز عن غيرها وتحتفظ بتراثها، فلا تجد مثيلا لها في أي بلد بالعالم، لأنه ابتكار مصري أصيل، وتصنع عازفات "السمسمية" بشكل محلي، وأوتارها عبارة عن أسلاك من الصلب الرفيع، تشد بشكل قوي على صندوق خشبي محلي الصنع وفي الغالب يقوم بتصنيعها عازفيها.

"ليلة مرح وسمر ليلة الحظ"
تقام ليلة الحظ -وهي ليلة الحنة في باقي المجتمعات المصرية- في آخر الليل حتى الساعات الأولى من صباح يوم الزفاف، وهي تقام للرجال فقط بين قبائل البحر الأحمر إلا أن السيدات يحرصن على الاستمتاع بها من أعلى أسطح المنازل، ويتم تجهيز "ليلة الحظ "بوضع الفراشة بالشارع الذي يقام به الفرح وتفرش الأرض بالسجاد، دون كراسي ليجلس الحاضرون في مجموعتين متقابلين على السجاد، ويجلس بينهم من يدقون على السمسمية والمطربين، وفي أول الفراشة بوفية خاص لعمل المشروب الرسمي لقبائل البحر الأحمر "الجبنة" والشاي والقهوة وتجهيز الشيشة للمعازيم.

"ليلة الحظ تجمع الحبيب والقريب"
تجمع ليلة الحظ بمدن البحر الأحمر، القريب والحبيب، بين "كوبليهات" من الأغانى الشهيرة بليلة الحظ، وهي "وحياة المحنة والريدة اللي بينا بعدك عني نار قربك ليا جنة"، و"يا بنت حساني أبوكي وصاني لا توزني الفضة إلا بميزانى"، و"أشتقنا يا حلو والله أشتقنا صار لك زمان مفارقنا ياما يا ما وياما أتعذبنا وبنار الشوق اتلوعنا"، و"ياريت أنا وأنت يا حبيبى في جزيرة. ما يغشاها غير الشمس".


وتمتزج أغاني السمسمية ببعض من أغاني الزمن الجميل منها بعض الكوبليهات لسيدة الغناء العربى "ام كلثوم"، ومن مشاهير من غنى على أنغام السمسمية بمدن البحر الأحمر، الريس حربى حسين وإخوته، وعائلة لطيف وعائلة آل مرازيق وعائلة آل زراع، وعائلة عواد، وعائلة سليمان الرشندية، وعائلة صالح أبوخشيم، وعائلة القرد، وإبراهيم حراجى، وشاذلى الزعيري، وشاذلى حلبى،الشهير بشيكو اللذيذ، وحسن عبدالظاهر، وأحمد فتحي وأحمد رمسيس ومحمود عويس، وعائلة عطية حمزة، وصابر حسان، ورمضان أبوعوض وإخوته وشاذلي عيد ويحيي أبوناجي، وعائلة الراوي، وعائلة سباق، وعائلة فكري، وعائلة سيجانة.