استشاري يحذر من انتشار السكر بين الأطفال: الإندومي والكيك السبب

محافظات

صورة من اللقاء
صورة من اللقاء


نظم مركز النيل للإعلام بقنا ندوة موسعة حول مخاطر السمنة وطرق التعامل معها، حضرها عدد من الفئات التنفيذية بمديريات الخدمات وطالبات المدارس بقنا.

حيث أشارت رحاب عبد الباري -مسئولة البرامج بالمركز - إلى كابوس السمنة الذي أصبح يؤرق الكثيرين; وتأتي الندوة للتوعية بالحلول الممكنة للتعامل معه على أساس طبي وعلمي سليم.

وذكرت أن حلم الوصول إلى وزن مثالي يراود الجميع من أجل تحقيق الرشاقة وخفة الحركة، والحفاظ على الشكل المقبول أمام المجتمع، وفي نفس الوقت الحفاظ على الصحة كثروة وكسلاح ضد الإصابة بالجلطات وأمراض ارتفاع ضغط الدم وغيرها.

ثم أوضح الدكتور عماد حمدي منصور -أستاذ أمراض الجهاز الهضمي ومدير إدارة الحميات بمديرية الصحة بقنا -أن ٩٠٪ من مرضى القلب يعانون من السمنة، بينما ١٠٪ فقط أصيبوا بأمراض القلب لأسباب مختلفة عن السمنة، وأكد أن ١٠٠٪ من أمراض المعدة والقولون تكون نتيجة لزيادة الوزن. كما تتأثر بذلك شبكية العين، وتصبح العظام أكثر هشاشة وتفقد قدرتها على تحمل الصدمات.

وأشار ضيف الندوة إلى السبب الرئيسي لانتشار السمنة وهو العادات الغذائية الخاطئة وفي مقدمتها، إهمال تناول البروتينات والخضروات والفواكه ; والمبالغة في تناول النشويات; والاعتماد على طرق الطهي الخاطئة، مثل تحمير اللحوم في حالة وصول الزيت أو الزبدة إلى درجة الغليان مما يجعلها تفقد قيمتها الغذائية، ويحولها إلى دهون مخزنة تمثل عبئا على الجسم. وبسبب هذه الدهون الثلاثية المشبعة تم تصنيف بنكرياس المصريين كأسوأ سادس بنكرياس على مستوى العالم.

وحذر الدكتور عماد حمدي من زيادة معدلات الإصابة بالسكر بين الأطفال وفقًا للدراسات بسبب الإكثار من بعض المنتجات الغذائية الشائعة مثل: الشيبسي والكيك المصنع والمكرونات سريعة التحضير المعروفة باسم (إندومي).

وعن إعلانات التخسيس المنتشرة على شاشات الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي، أشار ضيف الندوة إلى أن أغلب المعلومات المتداولة في هذا الشأن صادرة عن غير متخصصين، وتمثل أكذوبة كبري تستغل ضعف الوعي لدى بعض المشاهدين. 

وأكد أن كتب الطب تخلو من أي مركب كيميائي يسد الشهية، وأن المنتجات المعلن عنها إذا نجحت في حالة أو حالات قليلة فهي لا تصلح لأغلب الحالات. فقد يتفق اثنان في الطول والوزن والحالة الفسيولوجية لكن يختلف كل منهما عن الآخر في طبيعة نظام التخسيس الذي يخضع له.

وعن عمليات تكميم المعدة أشار إلى أنها تصلح لـ٨٪ من الحالات فقط، ولابد أن يتبعها نظام غذائي قاسي وصارم لضمان نجاح العملية، وبدون العملية لو تم الاكتفاء من البداية بمقاومة الشعور بالجوع فيما يعرف ب (سياسة الاستغناء) والحرمان ممكن أن يحصل المريض على نفس النتيجة.

وتطرق الحديث إلى ما يسمى (اللحظة الحيادية) وهي اللحظة التي يكتفى بها الجسم بنصف الوجبة، ويصبح النصف الآخر لتحقيق المتعة فقط. حيث يكتفى الجسم بـ٦ ملاعق أرز مثلا ; و٣ ملاعق سكر يوميا، تنخفض إلى ملعقتين في حالة مريض السكر الذي يجب أن يظل في حالة (ريجيم) طول العمر تجنبا لعواقب وخيمة قد تصل إلى الوفاة المفاجئة.

وردا على سؤال حول مسئولية الغدة الدرقية عن حدوث السمنة أشار إلى أنها مسئولة بنسبة واحد في كل ألف حالة، ولها أعراض محددة ويمكن التعامل معها بالأدوية، مما ينفي توجس الكثيرين ممن يعانون من السمنة بإصابتهم بتضخم الغدة الدرقية.

وعن تراكم الدهون في منطقة واحدة بالجسم دون الأخرى (منطقة البطن للرجال ومنطقة الفخذ والأرداف للسيدات) أكد أن الجينات الوراثية هي المتحكمة في ذلك، مشيرا إلى أن هذا لا ينفي الاستعانة بالسكريات والنشويات ولكن بكميات معقولة.

أخيرا شدد ضيف الندوة على أهمية ممارسة الرياضة وتعويد الطفل عليها ولو بالمشي أو باستعمال الدراجة الهوائية أو بالسباحة أو الحركة داخل المنزل على أقل تقدير، مؤكدا أن جميع أنواع السمنة بلا استثناء تستجيب للمشي والرياضة، مع ضرورة أن يكون ذلك مقترنا بمقاومة الشعور بالجوع والتحلي بالإرادة للحصول على نتيجة ليست فورية ولكنها رائعة، وغيرت حياة الكثيرين على مستوي الحالة الصحية والذهنية والاجتماعية.