انتفاضة برلمانية وحزبية ضد التصريحات الأمريكية بشأن المستوطنات الإسرائيلية (تقرير)

أخبار مصر

البرلمان
البرلمان


"هناك إدارات أمريكية سابقة اعتبرت المستوطنات الإسرائيلية غير قانونية، لكن الولايات المتحدة لم تعد نعترف بأن المستوطنات الإسرائيلية تتعارض مع القانون الدولي"، تصريحات أثارت جدلًا واسعًا في الآونة الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، بشأن المستوطنات الإسرائيلية، وذلك حين أكد أيضًا أن إسرائيل تؤكد دومًا شرعية وقانونية مستوطناتها وتشجع حل القضية الفلسطينية عن طريق المفاوضات، الأمر الذي تسبب في توجيه موجه من الانتقادات الحادة للإدارة الأمريكية من قبل الأحزاب ونواب البرلمان، مُؤكدين أن تلك التصريحات مُخالفة للقانون الدولي.

ماذا قال رئيس البرلمان؟
انتقد الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، تصريح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، قائلا:"لا مشروعية على الإطلاق لبناء المستوطنات الإسرائيلية على أراض مُحتلة، وطبقا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، لا يجوز على الإطلاق أن تتخذ السلطة المُحتلة أي إجراءات من شأنها تغيير طبيعة الأراضي أو السكان"، متابعا: "باسمي وباسم مجلس النواب، أستنكر هذا الأمر جملة وتفصيلا".

موقف أمريكا مخالف للقانون الدولي
وفي نفس السياق، قال اللواء كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، إن التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، بأن الولايات المتحدة لم تعد تعترف أن المستوطنات الإسرائيلية تتعارض مع القانون الدولي قائلا: "مُخالفة للقانون الدولي ولا نعترف بها من الأساس"، بالإضافة إلى أنها ليس لها أي تأثير على الواقع وما هي إلا كلام إعلامي فقط.

وأضاف عامر، لـ"الفجر"، أن هناك قرار صادر من مجلس الأمن رقم ٢٣٣٤ عام ٢٠١٦ وبأغلبية ساحقة، مُعتبرًا أن جميع الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية غير قانونية بموجب القانون الدولي، مُشيرًا إلى أن جميع المستوطنات التي تم أو يتم بناءها غير شرعية وفقًا للأعراف والقوانين الدولية، مُنوهًا إلى أن ملف القضية الفلسطينية هي قضية أبدية بالنسبة لمصر، مُذكرًا أن مصر دائمًا وأبدًا تبذل قصارى جهدها من أجل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه كاملة.

وأشار اللواء كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، إلى أن استقرر منطقة الشرق الأوسط يرتبط بحل القضية الفلسطينية.

تصريح "مستفز"
كما علق الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، على التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، قائلا: "مُصادم لجميع الأعراف والمواثيق والقوانين والقرارات الدولية".

وقال مخيون لـ "الفجر"، إن مثل هذه التصريحات تأتي مُستفزة للدول العربية جميعها، مُشيرًا إلى أن هناك قرار صادر من مجلس الأمن رقم ٢٣٣٤ عام ٢٠١٦ وبأغلبية ساحقة واعتبر القرار بأن جميع الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية غير قانونية بموجب القانون الدولي، مُطالبًا إسرائيل بأن تتوقف فورًا عن سياسة التوسع الاستيطاني على أرض فلسطين.

كما أكد رئيس حزب النور، أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي حول الاستيطان تدل على أن العالم يحكمه قانون القوة وليس قوة القانون، مُذكرًا أن تلك السياسة عفا عليها الزمن وبمثابة ممارسة "بلطجة" سياسية لفرض أمر واقع مرفوض وتستهدف إشعال منطقة الشرق الأوسط، مُنوهًا إلى أن إسرائيل تستغل حالات الدول العربية الصعبة التي تمر بها وبمشاكلها الداخلية للتوسع في عملية الاستيطان والتهجير القسري للفلسطينيين.

تصريحات غير شرعية
وفي السياق ذاته، أكدت النائبة شادية خضير الجمل، عضو لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، أن التصريحات وزير الخارجية الأمريكي تأتى ضمن سلسلة مُتكررة من التصريحات والقرارات غير شرعية على الإطلاق والمُثيرة للجدل.

وأضافت شادية، لـ "الفجر"، أن جميع دول العالم تعلم عليم اليقين أن هناك قرار صادر من مجلس الأمن رقم ٢٣٣٤ عام ٢٠١٦ وبأغلبية ساحقة واعتبر القرار بأن جميع الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية غير قانونية بموجب القانون الدولي، مُؤكدة أن القرار نص على عدم شرعية إنشاء إسرائيل للمستوطنات في الأرض المحتلة منذ عام 1967، وطالبها بوقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس باعتبارها أراضٍ محتلة.

ونوهت النائبة شادية خضير الجمل، عضو لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، إلى أن الموقف السياسي بالنسبة لدولة لأي قضية ما لا يعدل القانون الدولي القائم.

عدوان على مصالح الشعب الفلسطيني
وأعلن النائب سيد عبدالعال، رئيس حزب التجمع، إن الولايات المتحدة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب، تواصل العدوان على مصالح الشعب الفلسطينى وحقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف.

وقال عبدالعال، إن تصريحات وزير الخارجية الأمريكى هى حلقة جديدة من سلسلة حلقات التحالف الأمريكي الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية، تضاف لحلقات إعلان ترامب القدس عاصمة لدولة إسرائيل، وإعلانه ضم الجولان السورية المحتلة للدولة الصهيونية، مُعلنًا رفض حزب التجمع للتصريحات الجديدة لوزير الخارجية الأمريكى، مُطالبًا المؤسسات الدولية والإقليمية والعربية القيام بدورها لصد هذا العدوان الجديد على الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية.

وطالب أيضًا الدول العربية بسرعة التحرك لوقف مخطط التحالف الأمريكى الصهيونى لتصفية القضية الفلسطينية، بوقف كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيونى، ودعم صمود الشعب الفلسطينى ونضاله لإقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.