طارق الشناوي يكتب: صابرين تصالح صابرين!

الفجر الفني

صابرين
صابرين


ما نرتديه يعبر عنا، لأنه يحقق لنا الراحة النفسية، وجدت صابرين أن خلعها لـ"التربون"، الذى كان لصيقا بها فى الحياة، هو ما تريده، فوضعت صورتها على صفحتها بلا (تربون)، وتلقت بعدها زخات من الغضب على "السوشيال ميديا"، مؤكد هناك من استحسن تلك الخطوة، فى العادة الناس تحتفظ بآرائها الإيجابية، ولا تعبر عنها علانية، بينما السلبى نسارع بتضخيمه.

قالت صابرين خلعت (التربون) مش الحجاب، تريد أن تؤكد أنها تجرأت فقط على غطاء الرأس، فهو مثل القبعة التى كانت ترتديها نادية الجندى بمختلف أنماطها فى أفلامها، صابرين فى عدد من أدوارها على الشاشة خلال السنوات العشر الأخيرة وضعت باروكة على شعرها، وقدمت شخصيات جريئة فى مشاعرها، مثل دورها قبل ثلاث سنوات فى مسلسل (أفراح القبة) لمحمد يسن، ولم تتحفظ على شىء.

لماذا منح البعض لنفسه حق التجاوز فى انتهاك الأعراض؟، أغلب الفنانات اللاتى خلعن مؤخرا الحجاب قررن أن يتجنبن توصيف ما كن ترتدينه بالحجاب، حتى لا يواجهن بهجوم كاسح يشنه متخصصون فى إثارة الفزع والرعب فى وجه كل من يريد أن ينظر فى المرآة فيرى نفسه، وليس شخصا آخر، عدد من الفنانات والمذيعات ارتدين فى مرحلة من العمر الحجاب، وفى مرحلة أخرى خلعن الحجاب، فما هى المشكلة؟.

البعض يحلو له أن يختصر الدين فى أمور شكلية أو طقسية، كثيرا ما نكتشف أن الظاهر لا يعبر بالضرورة عن الحقيقة، شخصية زكى رستم فى (رصيف نمرة 5)، لنيازى مصطفى، حظيت بإعجاب الناس ولاتزال، لأنها تعبر عن واقع نراه ماثلا أمامنا، تناول الفيلم التدين الظاهرى، ومع اقتراب النهاية أمسك فريد شوقى بالقاتل زكى رستم، وهو يؤدى فرض الله فى الجامع.

هل ارتحنا عندما بكت صابرين مساء أمس الأول على الهواء مع عمرو أديب؟ لست مؤهلا للدخول فى جدل فقهى متعلق بالحجاب، فقط أقول إن النساء المصريات حتى الستينيات ومطلع السبعينيات، لم تكن فى الأغلب محجبات، فهل المسلمة خالفت الشرع؟ فى بلد الأزهر الشريف، لم يكن فقهاء الدين يعلنون ذلك، أغلب بنات وزوجات شيوخ الأزهر والأوقاف وقارئى القرآن فى تلك الحقبة الزمنية لم ترتدن الحجاب، حتى مرشد الإخوان الأسبق الهضيبى لم تكن ابنته محجبة، ومسجل سخرية الرئيس جمال عبدالناصر، عندما طلب منه إصدار قرار بإلزام المصريات بالحجاب، فقال ضاحكا يعنى مش قادر يحجب بنته، وعايزينى أنا ألبس طُرح لـ20 مليون مصرية، كان عدد السكان وقتها 40 مليون نسمة.

من أجل إرسال معان عظيمة عن الإسلام أقترح أن نرفع مثلا شعار (النظافة من الإيمان) نحاول تطبيق هذا النمط الإيجابى من الإيمان على أرض الواقع، من هاجم بضراوة صابرين، لماذا لم يُمسك بمقشة وينظف الشارع، أو يضع سلة قمامة أمام منزله لتأكيد إيمانه، بدلا من تبديد طاقته، فى مراقبة حجاب بنت الجيران؟.

لايزال التليفزيون يقدم لنا حفلات أم كلثوم الغنائية أبيض وأسود، ولا أعثر بين الحاضرات إلا فيما ندر على امرأة محجبة أو تضع (تربون)، هكذا كانت المرأة حرة فيما تختار، تلك هى مصر التى نتمنى أن نعود إليها، يرتدى الإنسان ما يعبر عنه، والحساب عند الله!!