انتفاضة طهران.. الحرب تشتد على "الملالي" لليوم الرابع والمقاومة: بدأ عصر جديد

لليوم الرابع على التوالي تستمر "انتفاضة البنزين"، التي أشعلها الشعب الإيراني على سدنة نظام الملالي، الذين قرروا الإطاحة بكل مظاهر الحياة، نتيجة فسادهم الذي أصبح يطال كل شئ في إيران، وهو ما تسبب في انفجار يبدو أنه لن يهدأ هذه المرة إلا بانهيار النظام الإجرامي.

المظاهرات تمتد

وبحسب المقاومة الإيرانية، استمرت مظاهرات اليوم، وعمت العاصمة طهران و”كرج“ و”شيراز” و”أصفهان“ وأخرى من المدن الإيرانية، حيث طالت أكثر من 100 مدينة.

ارتفاع القتلى

ووصل عدد قتلى التظاهرات على يد قوات الأمن إلى 158 متظاهرا على الأقل، بحسب وسائل إعلام إيرانية، فيما أشارت أيضا إلى مئات المصابين وآلاف المعتقلين.

وشهدت عدة مدن إيرانية اشتباكات عنيفة بين الأمن والمتظاهرين الذين يعمدون إلى حرق المصارف والمتاجر ومحطات البنزين الحكومية.

مروحيات تقتل المتظاهرين

وإمعانا في الإجرام، أطلق الملالي مروحيات تطلق الرصاص الحي على المتظاهرين الغاضبين ضد الفساد وغلاء الأسعار في إيران، بحسب فيديوهات انتشرت بصورة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأدى هذا التعامل الإجرامي من قبل عناصر الأمن وهي تقوم بعمليات قنص للمتظاهرين، إلى وقوع عدد من القتلى والإصابات.

تعتيم وقمع وحشي

من جانبها أعربت منظمة العفو الدولية عن قلقها إزاء التقارير التي تفيد بمقتل العشرات من المحتجين في إيران، واعتقال أكثر من 1000 شخص، فيما أدانت المنظمة غلق السلطات لخدمة الإنترنت للتعتيم على القمع الوحشي الذي تشهده البلاد.

لقد سئم الشعب

وفي ذات السياق، أعلن بعض المسؤولين في الولايات المتحدة الأمريكية دعمهم الكامل للتظاهرات في إيران.
وأعلن العضو البارز في مجلس الشيوخ الأمريكي السیناتور توم كاتن، دعمه لانتفاضة الشعب الإيراني، قائلاً: "لقد سئم الشعب الإيراني من تجاهل نظام الملالی لاحتياجاته الأساسية على الرغم من أنه يمد الإرهابيين بمبالغ طائلة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، مضيفاً "يجب أن نقف بجانب المتظاهرين الشجعان الذين يطالبون بمحاسبة الملالي ".

تغيير الحكومة

فيما قال وليام هيرد، عضو مجلس النواب الأمريكي، إنه :"يتعين علينا تعزيز رسالة (الشعب الإيراني) لوقف هذا النظام الاستبدادي".

وأوضح: "الحل الوحيد لمنع النظام الإيراني من دعم الإرهاب والحصول على الأسلحة النووية هو تغيير الحكومة، وهذا لن يتحقق إلا عندما ينتفض الشعب الإيراني".

ماذا بوسع خامنئي أن يفعل؟

وليد فارس، مستشار الكونجرس في قضايا الإرهاب، أكد أنه يتعين على الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن يشكل مجموعة طوارئ خاصة لبحث كيفية التعامل مع الثورات الثلاث في الشرق الأوسط، اللبنانية والعراقية والإيرانية، مشيرا إلى أن نتيجة هذه الثورات من شأنها أن تؤثر على الشرق الأوسط وما وراءه.

وكتب متسائلا: ماذا بوسع خامنئي أن يفعل؟ ألم يفعل شيئًا؟ أم ينبغي أن يلجأ إلى مجلس شورى الملالي لإلغاء ارتفاع الأسعار؟ أم سيرسل قوات الحرس لنظام الملالي لقمع الاحتجاجات؟ فكل من هذه الخيارات سيكون له عواقبه الوخيمة.

مرتزقة لقتل المتظاهرين

ونقلاً عن منظمة مجاهدي خلق، أفادت التقارير الواردة أن النظام الإيراني يستخدم عملاءه الأفغان ( كتيبة الفاطميون) لقمع المظاهرات، فيما أوضحت التقارير بأن النظام استخدم هذه القوات لقمع المظاهرات في مدينة مهرشهر بمحافظة كرج قرب طهران العاصمة.

وكان حسن روحاني أمر القوات القمعية بقمع المظاهرات، كما أكد علي شمخاني الأمين العام لمجلس للأمن الوطني في النظام بأن مجاهدي خلق كانوا وراء هذه المظاهرات وهم الذين يهاجمون القوات والمراكز القمعية. بينما أشار علي لاريجاني رئيس برلمان الملالي أيضاً بدور مجاهدي خلق في هذه الانتفاضة، فيما أوضحت مصادر المقاومة أن العديد من عناصر قوات الأمن ( ناجا) امتنعوا عن الحضور في مواقعهم لمواجهه المتظاهرين، مما أجبر النظام الإيراني إلى استخدام مرتزقته الأفغان.

النظام عاجز

ووفقا للمقاومة الإيرانية، فإن الاستعانة بالمرتزقة الأفغان، يؤكد أنّ النظام الإيراني عاجز عن مواجهة الشعب، فيما قال علي رضا جعفر زادة، نائب مدير المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الولايات المتحدة الأمريكية، أنه حان الوقت للمجتمع الدولي، بما فيه الدول الإسلامية والعربية لإدانة قمع النظام الإيراني للمطالب المشروعة لشعبه، ومحاسبة النظام على سلوكه، والتعبير عن دعمها للشعب الإيراني.

عصر جديد

وأكد "زادة" أنّ هناك عصراً جديداً ضد نظام طهران قد بدأ بالفعل متمثلاً في المظاهرات التي تضرب كل أنحاء البلاد، مشيرا في تصريحاته لـ"العين الإخبارية"، أن "التطورات في إيران خلال اليومين الماضيين لم يسبق لها مثيل، وأكبر من انتفاضة عام 2009".

هجوم كاسح

ولفت مسؤول المقاومة الإيرانية إلى أن مستوى الغضب للشعب والسرعة التي انتشر بها في جميع أنحاء إيران، لا يمكن مقارنتها مع أي أحداث أخرى، حيث هاجم الشعب جميع المؤسسات الحكومية.

وبيّن أنّ الهتافات تدل على أن الشعب الإيراني يرى أن النظام في مجمله نهب موارده، وأن العدو الحقيقي للشعب الإيراني هو خامنئي ونظامه المحمي من قبل مليشيا الحرس الثوري.

الشعب يزداد عزيمة

كما قدّمت السيدة مريم رجوي، زعيمة المقاومة الإيرانية، تعازيها لسقوط الشهداء خلال التظاهرات، مؤكدة أن "هذه الدماء الزكية لا تزيد الشعب الإيراني إلا عزمًا وتصميمًا على نضاله العادل لإسقاط هذا النظام".

وأوضحت أن جرائم نظام الملالي في الأيام الثلاثة الماضية هي جرائم ضد الإنسانية،. مشيرة إلى أن مسؤولي هذه الجرائم يرتكبونها منذ 40 عامًا وفي سجلهم 120 ألف عملية إعدام سياسي بما في ذلك مجزرة عام 1988.

وشددت "رجوي" على طرد هذا النظام من المجتمع الدولي، وتقديم خامنئي وروحاني والبقية من قادة هذا النظام للعدالة لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية.

تراجع الدور الإيراني

من جانبه، أكد أحمد العناني، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية والمتخصص في الشأن الإيراني، أنّ هذه المظاهرات لا تأتي لأول مرة وإنما هي استمرار لجملة مظاهرات سبقتها قبل ذلك، خلال الأعوام الماضية.

وأوضح في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أنّ أسباب المظاهرات متعددة، وفوق ارتفاع أسعار النفط، يرتكب النظام الإيراني العديد من الجرائم المختلفة، منها ممارسة القمع، وتهميش للأقليات في الداخل، وغيرها من الانتهاكات الكثيرة، التي جعلت الشعب ينفجر في وجوههم.

ولفت "العناني" إلى أن السياسة الإيرانية التي تنتهجها على المستوى الإقليمي والدولي، أدت إلى تراجع الدور الإيراني، فتأثر الداخل كثيرا، وهو ما تسبب أيضا في تردي الأوضاع الاقتصادية، نتيجة العقوبات الأمريكية، والتصدي بكل قوة أمام نظام طهران.

مزيد من الانهيارات

وأكد "العناني" أن سياسات النظام الإيراني فيما يخص رفع الدعم، لن تجدي على الإطلاق، وستؤدي إلى مزيد من الانهيارات وتأليب الشعب وانتفاضة عارمة في وجه النظام.

وبيّن أن المظاهرات في العراق ولبنان، جاء تأثيرها على غير ما توقع نظام طهران، مؤكداً أن هناك ارتباط وثيق بين الاحتجاجات، خاصة أن الفصيل الشيعي هو من أخذ زمام المبادرة هذه المرة، وضرب الملالي ليس فحسب في إيران، وإنما في المنطقة كافة.