"الجنس مقابل فك السحر".. المشعوذون يستغلون الفتيات في الليالي الحمراء.. ورجال الدين: تخلف مجتمعي

تقارير وحوارات

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


لطالما أصبح الجنس مقابل المال، لدى عديمي الضمير والإنسانية، مما يدعون السحرة والدجالين، الذين، يستغلون الفتيات الأبرياء في تلبية رغباتهم وشهواتهم، حيث يتخفون وراء ثوب العفة، بأنهم يعالجون أعراض المس والسحر والحسد، ولكن في حقيقة الأمر، هم عبدة المال والجنس، فالبعض ينتهك عرض الفتيات، والبعض الآخر، ابتزهم جنسيًا بصورهم العارية، تحت شعار العلاج بالجن.

العلاج بالجنس
أصبحت جلسات النساء، عرضة لإيذاء بعضهن نفسيًا وجنسيًا، حيث يتشاورن في أمور حياتهن، ويتحاكين حول أوضاعهن، "بمجرد زواجي من الشخص الذي أحببته، أصبحت علاقتنا معقدة، والمشاكل الكثيرة تغلب عليها، فاضطريت لأحكي لإحدى صديقاتي التي أثق فيها حد السماء، والتي أشارت بوجوب استشارة إحدى المشايخ لمتابعة الأمر، ظنًا بأن هناك حسدَا ما يشوب علاقتنا"، حسبما استهلت "بـ.أ" في حديثها لـ"الفجر".

"لم يكن الأمر على ما يرام، حسبما ظننت، ولكني اتصلت هاتفيًا بشخص يدعى المعالج الروحاني حمدي شاكر من قاطني إحدى ضواحي الجيزة، فطلب مني زيارته في منزله، حيث يعالج، وبحسن ظني قررت الدهاب، فوجدت شخصًا، يرتدي قميص وبنطلون، ولا يمت للمشايخ بصلة، لكنه طمأن قلبي، بأن الأمور ستنصلح، بأشياء بسيطة، حتى انصدمت بطلبه إقامة علاقة جنسية حتى يستطيع علاجي بشكل صحيح، أو دفع مبلغ مالي 2000 جنيه".

وتابعت: لم يحل المال، محل العلاقة الجنسية التي طلبها، حيث ظل طيلة الوقت، يوحي بأن العلاج بالجنس، أسرع حتى يتمكن من إصلاح علاقتي بزوجي، حينها أصيبت بغمامة فوق عيني، ولم أدرك ما أفعله، وخضعت لمطالبه، حيث استغل الواقعة ورغب في تكرارها بشكل دوري، وفي إحدى المرات تتبعني بعض شباب القرية، الدين فضحوني، وانكشف الأمر، وحقيقة الشخص، وانفصلت عن زوجي.





الأموال مقابل العلاج
أيادي الدجالين الغشيمة، تنخر في عقول الفتيات الأبرياء، حيث طالت "ف.س"، التي انساقت وراء الحب، وتحولت حياتها إلى جحيم، حينما أحبت شخصًا، ولم تتمكن من الارتباط رسميًا به، بعدما رفضها أهله بدون أسباب واضحة، حيث لجأت إلى مواقع التواصل الاجتماعي، لتبحث عن مساعد أو حل، فوجدت عشرات الصفحات الشخصية، ممن يدعون المعالج الروحاني لفك السحر والأعمال السفلية، فأرسلت رسالة نصية تحمل نفس الكلمات لهم، بما حدث معها، ليجيبها كل شخص بإجابة مختلفة، بعضهم أكد إصابتها بسحر الوقف عن الزواج، والبعض الآخر أشار إلى إصابتها بسحر التعطيل عن الزواج "كنت في حالة جنونية، أريد الوصول إلى أي حل، وبتشعلق بأي أمل".

واستكملت في حديثها لـ"الفجر": بعد تشخيص حالتي من قبل معالج روحاني يدعى جورج من محافظة المنيا، فطلب مني مبلغ 1000 جنيه، ليستطيع علاجي، فرفضت دفع المبلغ في بادئ الأمر، ولكن وافقت في النهاية، وأرسلته عبر البريد، وبدأنا نتواصل هاتفيًا، بمعالجتي عبر الهاتف، حيث كان يتمتم بكلمات غريبة، ويسألني عن اسم أمي، وبعدها أبلغني أن النتيجة ستحدث خلال 28 يومًا، بعودة الحبيب، وانتظرت أكثر وأكثر، دون نتيجة، حتى قرر أن نلتقي، وبالفعل، تقابلنا في قهوة في وسط البلد، وحينها طلب استقطابي إلى إحدى الشقق التابع له، حتى يتمكن من مواصلة طقوس العلاج بشكل أفضل، مع إقامة علاقة جنسية سطحية، حسبما أوضح لي حينها، ولكني رفضت، فقرر تعنيفي، بأنه لن يستطيع علاجي، وانصرفت، وقررت الابتعاد عن الطريق بأكمله".  

الصور العارية
ووقعت "ش.م"، فريسة في مصيدة الدجالين الشهوانية، حيث كانت ثلاث سنوات زواج فاصلة في حياتها، حينما لم ترزق بالأطفال، فأشار عليها الأقارب، بمتابعة أحد المشايخ عبر الفيس بوك، وأنه من أصحاب السير الطيبة، وبالفعل تواصلت معه، وطلب منها صورتها، لكي يشخص حالتها، بأنها تعاني من السحر المدفون بعدم الإنجاب".

وكانت الصدمة، حينما طلب منها إرسال صورتها العارية، "سارعت بإرسالها، ظنًا بأنها ستنجب الأطفال، "استغل صورتي العارية، وبدأ يبتزني جنسيًا، بعرض طلبات أكثر، ولكن استطاعت الهروب منه، بوضعه في قائمة البلوك".

شروط لحل الأعمال
ومن بين القصص والروايات التي تبعث بخطر، ما تحكيه "ح.م" "إحدى العاملات مع أحد الدجالين سابقًا"، بقولها: إن الدجال كان دائمًا ما يستخدم مجموعة جديدة لتجنيدها لصالحه في عمل أعمال للمقبلين على الزواج وجعلهم يطلبون الطلاق، ولعلاجهم يضع شرط معاشرة لحل الأعمال السفلية.




نصب وإجرام
وتعليقًا على ما سبق، أوضح الدكتور محمود الصاوي وكيل كلية الإعلام السابق ووكيل كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة للدراسات العليا والبحوث، أن الدجل أكبر مؤشر لتخلف المجتمع، وانحطاط ثقافته وضعف وازعه الديني، مشيرًا إلى أن نصوص الشرع الشريف حاسمة في هذا الأمر والبيان النبوي واضح كالشمس في وسط النهار، "ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له، أو سَحَر أو سُحِر له ومن آتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلي الله عليه وسلم".

وأكد "الصاوي"، في تصريحاته الخاصة لـ"الفجر"، أن مجرد الذهاب للمشعوذين والدجالين حتى مع عدم تصديقهم كفيل بإحباط العمل، قال ص (من آتى عرافًا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين ليلة).

ولفت إلى أن من يذهب للدجال، يتوافر فيه أسباب السذاجة والأمل الخادع، وأحيانًا يستخدم الدجالون الدين لإيهام الناس بقدراتهم الخارقة، متابعًا؛ أن أعمال إجرامية ونصب واحتيال تقع تحت طائلة القانون، لا علاقة لها بالشرع من قريب أو بعيد.

وأردف "الصاوي"، قائلًا؛ إن ظاهرة الدجل والدجالين، خطيرة وبلاء مبين يهدد سلامة المجتمع وتفكك الأسر وهدم العلاقات الاجتماعية وإحلال الحقد محل المحبة والاخوة وهو في نفس الوقت صورة من صور ضعف العقيدة ونقص التفكير، فهو من الكبائر والموبقات، ومن يتبع هذا الطريق ظالم لنفسه.

علامات المشعوذين
"تمكن الخرافات والوهم في عقول البعض من الناس يجعلهم يقعون فريسة لهؤلاء السحرة والمشعوذين فيعتدون على أموالهم وأعراضهم ويدمرون حياتهم ومستقبلهم ويستنزفون أموالهم بدون وجه حق"، حسبما قال صالح محمد عبد الحميد عضو لجنة الفتوى بجامعة الأزهر، متابعًا؛ أن الشريعة الإسلامية حذرت من التعامل مع هؤلاء السحرة والدجالين لخطورتهم على الناس وتدمير حياتهم.

وحذر "عبد الحميد"، في تصريحاته الخاصة لـ"الفجر"، القارئ من تصديق هؤلاء أو التعامل معهم أو الإتيان إليهم ومن شعر أنه مصاب بشيء من مس أو حسد أو سحر فليستعن بالله عزوجل وليحافظ على الأذكار الواردة صباحًا ومساءً، وقراءة آيات الرقية الشرعية.

 وأوضح عضو لجنة الفتوى بجامعة الأزهر، أن هناك علامات يُعرف بها المشعوذين، كسؤالهم عن اسم الأم ويطلبون من المريض أن يبيت عندهم أو يبيت أي شيء من ملابسه ومن علاماتهم أيضًا ادعائهم علم الغيب والإخبار بشيء من الغيبيات وكذلك معرفتهم بالفساد الخلقي والديني ومن علاماتهم صرفهم للمريض أشياء غريبة للعلاج بها كجمجمة أو عظم أو غير ذلك، التمتمة بكلمات غير مفهومة أو كتابة أوراق كالطلاسم وغيرها وصرفهم للحجب والتمائم أو يقول لك أغمض عينيك وأخبرني بما تراه أو تخيل أمامك الذي حسدك أو أنه يزعم أن عندهم قراءة إن أعطاها لأحد أو سمعها أحد فسدت وأصبحت لا تنفع أو أنه يعطيه ورقة مكتوب فيها كلمات فيها دعاء غير الله والاستعانة بالجن والشياطين أو يعطي العلاج لشخص غير مريض لأن المريض بعيد فيقول له: اشربه وسيشفى مريضك، فهذا من السحر المحرم، أو من يدعي أنه له قرين يتعاون معه أو أنه يستعين بالجن وتساعده فكل هذه من علامات السحرة، التي يجب الحذر منها.