أمير عزام يكتب: آخر ثلاثة ليالي " الليلة الاخيرة "

ركن القراء

أمير عزام
أمير عزام


الأمر يشبه ساعات القبر الأولي حتي أنها اكثرة مرارة من الموت أشعر وكان هذه ليلتي الثالثه في القبر حيث كل يوم أمر بمراحل مختلفة جداً. 

كل هذه الأمر تكالبت علي جسدي الضعيف والذي في أمس الحاجة الي الحنان والدفء، لقد تذكرت حنان كثيرا ما يخشي الناس أن يرزقوا إناثا ظنا أن الصبيان افضل لكني كنت أريد أن ارزق بها وعندما أتت ظننت أنها ستعطيني جزء من الحنان الذي وهبته لها طيلة عمري.

الآن أنا مللت الإناث والصبيان لم ترعاني حنان في كبري قط ولم أجد فيها صدرا رحيما حنينا علي رأسي الموجوع هذا من شدة الصداع ولا كانت حنان التي اردتها تبدل لي ملابسي وتغسل جسدي عن الموت فأنا أخجل أن يراني اولادي الصبيان عارية يوماً ما لكنها لم تاتي إلي يوما حتي تنظف لي بدني الذي انتشر فيه الوسخ وساء ريح جسدي .

ثلاثة ليالي وأنا ملقاة علي هذه الوضعية والتهب جلدي وماتت خلاياه تدريجيا فأنا أفقد شيئا من جسدي كل ليلة حتي صرت لا اري جيدا والصورة امامي مشوشة كتأثير التركيز في الكاميرات الحديثة والأشياء أراها مذدوجة لا أعتقد أن هذا بركة في منزلي حتي أذني لم تعد تعمل بكافءتها المعتادة والأصوات غليظة لم اعد قادرة علي فهمها ولا تصنيفها سواء كانت أصوات بشر او غيرها .

أعتقد أنها اللحظات الأخيرة ولكن كيف سيكون ملك الموت وقتها هل سيأخذ روحي هكذا هي روح ضعيفة لا تحتمل أي إضافات أخري ادعوا الله أن يكون رحيما بي والا يكون ملك الموت غاضبا مني ، هي لحظات وارتقي من هذه الدنيا لحظات واجتمع بزوجي وأراه ثانية في أحسن صوره.

لحظات وجسدي يستريح من هذا الألم الشاق لقد رأيت في ثلاثة ليالي ما لم يراه العالم أجمع علي مر العصور زو ثالثة ليالي ملقاة علي ظهري بلا حراك ثلاثة ليالي دون طعام او ماء ثلاثة ليالي والسكر ينسحب من جسدي تدريجيا ثلاثة ليالي وأنا انتظر اولادي اللذين تركوني وحيداً لأسابيع واحيانا لأشهر عديدة دون الاطمئنان علي .

فقط كنت أريد رؤيتهم لآخر مرة حتي يشبع قلبي منهم وتستقر عيني عن النظر لغيرهم وأردت أن الومهم لما تركوني كل ذكل الوقت أنا لم أكن اريد متعا من الحياة لم أكن اريد إلا أن أكون برفقتهم فقط وأن يرعوني كما رعيتهم في الصغر وأردت أن اذكرهم بأيات ربي " إن يبلغن عندك الكبر أحدهما او كلاهما" 
داعية الله أن يغفر لهما وألا يروا ما رأيت أبدا.....