البابا فرنسيس يترأس القداس الإلهي احتفالا باليوم العالمي للفقراء: "رجاء البائسين لا ينقطع للأبد"

أقباط وكنائس

أرشيفية
أرشيفية


ترأس البابا فرنسيس، صباح امس، القداس الإلهي في بازيليك القديس بطرس لمناسبة الاحتفال باليوم العالمي الثالث للفقراء، ويتمحور هذه السنة حول موضوع "رجاء البائسين لا ينقطع للأبد" (مزمور 9، 19).

ألقى قداسة البابا فرنسيس عظة استهلها بأنه في إنجيل اليوم يفاجئ يسوع معاصريه ويفاجئنا نحن أيضًا، ففيما يُمدح هيكل أورشليم البهيّ، يقول يسوع "لن يُترك منه حجرٌ على حجر" (لوقا 21، 6). 

وأضاف الأب الأقدس، متسائلا: لِمَ هذه الكلمات إزاء بناء مقدّس، لم يكن مجرّد صرح، بل علامة دينية فريدة، بيتًا لله وللشعب المؤمن؟ وقال لنبحث عن أجوبة في كلمات يسوع الذي يقول لنا اليوم كل شيء تقريبا سيزول. 

تقريبا كل شيء، ليس كل شيء. وتابع مشيرا في عظته إلى أنه في هذا الأحد ما قبل الأخير من الزمن العادي يشرح يسوع أن ما يزول هو الهيكل، لا الله؛ الممالك وأحداث البشرية، لا الإنسان. تزول الأشياء التي غالبًا ما تبدو نهائية، لكنها ليست كذلك. هي أمور عظيمة كمعابدنا، ومخيفة كالزلزال، علامات في السماء وحروب على الأرض (راجع لوقا، 21، 10 – 11): تبدو لنا أحداثا مكانها الصفحة الأولى، لكن الرب يضعها في الصفحة الثانية. في الأولى يبقى الذي لن يزول أبدًا: الله الحي، الأعظم من أي هيكل نبنيه له، والإنسان، قريبنا، الذي هو أهم من كل أحداث العالم. وبالتالي، لمساعدتنا على فهم ما هو مهم في الحياة، يحذّرنا يسوع من إغراءين.

وتابع البابا فرنسيس عظته، مشيرا إلى أن الإغراء الأول هو العجلة، وأشار إلى أن يسوع يقول لنا لا ينبغي السير وراء من يقول "قد حان الوقت" (راجع لوقا 21، 8). وأضاف الأب الأقدس يقول في عظته لا ينبغي اتّباع من يثير المخاوف ويغذي الخوف من الآخَر ومن المستقبل، لأن الخوف يشلّ القلب والعقل. 

وبالرغم من ذلك، كم من مرة تغرينا العجلة لمعرفة كل شيء وعلى الفور. وأضاف أن هذه العجلة، أي كل شيء وعلى الفور، لا تأتي من عند الله. وأشار البابا فرنسيس من ثم إلى أنه حين ننهمك من أجل الفوري، ننسى ما يبقى للأبد: نتبع الغيوم العابرة، ولا نرى السماء. لا نجد وقتًا لله وللأخ الذي يعيش بقربنا. 

وفي حماس العجلة، الحصول على كل شيء فورا، يكون مزعجًا من يبقى في الخلف، ويُحكم عليه بالاقصاء: كم من المسنين والذين لم يولدوا بعد، والأشخاص المعوقين، والفقراء، يُعتبَرون بلا فائدة. يتم السير بعجلة، بدون الاكتراث بتزايد المسافات وبأن جشع قلّة يزيدُ من فقر كثيرين.