"من الطيش إلى الزنزانة".. رحلة راجح قاتل محمود البنا "شهيد الشهامة"

تقارير وحوارات

 محمود البنا - شهيد
محمود البنا - شهيد الشهامة


دفعهم الطيش للتربص بالمجني عليه بموضع قرب شارع هندسة الري بمدينة تلا بمحافظة المنوفية، وما إن ابتعد المجني عليه عن تجمع لأصدقائه حتى تكالبا عليه، فأمسكه الأول مشهرًا مطواة في وجهه، ورشّ الثاني على وجهه المادة الحارقة، وعلت أصواتهم حتى سمعها أصدقاء المجني عليه فهرعوا إليه، وخلصوه من بين يديه، ليركض محاولًا الهرب.

بدأت القصة عندما أسرع  محمد سعيد البنا البالغ من العمر ١٧ عامًا، لنجده فتاة يعنيفها محمود أشرف راجع البالغ من العمر ١٨ عامًا إلا أياما معدوده، قرب شارع هندسة المكان نفسه الذي وقعت به الجريمة وحاول تخليص الفتاة منه والحديث إليه وفى اليوم نفسه قام المجنى عليه بنشر منشور عبر حسابه الشخصى على "الواتساب " ما أثار استياء الجاني فدافعه غضبه للإتفاق مع أصدقائه وأعدوا لذلك سلاحًا أبيض وعبوات بها مواد حارقة للعيون- مصنعة أساسًا للدفاع عن النفس- وتخيروا يوم الأربعاء التاسع من أكتوبر موعدًا لذلك وقاموا بطعن المجنى عليه عدة طعنات نافذة أوت بحياته.

مواقع التواصل الاجتماعي تشتعل ويدشنون هاشتاج "راجح قاتل"

سارع رواد موقع تويتر من أهالي تلا المنوفية إلى تدشين هاشتاج "راجح قاتل" الذي تصدر الترند المصرى بعد ساعات قليلة من تدشينة تسابق المغردون فى مناشدة الشرطة بسرعة القبض على الجانى والقصاص منه  وأعربوا عن حزنهم الشديد لمصرع محمود البنا الذى يتسم بالوداعة والهدوء وطيبة القلب، وروى البعض قصة القتل الغدر مع نشر فيديو من كاميرات المراقبة الموجودة بمنطقة هندسة الرى بتلا.

وتبين أن المجنى عليه عاتب الجاني لتحرشه بفتاة فى الشارع فاستل الأخير مطواه من بين ملابسه وطعن المجنى عليه طعنات نافذه فى الرقبة والبطن وفر هاربًا.

وتداول النشطاء مقطع فيديو يوضح لحظة محاولة شاب منع جريمة القتل بمنطقة هندسة الري بتلا التابعة لمحافظة المنوفية، وحاول أحد الشباب في الفيديو منع الجانى من قتل المجنى عليه الا ان احد اصدقاء القاتل منع الشاب من التدخل وجعل القاتل ينفرد بالمجنى عليه وينفذ جريمته.

وتبين من التقرير المبدئي وفاة المجني عليه بسبب نزيف حاد نتيجة طعنات نافذة بالبطن والرقبة والظهر لفظ على أثرها أنفاسه الأخيرة. 

وفى جنازة مهيبة خرج الآلاف من أهالي مدينة تلا والقرى المجاورة من مسجد اللمعى لمواراة جثمان الطالب محمود محمد سعيد البنا الذى لقى مصرعه بطعنات الغدر والخيانة عندما حاول الدفاع عن فتاة  تحرش بها أحد الشباب الذى بادره بالطعن بمطواه فى البطن والرقبة، مما أودى بحياته فى الحال وهتف العديد من أصدقاء المجنى عليه "القصاص القصاص.. راجح قاتل". 

والقت وحدة مباحث مركز شرطة تلا بقيادة الرائد أحمد الشافعي رئيس المباحث من إلقاء القبض على محمد راجح، طالب في كلية التجارة بجامعة السادات، وهو المتهم الأول بقتل محمود محمد البنا، واثنين من زملاء الجاني "ا.م.ع" طالب في الثانوي التجاري، و"م.ا" وشهرته “حماصة” طالب في الثانوي الزراعي اللذان منعا اى شخص من الاقتراب للمتهم الأول حتى ينتهي من جريمته الشنعاء وأرشدوا جميعهم على المكان الذي تم وضع فيه أداة الجريمة “مطواه”، وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة والعرض على النيابة.

كان اللواء محمد ناجي أباظة مدير أمن المنوفية قد تلقى إخطارًا من اللواء محمد عمارة، مدير المباحث الجنائية بالمنوفية، باستقبال مستشفى "تلا" المركزي، جثة محمود محمد البنا 18 سنة إثر طعنات نافذة بالبطن والرقبة.

وبالفحص، تبيّن أن الجانى يُدعى محمد راجح 19 سنة الذي أخرج مطواه من بين طيات ملابسه وبادر بطعن المجنى عليه طعنات مُتتالية بالصدر والرقبة.


وكان النائب العام المستشار حمادة الصاوي أمر بإحالة المتهم محمد أشرف عبد الغني راجح و3 آخرين محبوسين إلى محاكمة جنائية عاجلة؛ لاتهامهم بقتل المجني عليه محمود محمد سعيد البنا عمدًا مع سبق الإصرار والترصد.

عقدت جلسة المحاكمة الأولى  بمحكمة شبين الكوم بالمنوفية، 20 أكتوبر الماضي، أي عقب مرور 11 يومًا من مقتل محمود البنا "شهيد الشهامة"، وخلال الجلسة طالب محامى أسرة محمود البنا، هيئة المحكمة، بالتصريح له باستخراج شهادات من مصلحة الأحوال المدنية، للتأكّد من سن المتهم محمد راجح، وباقي المتهمين في قضية قتل نجل موكله محمود البنا.

وأكد أطباء مصلحة الطب الشرعي أن الطعنة التي أصابت فخذ المجنى عليه اليسرى تسببت فى وفاته، وأنها جائزة الحدوث من مطواة، وهو ما أجمع عليه الشهود، وشاهدت النيابة العامة تسجيلات آلات المراقبة وقت وقوع الشجار مع المجنى عليه وسط حشد من الفتيان، ثم تقهقره ومحاولة هربه ولحاق آخرين به، ثم ظهوره فى مشهد ثانٍ وآخر يحاول الإمساك به، ومشهد ثالث والدم يسيل من ساقه اليسرى، كما أطلعت على رسائل بين المتهم والمجنى عليه سبقت الواقعة تضمنت تهديدًا ووعيدًا له بإيذائه بدنيًا.

وأكدت أقوال المتهمين إشهار المتهم الأول "مطواة قرن غزال" في وجه المجنى عليه، وقيام المتهم الثالث برشّ المادة الحارقة في وجه مَن حاولوا نجدته، وقرر متهمان آخران أن المتهم محمد راجح هو مَن طعن المجني عليه.

وأعلنت محكمة جنايات الطفل، سِنّ محمد أشرف راجح، المتهم الرئيسي في القضية، وقال رئيسها إنه ثبت للمحكمة أن المتهم راجح يبلغ من العمر "17 سنة و11 شهرا و6 أيام".

ويأتي الإعلان من قبل المحكمة، عن السن الحقيقي، بعد حصول محاميي المجني عليه محمود البنا، على التصاريح اللازمة من قبل المحكمة، للتحقق من السن الحقيقي للمتهم الرئيسي محمد أشرف راجح، من السجل المدني، وعدد من الجهات التنفيذية الأخرى بالمنوفية.

وشهدت الجلسة الثانية من محاكمة راجح، التي عقدت في محكمة شبين الكوم بالمنوفية، إعلان سِنّ محمد أشرف راجح، المتهم الرئيسي في واقعة قتل محمود البنا، المعروفة إعلاميا بقضية "شهيد الشهامة"، في مركز تلا، وثبت للمحكمة أن المتهم راجح يبلغ من العمر "17 سنة و11 شهرا و6 أيام".

كما استمعت المحكمة لشهادة الشهود حول الواقعة، بعدما أثبتت حضورهم، وذلك عقب استدعائهم لسماع أقوالهم، كما استمعت المحكمة لشهادة الضابطين حول التحريات التي أجراها الضابطان وأشرفا عليها، حتى الضبط، ومناقشة شهود العيان في الواقعة، وخلال الجلسة أكد الطبيب الشرعي أن طعنة في الفخذ تسببت في وفاة محمود البنا.

وأجلت محكمة جنايات الطفل في شبين الكوم، جلسة محاكمة "محمد راجح" و3 آخرين والمتهمين بقتل الطالب محمود البنا إلى جلسة الأحد الموافق 17 نوفمبر، لسماع مرافعة الدفاع.

وشهدت الجلسة الثالثة من محاكمة راجح التى عقدت اليوم، الأحد، بمحكمة شبين الكوم المنوفية، حضور عدد من أسر المتهمين لوقائع الجلسة الثالثة في نظر القضية رقم 77 لسنة 2019 جنايات أحداث تلا، بحضور المستشار مرتضى منصور للمرافعة عن شهيد الشهامة محمود البنا، في القضية المتهم فيها محمد أشرف راجح وآخرون بقتل الطالب محمود البنا، وقررت االمحكمة تأجيل المحاكمة إلى جلسة 22 ديسمبر المقبل.