تتعدد المظاهرات والنظام واحد.. خبراء يكشفون سبب قوة النظام الإيراني وصعوبة سقوطه

تقارير وحوارات

تظاهرات إيرانية
تظاهرات إيرانية



تظاهرات جديدة اندلعت في إيران، واتسعت لتشمل العديد من المدن الإيرانية، وتطورت للاشتباك مع الشرطة، حتى وقع أول ضحية لها أمس، لتعبر عن غضب شعبي هائل نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية بإيران، وتركيز النظام الإيراني على السياسة الخارجية وتخريب غيرها من الدول بدلا من تحسين أوضاع شعبه.

سبب كامن
تظاهرات إيران لها أسباب عدة، وإن كان أغلبها يتعلق بتدهور الاقتصاد، فهناك علاقة بينها وبين توتر الأوضاع بالعراق، وأوضح الدكتور فارس محمد إلياس، الخبير في شئوون الأمن القومي والسياسة الدولية و‏مدير برنامج الدراسات الإيرانية‏ لدى ‏مركز صنع السياسات، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن إحدى الأسباب الرئيسية في إنطلاق شرارة التظاهرات في إيران هو عرقلة المتظاهرين في البصرة خلال الأيام القليلة الماضية، عمل ميناء أم قصر وميناء المقلع وميناء أبو فلوس، الذي كان يستخدم منذ فترة طويلة في عمليات تهريب النفط الإيراني للتحايل على العقوبات النفطية المفروضة على إيران، ولذلك وجدت إيران صعوبة في توفير النفط فقررت تقنينه.

وأضاف، أن المتظاهرين يدركون جيدا أين تكمن بؤر الفساد ويتحركون على هذا الأساس، مبينا أنهم سعوا لقطع شريان إقتصادي يغذي إيران إقتصاديا، وقال "إنه بعد 50 يومًا من التظاهرات في العراق إرتفعت أسعار المحروقات في إيران 200 %، فماذا لو إستمرت. تخيل ماذا سيحصل؟"

وأوضح إلياس، أن مايحصل في طهران والعديد من المدن الايرانية الأخرى من قطع للإنترنت وإستخدام للغازات وقنابل الدخان وقطع للطرق ونزول قوات مكافحة الشغب والباسيج للشوارع، يؤكد على أن إيران هي اللهو الخفي في إثارة التوترات في العراق، مشيرا إلى أن إيران ترقد على بركان هائج وقابل للإنفجار في أي لحظة، بسبب ما يعانيه شعبها من ظلم وفساد.

المعارضة الإيرانية وإسقاط خامنئي
المعارضة الإيرانية تسعى لإسقاط النظام الإيراني، وفي يوليو الماضي اجتمع محامي الرئيس الأمريكي، رودي جيولياني، بقيادات من جماعة مجاهدى خلق المعارضة للنظام الإيراني، وأكد على أن الحكومة الأمريكية تراهم بديل مناسب لنظام الملالي، ورغم ذلك إلا أن المعارضة لا تزال ضعيفة، فهي ليس معارضة حقيقة، وهو ما أكد ترامب نفسه منذ فترة بعد أن قال: إنه "لا يهدف لتغيير النظام".

وبين الخبير في الشأن الإيراني، محمود جابر، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن المظاهرات الحالية مطلبية وليس كلها ضد النظام، مؤكداً على أن النظام الإيراني قوي وسقوطه أمر صعب، وبين أنه لا توجد إرادة دولية تريد إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية ولا يوجد من الدول العربية من لديه قدرة على الدخول في معركة لدعم المعارضة، مشيراً إلى أن استضافة بعض الدول الأوروبية لعناصر المعارضة يهدف للضغط وليس التغيير.

وأضاف جابر، أن الشارع الإيراني مضغوط ولا يركز في الأمور السياسية التي تهم النظام الإيراني، مشيراً أن الحكومة الإيرانية لو غيرت سياستها سيهدا الشارع وهو أمر مستحيل لأن ذلك جزء من بنية السلطة في إيران، ولكنها تدرك كيف تتعامل مع التظاهرات ومطالب الإيرانيين.

وأكد على أن سقوط نظام المرشد لن يأتي صدفة ولن يحدث إلا باشتباك قوى أو انقسام داخل القصر، مؤمن باتصالات خارجية، وذلك ليس في قدرات الأفراد أو المجموعات المعارضة لذلك لابد من حليف قوي من الدول الكبرى يؤمن تلك العملية.

على نفس الصعيد أكد محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدي العربي لتحليل السياسات الإيرانية، في تصريحات خاصة، أن سقوط النظام الإيراني مستبعد بشكل كبير، فلا يوجد بديل لأن النظام السياسي جرف كل الطاقات والقوى السياسية على مدى الأربعين عامًا الماضية.

وأفاد أبو النور، بأن المعارضة تقتصر على بعض الجماعات بالخارج، وهي جماعات لا تحظى بقبول مجتمعي كبير، ونبه إلى أن مشكلة مظاهرات البنزين الآن أنها بلا قائد وبلا خط سياسي أو مطلب شامل فيما يتعلق بالإصلاحات السياسية والاقتصادية بمعنى أن الحرس الثوري قد يتمكن بسهولة من قمع هذه المظاهرات لأنها غير منظمة وليس لها رأس أو عقل جمعي.

دولة عميقة
وأضاف جابر، أن ما يصعب سقوط نظام المرشد هو أن إيران دول عميقة ومعقدة ولديها أكثر من أجهزة أمنية وخبرات طويلة لتفكيك الدول والمعارضة سواء فى ايران او خارجها وتمتلك شبكة معلومات قوية متفرقة ما بين روسيا وتركيا وبعض الدول المساعدة وشبكة مخابرات الاخوان وكل هؤلاء يضعوا معلوماتهم فى سلة الأمن الايرانى.

بدائل
كما أكد محمود جابر على أن البدائل ضعيفة، مبينا أن المعارضة الإيرانية منقسمه على نفسها فهي رومانتيكية وليست معارضة حقيقة، وهو ما أكد موقع "نيوز وييك" الأمريكي، بقوله إن هناك مجموعات معارضة أخرى غير مجاهدي خلق أن ومنهم مجموعة الملكيين بقيادة ابن الشاه المخلوع، ولي العهد رضا بهلوي، وتسعى للتواصل مع كافة الجماعات المعارضة لتشكيل حكومة بديلة مؤقتة إذا سقط النظام الإيراني، حتى يتم إجراء انتخابات مبكرة، ولكنها لم تتمكن من التواصل مع كافة الجماعات، في حين حذرت وكالة "بلومبرج" الأمريكية من تقاسم المعارضة الإيرانية.

كما أشار إلى أنه ليس هناك اتفاق كامل بين طوائف المعارضة الإيرانية المنشرين في دول العالم بشأن خريطة واحدة لماذا بعد جمهورية خامنئي، وأكدت أن ذلك الأمر يقوض قطرتها على انتزاع السلطة من النظام القديم.

معارضة مضادة
وفي حين تسعى المعارضة لإسقاط النظام، هناك من يريدها قوية، وأوضح جابر أن حركة ميري موسوي التي يتزعمها الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد تسعى لجعل النظام الإيراني أقل بيرقراطية وأكثر قوة، وتستهدف تقليل صلاحيات المرشد من أجل تسهيل عملية التمدد الاقليمي في المنطقة.