انتقلت إلى القلب.. إيران تشتعل من الداخل ومصادر: النهاية تقترب

عربي ودولي

احتجاجات إيران
احتجاجات إيران


على غير التوقعات انتقلت عدوى التظاهرات إلى معقل نظام الملالي، الذي لطالما خطط خلال الفترة الماضية لوأد احتجاجات الشعبين العراقي واللبناني، عبر أذرعه ومليشياته الإرهابية، فيما حاول بكل السبل أن يحول دون انتقال التظاهرات إلى الداخل الإيراني، لكن القدر حال دون تنفيذ إرادتهم.

طريق الخلاص

ودعت مريم رجوي، زعيمة المقاومة الإيرانية، جموع الشباب الإيراني إلى الاصطفاف والانضمام إلى صفوف المحتجين،مشيرة إلى أن هذا هو الطريق الوحيد للخلاص من الغلاء والفقر والكوارث التي جلبها «نظام الملالي».

وأوضحت "رجوي" أن النظام رفع أسعار الوقود بثلاثة أضعاف، موضحة أن هذا تسبب في المزيد من إفقار الشعب الإيراني، وجعل الكادحين أكثر فقراً.

وأكدت أن جميع المفاصل الاقتصادية للبلد في قبضة خامنئي وروحاني، الذي يختلسون المليارات، قائلة "هؤلاء ينهبون ثروات الشعب ويبددونها في تأجيج الحروب والمشاريع النووية والصاروخية".

جرائم حاضرة

وكانت رجوي رحبت أمس الجمعة، بمصادقة الأمم المتحدة على القرار 66، الذي يدين الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في إيران، مشيرة إلى أن المسؤولين عن غالبية الجرائم، التي أشار إليها القرار، هم ذات الأشخاص الذين ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية بشكل مستمر على مدار العقود الأربعة الماضية، والمتورّطين في مجزرة السجناء السياسيين لعام 1988.

وأكدت أن هذا القرار يؤكد على ضرورة عدم إفلات قادة نظام الملالي المجرمين من العقاب، وإحالتهم للعدالة، مذكرة بمجزرة 1988، التي طالت 30 ألف سجين سياسي، التي تورط فيها قادة النظام.

مظاهرات تعم البلاد

وتشهد إيران تظاهرات ضخمة بدأت أمس الجمعة في مدن مشهد والأهواز وسيرجان، بالإضافة لمدن شيراز وبندر عباس وخرمشهر وماهشهر، فيما اندلعت المظاهرات بوتيرة أسرع خلال اليوم السبت، خرج فيها عشرات المتظاهرين في معظم المدن الإيرانية، احتجاجا على ارتفاع أسعار الوقود.

وقام المتظاهرون بإطفاء محركات سياراتهم وإغلاق معظم الطرقات الرئيسية في البلاد، فيما شهدت محافظة بوشهر جنوب البلاد، صباح اليوم، تظاهرة لمجموعة من الأشخاص أمام مبنى المحافظة مع إطفاء محركات السيارات، وفق روسيا اليوم.

حالات قتل

وفي ذات السياق، أفادت مصادر للعربية أن الاحتجاجات تعم عشرات المدن، فيما قتل خلالها 4 محتجين في منطقة المحمرة جنوب غرب البلاد، إثر اشتباكات مع الأمن، فيما نقلت وكالة الأنباء الطلابية (إيسنا) شبه الرسمية عن حاكم مدينة سيرجان بالإنابة محمد محمود آبادي قوله: "للأسف قتل شخص".

إصابات وجروح

وأوضح "أبادي" أن عدداً من الأشخاص أصيبوا بجروح خلال التظاهرات، فيما أفاد ناشطون إيرانيون، بامتداد التظاهرات المنددة برفع سعر الوقود إلى 53 مدينة إيرانية، حيث قام المحتجون بقطع "أوتوستراد همت"، و"أوتوستراد حكيم".

المصرف الوطني يحترق

وخلال التظاهرات أضرم محتجون النار في "المصرف الوطني"، الواقع في مدينة بهبهان، جنوب غربي إيران.

وبحسب ما أفادت مواقع إيرانية معارضة، وجهت "رجوي" تحية إلى "المواطنين في مدن مشهد وشيراز وكرج وسرجان والأهواز وغيرها من المدن في خوزستان، الذين انتفضوا للاحتجاج على زيادة سعر البنزين وهم يهتفون الموت للدكتاتور والموت لروحاني".

المظاهرات تؤشر للنهاية

من جانبه قال موسى أفشار، عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة في إيران: إنه "لا يزال الناس في طهران ومدن مختلفة في جميع أنحاء البلاد يشاركون في الاحتجاج على أسعار البنزين.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن اليوم السبت، اقتحم الضباط والعملاء الحكوميون المظاهرات في بلدة بهبهان، فيما واجهوا الشباب الشجعان وأشعلوا النار في البنك الوطني بالمدينة.

ولفت إلى أن المتظاهرين أوقفوا سياراتهم في الشارع احتجاجًا على أسعار البنزين، وقاموا بالإضراب عندما هاجمتهم قطعان شرطة مكافحة الشغب مطلقين النار بالهواء.

عجز الميزانية

وذكر أن النظام زاد سعر البنزين ثلاث أضعاف لجبران عجز الميزانية الكبير التي يواجهها، لافتا إلى أن النظام يريد أن يعوض عن فساده ونهبه لاقتصاد البلاد الذي دمره، عبر جيوب الشعب ليسرق مرة أخرى من قوته، مما تسبب في إشعال نار الغضب وخروج الجماهير المضطهدة.

وقال إنّ ما يحدث هي إحدى المؤشرات لنهاية الديكتاتوريات، حيث تجعل النظام يختار ما بين الأسوأ والأكثر سوءًا، أو الاختيار بين الانفجار الاجتماعي أو الاختناق الاقتصادي.

الموت للديكتاتور

وأكد افشار: بدأت هذه الاحتجاجات في جميع أنحاء إيران وانتشرت حتى الآن وفقاً إلى معلوماتنا في مدن الأهواز، مشهد، أصفهان، شيراز، بوشهر، سنندج، شاديجان، تبريز، جوانرود ، مردشت، وخرم آباد.

وبيّن أن طهران، وبالرغم من تساقط الثلوج فيها، قام الناس بإيقاف السيارات وإغلاق الطرق احتجاجًا على ارتفاع أسعار البنزين ونادوا بهتافات الموت للديكتاتور، قائلين: "هيهات من ظلم يزيد أموت ولا أقبل الذلة، الموت لروحاني"

نهاية تدخلات النظام

وأشار عضو المقاومة إلى أن انتفاضة الشعب العراقي واللبناني وقفتا ضد المطالب التوسعية للنظام، وطالبت بطرد النظام الإيراني من دول المنطقة، وقال بأن شعار الشعب الإيراني اليوم يمثل نهاية تدخلات هذا النظام في دول المنطقة.

وشدد أن الشعب الإيراني يعي جيداً بأن هذا الأمر غير قابل للتحقق بدون السقوط التام والكامل لهذا النظام وكافه أجنحته وعصاباته، مذكراً أنّ النظام الإيراني قد حاول تنفيذ مثل هذا القرار عدة مرات لكنه تأخر في ذلك بسبب الخوف من ردة الفعل الشعبي.

تطورات متلاحقة

كشفت شبكة مجاهدي خلق الإيرانية من داخل إيران، عن آخر التطورات الخاصة بالاحتجاجات داخل إيران، مشيرة إلى أن المظاهرات اتسعت لـ 65 مدينة إيرانية اعتراضا على زيادة سعر البنزين.

وأوضحت المقاومة أنه استشهد حتى الآن ما لا يقل عن ۸ من المتظاهرين على يد قوات الأمن بمن فيهم ثلاثة شهداء في مدينة ”بهبهان“ وشهيد في ”شيراز”، وشهيد خامس في ”سيرجان“، وسادس في بلدة شهريار التابعة لمدينة ”كرج” ، بجانب شهید سابع فی أصفهان وشهید ثامن فی خرمشهر.

وذكرت "مجاهدي خلق"، أن المتظاهرين قاموا بإغلاق الشوارع في مدينة ”شيراز”، حيث اقتحم المتظاهرون مبان حكومية وكذلك أحد مراكز الشرطة، ومقر قائممقامية بلدة ” قدس” في طهران وأضرموا النار فيها، كما أشعلوا النار في صور خامنئي في عدة نقاط في مختلف المدن.

وأكدت أنّ المتظاهرين أضرموا النار في عدد كبير من المباني الحكومية ومنها أربعة مصارف، فيما تم إحراق عدد كبير من عجلات الشرطة والقوات القمعية من قبل المتظاهرين.

ولفتت إلى أن قوات الحرس نشرت عناصرها في حالة تأهب غير عادي، فيما ألغت جميع الإجازات وزجت بعناصرها في ساحات المعارك بالشوارع مع المتظاهرين.