التفاصيل الكاملة لاتفاقية "الصومال وكينيا" بشأن أزمة الحدود والنفط

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


وضعت دولتا الصومال وكينيا كلمة النهاية علي صراع ومنازعات استمرت لأكثر من نصف قرن علي الحدود البحرية.


وحاول الرئيس السيسي باعتباره رئيس الاتحاد الأفريقي التدخل لإيجاد حل سياسي لأزمة الصومال وكينيا خلال اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة الأخير حيث نجحت الدولتان في توقيع اتفاق سلام.


وقد وافق محمد عبدالله فرماجو الرئيس الصومالي وأوهورو كينياتا الرئيس الكيني علي توقيع اتفاقية تعاون دبلوماسية لاستعادة العلاقات بين الحكومتين، وذلك بالعاصمة الكينية نيروبي.

 

وكشفت وكالة الأنباء الوطنية الصومالية، أن اتفاقية الصومال كينيا تضم بنود لاستعادة الرحلات الجوية المباشرة من مقديشو إلى نيروبي بدون العبور على مطار إقليم واجير الكيني، بالإضافة إلي التعاون الثنائي بين البلدين، كما أكد الرئيس الصومالي، طبقا لما نشرته الوكالة، أن المحادثات لاتؤثر على قضية النزاع الحدودي البحري بين الصومال وكينيا.

 

 بنود الاتفاق

اتفقت كينيا والصومال على "تطبيع" العلاقات وإصدار تأشيرات سفر لمواطنيهما، بعد جمود العلاقات بين الدولتين الجارتين بسبب خلاف قديم على الحدود البحرية، قد استمر الخلاف لقرابة نصف قرن، قد جاء الاتفاق الذي أعلنت عنه الرئاسة الكينية، في أعقاب اجتماع في نيروبي بين الرئيس أوهورو كينياتا، ونظيره الصومالي محمد عبد الله محمد.

 

أعلن مكتب أوهورو كينياتا الرئيس الكيني، أن الرئيسان اتفقا علي  دعم العلاقات الثمينة القائمة بين كينيا والصومال، كما اتفقا على اكتشاف سبل دعم العلاقات الثنائية والدبلوماسية بينهما، قد ظهر الرئيس الكيني كينياتا و الرئيس الصومالي محمد المعروف باسم "فرماجو" في صور نشرتها الرئاسة الكينية على تويتر، يتصافحان مبتسمين.

 

الخلاف الحدودي

لم يوضح البيان الرئاسي، مصير الخلاف الحدودي بين الصومال وكينيا، الذي يتعلق بمساحة من المحيط الهندي تطالب بها الدولتان، وتحتوي هذه المساحة من المحيط  على كميات هائلة من النفط والغاز، قد تدهورت العلاقات بين مقديشو ونيروبي، خلال العام الحالي، بعد طرح الصومال 50 حقل نفط وغاز في المنطقة البحرية المتنازع عليها في مزاد بلندن.

 

وقد استدعت نيروبي سفيرها في مقديشو على خلفية الخلاف حول المنطقة البحرية الغنية بالنفط، وهو خلاف متنازع عليه في محكمة العدل الدولية، تعتبر منطقة المثلث المائي المتنازع عليها غنية بالنفط، وهي ممتدة على مساحة تزيد عن 100 ألف كلم مربع في المحيط، وتحتوي علي احتياطي الطاقة، واتهمت الصومال كينيا خلال هذا العام بتوقيف وزراء صوماليين ومصادرة جوازاتهم، لدى محاولتهم دخول أراضيها.

 

ووجهت نيروبي اتهاماتٍ لمقديشو بتجاهل المعايير الدولية في حل النزاعات الحدودية والخلافات السياسية من خلال طرح الحقول النفطية في المناطق المتنازع عليها بين الدولتين، بدون الحصول علي موافقة دولية او حكم قضائي من محكمة العدل.

 

دور مصر

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في سبتمبر الماضي، اجتماعًا ثلاثيًا إلى جانب نظيريه في كينيا والصومال أيهورو كينياتا ومحمد عبد الله فرماجو، للتوسط في الأزمة بين البلدين.

 

قد تدخل الرئيس السيسي لتقديم واسطة مصرية بين الدولتين للوصول إلي حل دبلوماسي يرضي جميع الأطراف، ويخدم المصالح الأفريقية المشتركة ويجنب الدولتين الوقوع في خلاف أو صراع ، كما حاول رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد لعب دور الوسيط بين الطرفين في شهر يونيو الماضي لتسوية الصراع الحدودي بينهما.

 

بداية الصراع

قد قسم الاستعمار الصومال إلي ثلاثة أجراء، فكان هناك الصومال البريطاني، والصومال الفرنسي والصومال الإيطالي، وبدأت قصة هذا الصراع بعد استقلال الصومال الايطالي في 1960، بعد ثلاث سنوات، استقلت الصومال البريطانية عن الاستعمار البريطاني في ديسمبر عام 1963وأصبحت دولة كينيا.

 

أخيرا، نال الصومال الفرنسي استقلاله في عام 1977، لتتكون دولةً جديدةً اسمها "جيبوتي"، قد بدات الخلافات بين كينيا والصومال علي خلفية الحدود البحرية بينهما، والتي تحتوي حقول نفطية تدير على البلدان أموالًا طائلةً.

 

تطور الصراع

تطور الصراع الحدودي بين الدولتين بصورة كبيرة في 2009 بعد رفض البرلمان الصومالي قبول مذكرة تفاهم التوصل إليها قادة البلدين لحل الخلاف وديًا، ثم اتجهت الصومال إلي محكمة العدل الدولية، في 2014 للتقاضي في النزاع الحدود بين البلدين.

 

قد رفضت كينيا هذه الخطوة، واعتبرت كينيا المحكمة غير مختصة للنظر في ذلك الأمر، قد أصدر محكمة العدل الدولية حكم، بحقها في نظر القضية في 2016، ولا تزال القضية تنظر في محكمة العدل الدولية في انتظار الحكم النهائي.