ناسا: أمريكا تدفع لروسيا 4 مليارات دولار لنقل رواد الفضاء من وإلى محطة الفضاء الدولية

عربي ودولي

بوابة الفجر


كشف تقرير أعده المفتش العام لمحطة ناسا، بول مارتن، أن الحكومة الأمريكية دفعت لروسيا ما يقرب من 4 مليارات دولار لنقل رواد فضاء من وإلى محطة الفضاء الدولية (ISS) عبر صواريخ سويوز منذ يوليو الماضي.

وقال التقرير: "اعتبارا من يوليو 2019، اشترت ناسا 70 مقعدًا من طراز سويوز بقيمة 3.9 مليار دولار لنقل 70 من رواد الفضاء الأمريكيين والشركاء من وإلى محطة الفضاء الدولية".

ينص التقرير، أيضًا، على أنه من المحتمل أن تضطر الولايات المتحدة إلى تقليص عدد طاقم محطة الفضاء الدولية، لأن أنظمة الرحلات الفضائية الجديدة ليست جاهزة بعد.

وأضاف التقرير: "في انتظار بدء رحلات الطواقم التجارية، من المحتمل أن تواجه ناسا انخفاضًا في عدد طاقم USOS [المداري الأمريكي] على متن محطة الفضاء الدولية من ثلاثة إلى واحد في ربيع عام 2020، نظراً للتأخيرات المقررة في تطوير الرحلات الفضائية من أنظمة بوينغ وسبيس إكس إلى جانب انخفاض في وتيرة رحلات سويوز".

ونتيجة لذلك، سيركز رواد الفضاء الأمريكيون على صيانة محطة الفضاء الدولية بدلاً من التجارب والأبحاث، حسبما اقترحت ناسا.

مع انتهاء برنامج Space Shuttle في العام 2011، فقدت الولايات المتحدة قدرتها على ترتيب رحلات محطة الفضاء الدولية المأهولة من تلقاء نفسها. منذ العام 2014، تقوم شركتا سبيس إكس وبوينغ الخاصة ببناء مركبة فضائية مأهولة بموجب عقد مع ناسا، ولكن لم يتم تحديد الموعد النهائي لبدء تشغيلهما. تدرس ناسا حاليًا شراء مقاعد على متن سويوز الروسية في عام 2020.

على مدار العشرين عامًا الماضية، تم نقل 239 رائد فضاء ورائدًا إلى محطة الفضاء الدولية خلال 85 رحلة مأهولة لروسيا سويوز ومكوك الفضاء الأمريكي.

وفي سياق منفصل، اكتشفت ناسا أن رواد الفضاء سيواجهون مشكلات كبيرة في تدفق الدم في أجسادهم، خلال رحلاتهم الطويلة المستقبلية إلى المريخ.

ويشير تقرير وكالة الفضاء الأمريكية الجديد، الذي صدر الأربعاء 13 نوفمبر، إلى أن رحلات الفضاء يمكن أن توقف تدفق الدم في الأجزاء العلوية من أجساد رواد الفضاء، وعلى هذا النحو، فإن النتائج التي توصلوا إليها تنطوي على آثار صحية خطيرة بالنسبة للبعثات المستقبلية إلى المريخ.

وكشفت الدراسات السابقة، منذ عقود من الزمن، أن السفر الفضائي وظروف الجاذبية الصغرى، تسبب فقدان كتلة العضلات وهشاشة العظام، لكن الاكتشاف الجديد يظهر مشكلة أخرى، تتمثل في أن البقاء في الفضاء يمكن أن يؤثر على تدفق الدم عبر الأوعية الدموية الرئيسية في الجزء العلوي من الجسم، في الوجه والدماغ والعنق، ما يتسبب في توقفه أو حتى التدفق بشكل معاكس، وهو خطر صحي لم يكن معروفا سابقا.

وفي الدراسة، فحص العلماء 11 رائد فضاء ممن مكثوا في محطة الفضاء الدولية لمدة ستة أشهر في المتوسط.

وبحلول الأيام الخمسين للبعثات، أظهر سبعة من الذين تم فحصهم خلال تقييم الموجات فوق الصوتية أن دماءهم ركدت أو عكست تدفقها في الوريد الوداجي الأيسر، وهو وعاء دموي كبير يمتد إلى جانب الرقبة، وهو المسؤول عن نقل الدم إلى الدماغ والوجه والعنق.

ووجدت ناسا أن أحد رواد الفضاء المشاركين في الدراسة، طور جلطة في الوريد الوداجي الداخلي، خلال رحلة فضائية، كما اكتشفت جلطة جزئية لدى أحد الرواد بعد عودته إلى الأرض.

وقال مايكل ستينغر، مدير مختبر القلب والأوعية الدموية في مختبر جونسون للفضاء التابع لناسا في هيوستن، وكبير مؤلفي الدراسة: "لم نكن نتوقع أن نرى الركود والتدفق العكسي للدم، هذا غير طبيعي للغاية"، وأشار الدكتور أندرو فاينبرج، أستاذ الطب بجامعة جونز هوبكنز، إلى أن هذه المشكلة خطيرة للغاية، وأضاف: "إذا حصلت جلطة في الوريد الوداجي الداخلي، فيمكن أن تتحول الجلطة إلى الرئتين وتتسبب في انسداد رئوي، وهذا أمر خطير للغاية، وإذا حدث ذلك في مهمة طويلة، فقد تكون كارثية".

لكن هذا الاكتشاف لا يفسد خطط السفر إلى الفضاء، ولا يعني بالضرورة إمكانية الموت خلال الرحلات الفضائية الطويلة مثل السفر إلى المريخ الذي يتوقع أن يستمر لمدة تصل إلى 8 أشهر. وفقا لبعض الخبراء الذي قالوا إن النتائج ستؤدي في النهاية إلى تطوير علاجات وتدخلات لمكافحة هذا الخطر الصحي.