انفجار البحيرة | "ترعة جهنم".. حكاية تفحم وإصابة 22 شخصا بعزبة المواسير بالبحيرة

محافظات

حريق إيتاي البارود
حريق إيتاي البارود


كانت عقارب الساعة تشير إلى الواحدة ظهرًا داخل عزبة المواسير التابعة إداريًا لمركز بإيتاي البارود بالبحيرة، عندما كانت تعج أزقتها بالباعة الجائلين والسيارات الأجرة وكان الجميع يسير يغني على ليلاه.. وفي هذا التوقيت اختمرت فكرة داخل عقول بعض الخارجين عن القانون وقرروا سرقة خط مواد بترولية يمر بالقرية، فقاموا بتركيب "كليبس" لتسهيل عملية سرقة خط منتجات 16 بوصة إسكندرية - طنطا. 

"محبس الموت" 
هنا حالفهم الحظ في السرقة ولكن لم يأتي في مخيلتهم أنه أثناء سرقتهم سوف يفقدون السيطرة على غلق المحبس، فلم يكن أمامهم إلا أن يتركوا الخط والمحبس "مفتوحا"، وبدأ التسريب حتى اختلطت مياه ترعة عزبة المواسير بالمواد البترولية. 

"نبأ التسريب" 
"كل واحد عنده جركن يجيبه ".. كانت هي هتافات أهالي عزبة المواسير عقب وصول نبأ لهم بتسريب المواد البترولية بإحدى المجاري المائية الكائنة بنطاق العزبة، وما هي إلا لحظات قليلة وتجمع أهالي القرية حول مكان الواقعة يحمل كل منهم على كتفيه "جركن" بلاستيك، هدفه الأوحد الحصول على نصيب الأسد من تلك المواد البترولية. 

"الجميع يتصارع ويتسابق" 
تحول موقع تسريب المواد بترولية الى ساحة الجميع يتصارع ويتسابق.. حقًا كانت أشبه بحلبة مصارعه 
، منهم من كان يملك سيارة أجرة وآخرين دراجات بخارية والبعض الآخر كان متواجدًا يملى ويعبئ ما يحمله على كتفة بدون هدف، كان تفكيره الرئيسي أحصل على نصيبي من ذلك التسريب الذى من الممكن عدم تكراره مرة أخرى. 

"أجساد متفحمة" 
ظل ذلك المشهد لساعات وبدأت الشمس تلوح بغيابها ورغم ذلك لم يهدأ بال المنتفعين من التسريب، وفي لحظة " تغير المشهد تماما، تحول المجرى المائي المختلط بالمواد البترولية إلى لهب يأكل ويصيب جميع من بالمكان.. صراخ شديد بكاء وعويل مستمر أجساد متفحمة ونيران تأكل الأجساد كان هذا نهاية مأساوية لهم في ذلك التوقيت، أسفرت تلك الواقعة المؤسفة عن وفاة 7 أشخاص وإصابة 15 آخرون بحروق متفرقة بالجسد. 

"فصل التيار الكهربائي" 
وفصلت شركة الكهرباء بمحافظة البحيرة، التيار الكهربائي عن غرب مدينة إيتاى البارود بعد اشتعال النيران في ترعة عزبة المواسير، كإجراء احترازي، كما أعلنت مديرية الصحة بالبحيرة، عن رفع حالة الطوارئ بمستشفيات " إيتاى البارود- دمنهور- كفر الدوار"، لاستقبال المصابين 

"مصرع وإصابة 22 شخص" 
وأسفر الحريق عن مصرع 7 أشخاص وإصابة 15 آخرون هم كل من "أحمد سعيد البشبيشي" 40 عاما، مصاب بحريق بالقدم اليمني بنسبة 10%، و"محمد عبدالرحمن قاسم" 19 عاما، مصاب باختناق، و"ابراهيم حسن صلاح" 20 عاما، مصاب بحريق بالقدمين بنسبة 10%، و"علاء علي سعد راشد" 25 عاما، مصاب بحروق بنسبة 100% بالجسم، و"محمد صلاح محمد" 30 عاما، مصاب بحروق بنسبة 100% بالجسم، و"وحيد أحمد محمد طه" 50 عاما، مصاب بحريق بالقدمين واختناق. 

كما أصيب كل من "محمد عبدالتواب علي" 42 عاما، مصاب بحروق بنسبة 65% بالذراعين والقدمين والظهر، و"محمود محمد الشحات" 18 عاما، مصاب بحروق بنسبة 28% بالقدمين، و"أحمد عبدالمقصود محمد" مصاب بنسبة 20% بالجسم، و"عاطف علي حسين التومي" 30 عاما، مصاب باختناق، و"فارس عبدالفتاح الشيخ" 14 عاما، مصاب باختناق، وتجمهر أهالي الضحايا والمصابين أمام مستشفي إيتاي البارود العام بمحافظة البحيرة، لاستلام جثث ذويهم والاطمئنان على الناجين. 

"إغماء واختناق" 
بينما أصيب المقدم ياسر محمد سلام رئيس وحدة الإطفاء، وأمين شرطة محمد السيد القصاص ٤٠ عاما، بحالات إغماء واختناق، و3 شرطيين آخرين، أثناء إطفاء حريق ترعة عزبة "المواسير الإضافة إلي تفحم عدد 6 تكاتك وعدد 8 موتوسيكل وسيارة ملاكي وجرار زراعي وماكينة ري.