رئيس أساقفة حلب عن مقتل كاهن سوريا: المسيحية دفعت ثمناً باهظاً لتأديتها رسالة السلام

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


قال المطران بطرس ماراياتي، رئيس أساقفة حلب للأرمن الكاثوليك، إن لكاهن الأرمني الكاثوليكي هيسوب بودويان، الذي قتل على يد مسلحين في تنظيم الدولة الإسلامية بالقرب من منطقة دير الزور في سوريا – هو شهيد من شهداء سورية، لافتا الي إنه قُتل لأنه كان يصنع الخير وكان ملتزمًا في إعادة بناء الكنائس والمنازل المهدمة في دير الزور.

ولفت " ماراياتي" في تصريحات صحفية له، اليوم الاربعاء، الي أن بودويان كان يتوجّه مرة كل أسبوعين إلى منطقة دير الزور من أجل تفقّد أعمال إعادة إعمار المباني المهدمة والتابعة لجماعة الأرمن الكاثوليك في سورية.

وشدد على أن الكاهن الراحل عمل على دعم المسيحيين الراغبين في البقاء في أرضهم على الرغم من الاضطهادات وكل المخاطر المحدقة بهم.

وذكّر بأن دير الزور تكتسب أهمية بالنسبة للجماعة الأرمنية، لأنها استضافت الأشخاص الفارين من عمليات الإبادة التي ارتكبتها بحق الأرمن الإمبراطورية العثمانية في العام 1916.

وأوضح أن القوات التركية وخلال دخولها المنطقة أقدمت على تدمير النصب التذكاري الخاص بالأرمن الأرثوذكس، فضلًا عن كنيسة الأرمن الكاثوليك.

وعبّر رئيس أساقفة حلب عن خشيته من عدم إعادة إعمارهما، قائلًا: " إنه كان يعرف الكاهن بيدويان شخصيًا، لأنه كان خادمًا لرعية القديس يوسف للأرمن الكاثوليك في القامشلي وكان معروفا بمساعدته الفقراء وكان يدعم جهود المسؤولين في المنطقة على الرغم من أن العديد من رعايا المنطقة فرغت من مؤمنيها بسبب الحرب، وبقيت رعيتان فقط هما رعيتا القامشلي والحسكة".

وعن الأوضاع الراهنة في شمال شرق سورية منذ انسحاب القوات الأمريكية منها، قال المطران بطرس، إن المنطقة تفتقر إلى الأمن وقد قُسمت إلى أجزاء مختلفة، مشيرا الي أن الشمال خاضع لنفوذ القوات التركية، وهناك منطقة أخرى تسيطر عليها الميليشيات الكردية فضلا عن وجود المجموعات الجهادية بالقرب من دير الزور.

واكد أن هذا ما يعقد الوضع كثيرًا، فضلا عن حضور الجيش الروسي والقوات النظامية السورية، والوحدات العسكرية الأمريكية.

ولفت الي أن الجماعة المسيحية دفعت ثمنًا باهظًا جدًا نظرًا لتأديتها رسالة السلام، مؤكدًا أن الكاهن هيسوب بودويان سقط شهيدًا - سقط شهيد الواجب، وشهيد الكنيسة وشهيد سورية بأسرها.