الشاعر أحمد مرزوق: "أفضل أغنية لم أكتبها بعد.. والكتابة لعبة جميلة" (حوار)

الفجر الفني

أحمد مرزوق
أحمد مرزوق


الشاعر أحمد مرزوق، هو أحد أبرز كتاب الأغنية في العصر الحديث، من مواليد أسوان، وظهرت تجليات البيئة الجنوبية في الكثير من أغانيه، والتي لاقت قبولًا كبيرًا لدى جمهوره، وتعاون مع عدد من نجوم الغناء في الوطن العربي، أبرزهم عمرو دياب، والذي كتب الأغنية الرئيسية لألبومه الجديد "أنا غير"، وكتب لمحمد منير، وأصالة، وشيرين، ونانسي عجرم.

ألتقى "الفجر الفني" بالشاعر أحمد مرزوق، وأجرى معه هذا الحوار.

كيف جاء التعاون بينك وبين أصالة في أغنية "منازل"؟

في البداية كتبت أغنية "منازل" أولا، ثم لحنها الأستاذ محمد رحيم، ولم أكن أعرف بإن الفنانة أصالة هي التي ستغنيها، فيما بعد عرضها الملحن محمد رحيم على أصالة، ووافقت عليها، وقررت أن تقدمها بصوتها.
 
كتبت "منازل" بتيمة الجناسات، ما هي كواليس كتابة؟

أغنية "منازل" هي عبارة عن علاج لمشاكل شخصية بالنسبة لي، تتمثل في كيفية استخدام تيمة الجناس التام والناقص في الشعر، بمعنى أننا قديما كنا نستمع إلى أغاني الفلكلور الشعبي، في بلدنا كنت أجد الكثير من مشاكل في مخارج الألفاظ، ولم أكن مرتاحا لسماع الجناس المتداخلة، ولذلك عندما كتبت "منازل"، كنت أحوال أن تكون الكلمة منسجمة "مستريحة" مع الكلمة الثانية، حتى يكون الجمهور مستمتع وهو يسمع الأغنية.

هل تيمة الجناسات مقفولة لدي الجمهور الصعيدي فقط؟

الجمهور بشكل عام يحب أن يسمع الجاناسات ليس في صعيد مصر فقط، خذ مثالًا على ذلك أغنية محمد رشدي التي كتبها الشاعر عبد الرحمن الأبنودي، وهي "عدوية"، الأغنية ناجحة بالنسبة للجمهور في الصعيد أو في القاهرة، أظن أن الفرق الوحيد هو أن الجناس في الصعيد مستخدم بصورة أكثر من غيرها، وهي في كل الأحوال لعبة لغوية لذيذة.

 حدثنا عن تعاونك مع عمرو دياب في أغنية "أنا غير"؟

"أنا غير" هي من ألحان محمد يحيى، وتوزيع أسامة الهندي، في البداية طلب مني الملحن أن أكتب كلمات الأغنية على اللحن الذي أسمعني أياه، أعجبني اللحن، وكتبت عليه كلمات الأغنية، وعرضها الملحن على عمرو دياب وأعجبته.

ماذا عن التعاون مع الـ"كينج" محمد منير؟

أظن أن كل مطرب له تيمة خاصة به تميزه عن غيره، محمد منير ينطبق عليه هذا الكلام، أنا أحب منير لعدة أسباب، منها أنه يعطي مساحة كبيرة من الحرية للشاعر، بحيث يمكن أن تكتب في أشياء كثيرة غير مرتبطة بما هو منتشر بسوق الأغاني.

الشاعر مع محمد منير يتحرك بحرية لن يجدها مع مطرب آخر، منير هو المطرب الوحيد الذي بمجرد أن يغني الأغنية تجده أضاف فها الكثير من المعاني الجديدة، يمكن أن تقول لم أكن أقصدها عندما كنت أكتب الأغنية، وهو لديه أبعاد جديدة في صوته، إذا كان الشعراء متحررون، فيمكن أن تقول محمد منير متحرر أكثر من أي شاعر، فهو يقدم ما لا يقدر غيره من المطربين على تقديمه.

بعد هذا العدد الكبير من الأغاني الناجحة هل أنا راض عن نفسك، وما أحب أغنية إليك؟

أرى أن أفضل أغنية بالنسبة لي لم تكتب بعد، أما عن الرضا أظن أنا الفنان إذا شعر بالرضا عن نفسه، فسوف يتوقف عن الإبداع، أعتقد أنه من المستحيل أن يرضى الفنان عن نفسه، لأنه دائما في حالة بحث مستمر عن أفضل ما لديه، وإذا شعر بالرضا فسيتوقف عن الإبداع.

كيف ترى أغاني المهرجانات ؟

أظن أن أغاني المهرجانات تهتم بمناقشة القضايا الخاصة بهم، ولديهم أفكارهم، وهناك أغاني مهرجانات خاصة بالرقص فقط، هذا النوع مثله مثل أي نوع من الغناء، وهذه شريحة في المجتمع من حقها أن تعبر عن نفسها بطريقتها الخاصة، الجمهور قادر على كل شىء، قادر أن يفرق بين الجيد وغير ذلك، ولا يصح أن نكون أوصياء على الجمهور، فهو يعرف ماذا يرفض، وماذا يقبل.

هل كل المهرجانات جيدة ومقبولة ؟

هناك بالفعل أغاني مهرجانات مبتذلة، وهي عبارة عن "إفيه" يستمر ليوم أو يومين، ثم يختفي، اختفاء هذه المهرجانات المبتذلة يعني أن الجمهور رفضها ولم يعد يسمعها، فقد تخلص منها، دون تتدخل من أحد.

أنت مع منع المهرجانات أم السماح بها ؟

في رأيي الغناء حالة إنسانية، وحرية شخصية، وليس من حق أحد أن يكون واصيا على أحد، فلا يصح أن تفرض ذوقا ما على أحد في سماع أغنية معينة، ومن حق أي فنان أن يغني ما يريده بالطريقة التي يريدها، ومن حق الجمهور أن يقبل أو يرفض دون وصاية من حد.

حدثنا عن تعاونك مع أوكا وأورتيجا ؟

كتبت أغنية لمي كساب، وأغنيتين من ألحان أورتيجا، وتوزيع أوكا، وكانت تجربة جميلة، وأتمنى أن تستمر، أنا لا أرفض شيئا وأحب كل الإنتاج الإنساني، ليس لدي أي مشكلة مع نوع غنائي، وأظن أن المهرجانات سيتم تطويرها أكثر مما هي عليه، فهي لم تبدأ بهذا المستوى، وهي في تطور مستمر.

كيف يتم العمل بين الشاعر والملحن خلال الأغنية؟

كل شخص له دوره المحدد الذي لا يفعله غيره، ولابد أن يكون هناك مرونة في العمل، بناء على رأي كل واحد، وفي النهاية هذا تعاون بين شخصين مبدعين، ولكل شخص رؤيته الخاصة به، وأجمل ما في الأمر أن نستمتع بالعمل الذي نقوم به، قبل أن يخرج للجمهور.

هل كتب أغانٍ لعرض مسرحي؟

لم أمارس هذا النوع من الكتابة بعد، ولكن أتمنى أن أكتب للمسرح.

ماذا تفعل إذا أردت أن تكتب أغنية "تتر" لمسلسل؟

عندما أكتب أغنية "تتر" لمسلسل، لابد أن اقرأ القصة، وأجلس مع المخرج للمناقشة، لأن هناك الكثير من المشاهد لا تكون واضحة في الكتابة على الأوراق، لأن الصورة لا تكون مكتوبة كاملة في الورق، إذن لابد من الجلوس مع المخرج والمؤلف لأن كل منهم يضيف رؤيته في العمل.

من تفضل من المطربين، وهل تسمع أغانيك؟

عندما أكون في حالة سماع لا أفضل أن اسمع ما أكتبه، ولكن أكثر صوت أسمعه هو صوت الشيخ ياسين التهامي، الشيخ إبراهيم الفران، والشيخ محمد عمران.


من أكثر شاعر إمتاعًا بالنسبة لك؟

أكثر شاعر ممتع بالنسبة لي هو المتنبي، أرى أن أشعر أهل الأرض كما يقولون، ومن العصر الحديث أحب محمود درويش، ومظفر النواب، وأحمد وشوقي.

ما الفرق بين كتابة القصيدة وكتابة الأغنية؟

الشاعر في الأغنية من حيث الكلمات يكتب ويضع في حسابه، أنه ينتظر جزءً سيضيفه الملحن، وجزءً أخرى سيضيفه الموزع، بمعنى أن الشاعر هو جزء من العمل، لكن القصيدة الشاعر هو المسؤول عن كل شيء فيهي إبداع الشاعر فقط، دون تدخل من ملحن أو موزع أو مطرب.

هل تضع في حسابك عندما تكتب أن مطربا ما سيغني الكلمات؟

عندما أكتب أغنية لا أفكر إذا كانت تناسب شخصا معينا أم لا، أنا أكتب الأغنية وأجلس مع الملحن، وعندما تنتهي نفكر هي مناسبة لمن من المطربين، بمعنى أن لا أفصل أغنية لمطرب معين.

هل لديك أي طقوس معينة أثناء الكتابة؟

بالنسبة لي الكتابة شيء من اللعب، عندما أكتب أشعر أني أمارس لعبة محببة إلى نفسي، هذا سواء طلب مني كتابة أغنية على لحن، أو جلست للكتابة بعد أن خطرت ببالي فكرة، في النهاية أتعامل مع الكتابة وكأنها لعبة، الموضوع بسيط جدا بالنسبة لي.