"ارتجل موالًا بأسماء اللجنة".. قصة حصول الفنان محمد طه على عضوية نقابة الموسيقيين

الفجر الفني

محمد طه
محمد طه


محمد طه، فنان من أهم الأسماء في ذاكرة الغناء الشعبي المصري، وإذا كان علماء الاجتماع يعتبرون الغناء الشعبي هو أكثر الأنواع الفنية تعبيرًا عن المجتمع المصري، فيمكن القول أن محمد طه هو المعادل الموضوعي للهوية المصرية، فهو كما يقول "أنا ابن المنوفية، وصعيدي، وسيدي كان فلاح، وحي على الكفاح دا مصر جميلة".


تفرد محمد طه بمميزات عدة، جعلته في صدارة الساحة الغنائية الشعبية، بداية من صوته المميز وما به من مساحات صوتية، وتيمة نادرة، فقد امتلك موهبة الارتجال، فقد تعود أن يقف أمام جمهوره ليغني مرتجلا كلامًا ولحنًا جديدين، وكان لهذه الموهبة الإضافية موقفًا مشهودًا، فقد سهلت عليه الحصول على عضوية نقابة الموسيقيين.

 

بعد أن قدمه الإعلامي طاهر أبو زيد من خلال الإذاعة المصرية، حصل محمد طه على قدرًا من الشهرة، وأصبح اسمه مطلوبًا لدى منظمي الحفلات، وهذا الانتشار يستلزم أن يحصل طه على عضوية نقابة المهن الموسيقية، وما ينتج عن ذلك من تسهيلات، للحصول على تصريحات بإحياء الحفلات في أي مكان أراد.

 

قرر محمد طه أن يتقدم إلى نقابة المهن الموسيقية؛ ليحصل على عضويتها الدائمة، ولكن عادة ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد وقف أمام محمد طه عائق، لم يجد مفرًا منه، تمثل هذا العائق في أن الفنان الشاب الذي أصبح محبوبًا لدى مقطاع كبير من الشعب، لم يحصل على أي مؤهلات دراسة، وكان هذا أحد الشروط اللازم توافرها لدى أعضاء النقابة من الموسيقيين.

 

فقًا لما قاله محمد فرحات حفيد الفنان محمد طه، خلال حلقة عام 2015، من برنامج "وماذا بعد"، مع الإعلامية رولا خرسا، فإن لجنة القيد بنقابة الموسيقيين طلبت من محمد طه أي إثبات يؤكد أنه هو محمد طه الذي قدمه طاهر أبو زيد، فقد ضاق خناق اللجنة عليه لعدم حصوله على مؤهل دراسي، لم يجد محمد طه أمامه إلا أن يرتجل موالًا ويغنيه أمام اللجنة، وأن يضع أسمائهم خلال كلمات الموال، ويذكر اسم والده أيضًا.


تكونت اللجنة من العازف أنور منسي، والفنان محمد حسن الشجاع، وقد وقف محمد طه أمامهم وغنى قائلًا: "أنا في محكمة العدل أصل، العدل للعدل.. اسمع يا منسي.. أنا مش منسي، لكن في الكلام عدل.. أنا ابن طه علام طه..".


خرج محمد طه من نقابة الموسيقيين في ذلك اليوم، وقد أصبح موسيقيًا معترفًا به، وأصبح من حقه أن يحيى ما شاء الله له من الحفلات، في أي مكان أراد، وكان أول حفل له، وأكبر حفل له في ذلك الوقت، بعد أن حصل على عضوية النقابة، هو حفل في قصر المنتزه بالإسكندرية، وتوالت بعد ذلك الحفلات، وسافر إلى عدد كبير من الدول العربية، حتى وصل إلى شاشة السينما، وملأ الدنيا غنائًا، وشغل الناس بفنه المميز.