في عيد "رأس مارمرقس".. كيف سُرقت؟ وكيف عادت بفضل عمرو بن العاص؟

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية منذ أيام بتذكار عودة رأس مارمرقس الرسول المسروقة، وكشف ماجد كامل، باحث التراث القبطي تفاصيل القصة لبوابة الفجر قائلا: تفتخر الكنيسة القبطية الآرثوذكسية بأن مؤسسها هو القديس مرقس الرسول نفسه، فهو أحد رسل المسيح، وهو يهودي من سبط لاوي، وُلد في مدينة القيروان من أسرة ميسورة وتعلم اللغات العبرية واليونانية واللاتينية حتي أتقنها جميعًا، وهجمت لصوص علىَّ الأسرة ونهبت كل ممتلكاتها فاضطرت إلىَّ الهجرة لفلسطين، وهناك التقى المسيح، وصار بيته هو المكان الذي صنع فيه السيد المسيح عشاء الفصح الأخير المعروف بخميس العهد.

أما عن قصة تأسيسه كنيسة الإسكندرية، قال "كامل" إنه جاء إلىَّ مدينة الإسكندرية، حوالي عام 61م وبينما كان يتمشي علي البحر ويتأمل ويصلي في ما هو المدخل المناسب لكي يكرز بالمسيحية في تلك المدينة، تهرأ حذائه من كثرة المشي؛ فتوجه إلىَّ إسكافي يُدعي "إنيانونس"؛ وبينما هو يصلح الحذاء حدث أن دخل المخراز في يده؛ فصرخ تلقائيا من شدة الألم قائلا: "يا الإله الواحد"؛ وهنا أخذ مارمرقس قليلًا من طين الأرض وتفل عليه؛ ثم دهن يده المصابة فشفيت في الحال فدعاه إلىَّ زيارة منزله في الإسكندرية، وهناك عرفه تعاليم المسيحية حتي آمن وأعتمد هو وأهله كلهم، وصار أنيانوس هو البطريرك الثاني من بطاركة الكرسي المرقسي، ثم استمر مارمرقس في كرازته بالمسيحية في مدينة الإسكندرية حتي استشهد عام 68 م تقريبًا.

أما عن قصة استشهاده فقال " كامل ": إنه بينما كان يصلي قداس العيد الفصح والتى تصادف نفس الليلة، عيد الإله الوثني سرابيس، اغتاظ الوثنيين جدا لنشاطه؛ فهجموا علي الكنيسة أثناء صلاة العيد، وربطوه بحبل ضخم وجروه في شوارع وطرقات مدينة الإسكندرية، وظلوا يسحبونه بعنف حتي سال دمه علي الأرض ثم ألقوه في سجن، وفي صباح اليوم التالي رجع الوثنيون مرة أخري وكرروا نفس العمل وهو في كل ذلك كان يصلي ويطلب لهم المغفرة وأخيرا استودع القديس روحه الطاهرة في يد الله.

وعن "كامل" قصة رأس مارمرقس قائلا: إنه نال إكليل الشهادة وظل جسد القديس مرقس ورأسه معا في تابوت واحد؛ حتي عام 644م محفوظين في كنيسة تدعي بوكاليا، حتى دخل أحد اللصوص علي كنيسة مارمرقس، ووضع يده في التابوت فأخذ الرأس وخبأها في مركبه، وعندما عزمت المركب على السير، لم تستطع الحركة مطلقًا، فأمر عمرو بن العاص بتفتيشها فوجد البحارة الرأس مخبئ فاستحضر عمرو بن العاص، من كان السبب في السرقة فاعترف بعد وقت بالسرقة؛ فعاقبه عمرو بن العاص وسأل عن بطريرك الأقباط، وكان هو البابا بنيامين البطريرك 38، فاستدعاه بن العاص وسلمه الرأس المقدسة، وأعطاه مبلغ عشرة آلاف دينار لبناء كنيسة علىَّ اسم مارمرقس تحفظ فيها الرأس المقدسة.