الموت البارد.. القصة الكاملة لانتحار شاب معلقًا على مشنقة في منزله بالسلام

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


عبر بث مباشر على موقع فيسبوك، قام شاب بمدينة السلام بالانتحار شنقًا، بعدما صنع الضحية مشنقة داخل غرفته، حيث أثبتت التحريات التي قام بها مدير مباحث العاصمة اللواء نبيل سليم، أن أصدقائه شاهدوه من خلال بث مباشر وهو معلق وقد لفظ أنفاسه الأخيرة.

بداية الحكاية
أحد أهالي المنطقة يروي اللحظات الأخيرة قبل أن يلقى الشاب حتفه، فيقول إنه شاهده قبل ساعات من الفاجعة يمر بها وهو جالس على القهوة، تناولا معه كلامًا مقتضبًا ثم مازحه الشاب وانصرف، وذلك بعد أن كان قد أنهى عمله على التوك توك.

شخصية الشاب كما يحكيها الرجل، لا تتفق تمامًا مع النهاية التي اختارها لنفسه، حيث كان يتمتع بخلق حسنة ولم يكن يملك أي خلافات مع أي أحد، كما أنه لم يكن من معتادي الجلوس كثيرًا مع الآخرين "كان آخره يقعد 5 دقايق، ومكانش بيسهر معانا"، ولم يسمع في المنطقة عن أي مشكلات أو خلافات بينه وبين أشقائه الذين يقطن معه في ذات المنزل، كما لم تحدث أي مشكلات أو خلافات بين الضحية وبين شقيقيه أو أحد آخر، فلم يكن من ذلك النوع الذي يدخل في صدامات مع الآخرين.

الصدمة المباغتة
بحسب شقيق الشاب، فإنه فوجئ بأصدقاء المجني عليه يحضرون إلى المنزل  ويقولون له: "إلحق أخوك شانق نفسه، وطالع بث مباشر على الصفحة الخاصة به بالفيس بوك"، موضحا أنه كسر باب الغرفة الخاصة بشقيقه الأصغر، ووجده معلقا في مشنقة بالسقف، وأمامه الهاتف المحمول الخاص به، فحمله إلى المستشفى في محاولة لإنقاذه، لكنه كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة.

هل أدمن الشاب الاستروكس؟
كشفت التحريات التي قامت بها النيابة، أن الشاب أدمن الاستروكس، كما تناول الضحية بعضًا منها قبل أن يتخلص من حياته عن طريق شنق نفسه، وهو ما أكده أيضًا أصدقاء الشاب.

خبراء نفسيون أكدوا أن الشاب لم يدمن الاستروكس وحده بل أدمن إلى جانبه السوشيال ميديا، وكان لهما تأثيرهما النفسي الذي ربما يكون دفعه لتوثيق انتحاره بـ"لايف فيسبوك"، فالاستروكس يسبب حالة من فقدان الوعي والتفكير والاتزان النفسي والثبات الانفعالي، كما أنه يسبب تهيؤات وميول انتحارية"، وأن حادث انتحار أحدهم يسبقه دومًا كثير من التفكير والتراجع والتجارب الفاشلة، إضافة إلى التفكير في طريقة الانتحار التي يريد أن تصل بها رسالته بشكل قويٍ عقب موته.

إدمان "السوشيال ميديا" أتاح للمنتحر وسائل اختيار الطريقة التي ينتحر بها،  وبما أن الانتحار، تم في لايف على الفيسبوك، وهو ما بدأ يحدث مؤخرًا في مصر، كما تكرر في عدة دول وتنتشر الفيديوهات الخاصة بتلك الحالة على اليوتيوب وتويتر، فكان من السهل تأثره بها واختيار تلك الطريقة.

موت بارد
يسمي الخبراء أيضًا موت الشاب بتلك الطريقة بالموت البارد، فلكي يصل لتلك المرحلة فلا بد أن يكون تناول جرعة مكثفة من الاستروكس قبل الانتحار بتلك الطريقة حتى لا يشعر بالموت، ويتمكن من إيصال رسالة انتحاره لأهله وأصدقائه، ويؤرخ موته، لتصبح قيمته أكبر من حياته، كما أن المنتحر عبارة عن شخصية عصابية، وهي الت تلجأ لتقليد غيرها، وتدمن الفيسبوك وتسخدمها بكثرة وتتابعها باستمرار.

واقعة الانتحار لايف، تكررت من قبل وحازت على ضجة كبيرة، ربما يكون رآها المنتحر الطريقة الأفضل لإيصال رسالة انتحاره لأهله وأصدقائه، لافتًا إلى أنه لا بد أن يكون وقع تحت ضغوط كبيرة نتيجة إدمانه "الاستروكس"، وفقد الاتصال مع من حوله، ليختار طريقة صادمة لموته تستطيع توصيل رسالته.