د. حماد عبدالله يكتب: الجنس والمال والسياسة !!

مقالات الرأي

د. حماد عبدالله
د. حماد عبدالله


هذه الثلاثية الفلسفية فى المناظرات السياسية حول رؤى متعددة ، ربما (الميكافيلية) قد تعمقت فى أضلاعها الثلاث وهذا ليس موضوع مقالى.

ولكن بعد أن نشرت مقالى الأسبوع الماضى تحت عنوان "الإنكباب على جمع المال" جائنى من التعليقات ما جعلنى أهتم أكثر بصديقى المنسحب من العمل العام وإلتجأ للإنكباب على جمع المال !!

وحاولت لقائه مرة وإثنين لكى أخذ أكثر مما دفعه للتخلى عن نشاط عام أحببناه سوياً وتركنى وذهب !!

كان سؤالى "لماذا" ؟؟ وكانت الإجابة فى البداية شديدة الإختصار ، " منكباً على جمع المال" ومستبعداً أوجه صرفه ، سواء فى رحلات سياسية أو حضور منتديات عالمية أو العمل العام بجميع أوجهه سواء حضور ندوات أو مناقشات أو تبادل العزائم فى المطاعم و حتى بدعوات خاصة على الشواطىء فى الصيف فى التجمعات الشهيرة مثل "مارينا " أو شتاءاً مثل "شرم الشيخ ، الغردقة " أى فى تقليل أوجه الصرف على تبادل مثل هذه العزائم بين الأصدقاء وخاصة المعنيين بالشأن العام.

ولكن هذا لم يجعل صديقى يبتعد عن أصدقاء ليس لهم شأن بالعمل العام, لكن تلك الجلسات التى تجمع بين عنصرى الإنسان والعلاقات الطيبة الجميلة والتى يتخللها الحديث عن الفن أو عن الأزياء أو عن ماتشات كرة القدم وحضور بعضها ، كل هذا إحتل محور إهتمام صديقى الذى تبدل حاله !!

وفى نقاشى وحوارى معه كانت إجاباته تسبق أسألتى ومنها على سبيل المثال لا الحصر ، قال ، ماذا جنيت من وجع القلب الذى تشغل نفسك به ، ليلاً ونهاراً ؟

فأنت تكتب مقالاً يومياً فى جريدة تسألك عن وصول "عمودك" قبل النشر بيومين!! 

وتكتب مقالين أسبوعيين فى الأخبار أو المصرى اليوم أو الأهرام  ، وتتحمل نظير ذلك الذل فى النهار وعدم الراحة فى الليل !!

وتعمل على ألا يكون أدائك لا ترضى عنه, حيث يتابعك مئات أو ألاف على الأقل من الناس، ويجب أن تكون عند حسن ظهنم بك !! وهذه مسئولية ، هناك شيىء أخر ، ماذا جنيت من كل هذا الذى وجعت قلبك ورأسك عليه وأنت لا تنتظر مقابل سواء مادى أو معنوى لهذا الجهد الخارق !؟

ثم تعالى معى إلى الرحلات التى تضخ فيها من مدخراتك لكى تتحدث فى ندوة عالمية أو تتحاور مع أقرانك من أعضاء هذه المنتديات !! ما هى النتائج ؟؟؟

ألا يستحسن أن تعيش معى فى تلك الجلسات البنفسجية والتى تريح القلب والذهن !!!!!! وكان نهاية الحديث أننى مستمر فيما شاء الله لى دون النظر إلى صديقى الذى كان ملازماً لى فى مشوارى !!