"حكايات المدينة وأسرارها".. كيف وثقت المصورة "سارة زهير" "تداول الأخبار في المناطق الشعبية"

محافظات

بوابة الفجر


"هنا الإسكندرية.. أقرأ الخبر، في الماضي كانت تنتقل الأخبار عبر الصحف والأذاعة، وفي الأحياء الشعبية خصوصا كانت السيرة والحكاية تتداول في الأسواق والمقاهي والترام ومن البلكونات، فتنتقل الأخبار من شارع إلى أخر ومن حي إلى أخر، تعيش الناس وتموت، وسيرتها لازالت موجودة وعايشة". 

بتلك الفلسفة الفكرية وثقت المصورة السكندرية" سارة زهير" حال المناطق الشعبية في الإسكندرية في كيفية تتداول أخبارهم وحكايتهم، خلال معرض صور بإسم " أصوات المدينة" داخل مركز بساريا الثقافي المقام على هامش فاعليات أسبوع التراث السكندري الذي ينظمه مركز الدراسات السكندرية في نسخته العاشرة بعنوان"أخر أخبار الإسكندرية". 

المعرض يضم ١٥٥ صورة ألتقطتها"سارة" داخل المناطق الشعبية والقديمة في الإسكندرية  تعبر عن الأصوات داخل المقاهي مثل لعب "الدومينو" و"الطاولة" داخل المقاهي، أو شرب الشيشة، وأحاديث الرواد وضحكاتهم بين جدران المقاهي الشعبية. 


كما وثقت الأصوات والحكايات داخل المناطق بتصوير شكل المبان القديمة والشرفات، وداخل الأسواق الشهيرة كحلقة الأسماك، وذلك لتجسيد المصورة كيف تستطيع الصورة إعطاء المشاهد الأحساس بالصوت ونقل الحكايات. 

المصورة "سارة زهير" تتحدث ل"الفجر" أنها سكندرية ودرست الهندسة، لكن التصوير تملك شغفها، وقد بدأت احتراف التصوير في عام ٢٠١١ بتصوير الشوارع القديمة والمقاهي داخل المحافظة الساحلية، حتى استطاعت توثيق عدد من الأماكن القديمة في المحافظة مثل الطابية قبل هدمها، كوم الدكة، الماكس، وعدد من مناطق داخل الأحياء الشعبية، ومن خلال صورها استطاعت تنظيم نحو ٤٠ معرض سابق من بينهم ٦معارض دولية. 

وتتحدث "سارة" أن اختيارها لمعرض يوثق فكرة أصوات المدينة، لما له من ارتباط بفكرة أيام التراث السكندري في نسخته العاشرة بعنوان"أخر أخبار الإسكندرية"، لأن جميع المقاهي التي وثقتها صورها بها أحاديث وتداول أخبار، كما أن العقارات القديمة والبلكونات عامرة بالجيران والحكايات. 

وتضيف أن صور معرضها ألتقطتها في المناطق الشعبية، وقد تجولت في الحضرة، كرموز، السيالة، كوم الدكة، معلقة"جميع صوري اعتمدت على الأحساس بسماع صوت، من صوت الدومينو على طاولة داخل مقهى، صوت الشيشة، صوت الجيران من العقارات الجديدة". 

وتحكي المصورة أنها استطاعت توثيق أصوات المدينة في ١٥٥ صورة، تم عرضهم داخل المعرض، كما أن المعرض يلحق فيلم تجريبي يحكي عن أصوات المدينة في مباني قديمة قبل هدمها أو سقوطها، مشيرة إلى أنها استشعرت أن جميع الأماكن القديمة ما زالت تحتفظ بحكايتها ومبانيها القديمة وأصواتها. 

ويستمر المعرض إلى يوم ٢١نوفمبر الجاري، وقد شهد اليوم الأثنين إقبال واسع من الحضور وضيوف مركز الدراسات السكندرية من دولة فرنسا.