كيف استعادت إيران نشاطتها النووي بأعلى قدرة إنتاج؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


قبل عدة أسابيع، قررت الإدارة الأمريكية فرض حزمة من العقوبات الدولية علي الجمهورية الإسلامية الإيرانية بسبب نشاطها النووي بالإضافة إلي دورها في دعم الإرهاب والمليشيات المسلحة في العراق ولبنان، قد خرجت إيران بسلسلة من القرارات المضادة منها رفع معدل تخصيب اليورانيوم حتي نسبة 5%، منذ عدة أيام، وتقليص التزاماتها النووية مع الولايات المتحدة الأمريكية .

تخصيب اليورانيوم
كشفت إيران، مؤخرا، أنها تخصب اليورانيوم حتى نسبة 5% حاليا، وذلك بعد اتخاذ سلسلة من الخطوات التي قللت فيها من التزاماتها النووية طبقا لاتفاقية المبرمة عام 2015 بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران لتقليل الاخيرة تخصيب النووي مقابل تخفيف العقوبات الدولية عليها.

أكد بهروز كمالوندي المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، من موقع «فوردو» النووي جنوب طهران، أن محطة فوردو النووية تنتج حاليا اليورانيوم بنسبة 5% بناء علي احتياجات إيران، ولافتا إلى اختبار مفتشي الوكالة الدولية عينة من تخصيب اليورانيوم المنتج في هذه المحطة النووية التي عادت إلي العمل بشكل أكبر.

واضاف كمالوندي، أن إيران لديها القدرة علي تخصيب اليورانيوم بنسبة تتراوح بين 5% و20% و60% أو أي نسبة أخرى، كما أنجزت المحطة عملية ضخ غاز «يو.اف.6» في أجهزة الطرد المركزي الموجودة في منشأة فوردو، وتقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالحصول علي عينات من المنتج.

البند 44
ووقعت الإدارة الأمريكية، خلال فترة حكم باراك أوباما، اتفاق نووي إيراني ضمن مجموعة 5+1، (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين، ألمانيا)، ويلزم الاتفاق إيران بتخفيض إنتاجها النووي مقابل تخفيض حزمة العقوبات الدولية عليها .

في مايو  2018، انسحبت الإدارة الأمريكية من الاتفاق النووى الإيرانى، مع صعود الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للحكم فى 2017، حيث قرر ترامب إعادة فرض حزمة عقوبات مشددة على إيران.

أكد كمالوندي، أن إيران تخليت عن البند 44 في الاتفاق النووي حيث كان من المقرر ألا تخصب اليورانيوم في منشأة فوردو خلال 15 عام القادمة، لكن تخلت عن هذا البند، في إطار الخطوة الرابعة التي اتخذتها قبل أيام، كما أنها ليست الخطوة الأخيرة سيكون هناك العديد من الخطوات في المجال التقني.

عقوبات أمريكية
وضعت الولايات المتحدة الأمريكية، مجموعة من العقوبات الاقتصادية ، كانت أول دفعة من العقوبات 7 أغسطس 2018، والثانية في نوفمبر 2018، حيث وضعت أمريكا أسماء أكثر 700 شخص وكيان وسفن وطائرات على قائمة العقوبات، وشملت العقوبات المرشد الأعلى على خامنئى ومكتبه، وعلي أكبر ولايتي مستشاره للشئون الدولية.

شملت العقوبات ضرب القطاعات الأساسية للاقتصاد الإيرانى وهي قطاع النفط والقطاع المصرف، ثم ارتفعت العقوبات فى 2019 لتشمل أيضا قطاع البتروكيماويات، كما الغت أمريكا إعفاءات تصدير النفط الإيرانى، وفرضت عقوبات على الصلب والحديد.

ووضعت أمريكا قيود جديدة  على التعاملات المالية الخارجية مع الدول التي تتعامل معها إيران، أدرجت أمريكا الحزب الثورى الإيرانى على قائدة التنظيمات الارهابية، ووضعت 8 قيادات الحرس الثوري الإيراني علي قوائم الإرهابيين، بالإضافة إلي 5 قيادات اخري من قوات بحرية بالحرس الثورى.

تصعيد إيراني
قررت إيران التصعيد علي قرار انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي وفرض عقوبات اقتصادية عليها حيث أعلنت طهران، فى 8 مايو 2019 التخلى عن بعض التزاماتها فى الاتفاق النووي ، كما رفعت طهران مخزون اليورانيوم منخفض التخصيب عن  300 كيلوجرام وهي الكمية المقررة في الاتفاق.

اتخذت إيران، فى 7 يوليو الماضي، التصعيد الثاني، بإنتاج اليورانيوم المخصب بدرجة أعلي الحد الأقصى المسموح به فى الاتفاق النووي، والذي يبلغ 3,67%، وبعد عدة أيام زادت نسبة تخصيب اليورانيوم لـ 4.5%، ثم انتقلت إيران إلي التصعيد الثالث بتشغيل 20 جهاز طرد مركزى متطور من طراز IR6 وIR4 لزيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب.

قامت إيران أخيرا بالخطوة الأخيرة، في 7 نوفمبر الجاري بنقل 2000 كيلوجرام من غاز سادس فلوريد اليورانيوم من محطة نطنز إلى محطة فوردو تحت رقابة مفتشي الوكالة الدولية، ثم بدأت تشغيل أجهزة الطرد المركزي في مفاعل فوردو لتخصيب اليورانيوم بنسبة 5%، كما شغلت 1044 جهازا للطرد المركزى المتطور فى مفاعل فورددو.