"بطريركية الإسكندرية للروم" تحيي تذكار الشهيد ميناس المصري

أقباط وكنائس

الشهيد ميناس المصري
الشهيد ميناس المصري


احتفلت بطريركية الاسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس، اليوم الإثنين، بتذكار إستشهاد القديس مينا المصري.

وبحسب الكتاب التاريخي لكنيسة الروم الأرثوذكس (السنكسار)، فإن ميناس المصري قد ولد في أواسط القرن الثالث للميلاد، وإستشهد في أيام الإمبراطور مكسيميانوس (296 ش - 304 م).

وأوضح المطران نيقولا أنطونيو، المتحدث الرسمي لبطريركية الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس، ومطران طنطا، عبر صفحته الرسمية علي مواقع التواصل الإجتماعي" فيس بوك"، أن الشهيد ميناس المصري قد شغف بالعسكرية منذ حداثته، فعندما إشتّد عوده إنخرط فيها، وقد كان قويّ البنية، مغوارًا، وهو رجل إنضباط، عرف المسيح فبات، إلى ذلك، حكيمًا زاهدًا.

وأكد، أن القائد الروماني فرميليانوس قد جمع فرقًا شتى من العسكر تمهيدًا لنقلها إلى أفريقيا الشمالية، وقد زوّدها بتوجيهات من ضمنها أن على الجنود أن يحذروا المسيحيين ويلقوا القبض على الذين لا ينصاعون منهم لأحكام القيصر.

وأضاف، ميناس كان نازلًا، يومذاك، فرقة في فيرجيا، في آسيا الصغرى، وعندما طرقت أذنيه أوامر القيادة العسكرية العليا حتى أصيب بصدمة وشعر بالحنق والقرف فقام وخلع سيره وألقاه أرضًا وفرّ إلى الجبال لأنه اعتبر مسكنة الضواري خيرًا من مساكنة عبدة الأوثان وهؤلاء أكثر بهيمية من أولئك.

وتابع: أقام ميناس في الجبال ردحًا من الزمان ناسكًا عابدًا. وقد ساعدته تنشئته العسكرية على ضبط أمياله ومحاربة أهوائه إلى أن بات قويًا في الروح، ثابتًا، راسخًا مستعدًّا للمهمّات الصعبة، فجاءه إعلان إلهي أنه قد حان أوان الرضى وآن أوان الاستشهاد. فقام ونزل على المدينة، قيما كان الوثنيون يحتفلون. ثم دخل بينهم وهتف: " ألا اعلموا يا قوم أنه ليس هناك غير إله واحد حقيقي: المسيح، والذين تعبدونهم ليسوا سوى قطع من الخشب الأصم لا حسّ فيها!".

وأكمل قائلًا: فكان لكلماته في نفوس الناس وقع الصاعقة، وحالما إستعادوا رشدهم أنقضّوا عليه وأشبعوه ضربًا ولكمًا، ثم أسلموه إلى حاكم المدينة، فانتهزها فرصة يسلي فيها الجوع بتعاذيب شاهد آخر للمسيح.
وإستطرد قائلاُ: عمد الحاكم، بادئ ذي بدء، إلى الإستعلام: "من هذا الوقح وما مكانته؟!" فأجاب ميناس بكلّ جرأة وقال: "أنا من مصر وإسمي ميناس، وكنت ضابطًا في الجيش، ولكن لما رأيت عبادتكم للأصنام رددت كراماتكم وجئت اليوم أعلن بينكم أن المسيح هو الإله الحيّ الحقيقي وحده"، فأمسك الحاكم نفسه بعضًا وحاول، بالتهديد والوعيد، ثم بالإستمالة والوعود، أن يزحزحه عن موقفه فأخفق، إذ ذاك أسلمه للمعذّبين فجلدوه بوحشية وفركوا جراحه بقطعة شعرية خشنة، ثم سلخوه وأحرقوا جنبيه بالمشاعل، وبعدما تفننوا في تعذيبه قطعوا هامته وأضرموا النار في بقاياه ليمحوا أثره، ولكن، تمكّن مؤمنون من إستخراج بعض عظامه، وقد جرى نقلها، فيما بعد، إلى الإسكندرية.

يشار الي أن الشهيد ميناس المصري له ظهورات وعجائب كثيرة لا تعد ولا تحصى، وقد عرفه المؤمنون معينًا لهم في الشدائد والضيقات ومؤدبًا للكفرة والمنافقين، والصورة التي إعتاد الناس رؤيته عليها هي صورة فارس على جواد.