البطريرك الماروني يفتتح الدوره العادية الـ53 لمجلس البطارقة الكاثوليك

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


افتتح البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، صباح اليوم الاثنين، الدورة العادية الـ53 لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان.

وتتناول الدورة موضوع: "الكنيسة ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي والرقمي"، بالإضافة إلى الشؤون الإدارية المختصة بالمجلس.

وألقى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي كلمته، جاء فيها: "تتزامن دورتنا مع مستجداتٍ جذريةٍ على مستوى شباب لبنان وشعبه الذين انتفضوا، بعد طول صمتٍ، وربما لإحباطٍ أو إهمال، إنتفاضة تاريخية، تجاوزوا فيها الانتماء الطائفي والمذهبي والحزبي، واصطفوا تحت راية الوطن، وها هم في يومهم السادس والعشرين. وهكذا بينوا للجميع أن الانتماء بالمواطنة يفوق كل انتماء آخر، وعادوا بنا، بعد مئة سنةٍ، إلى القاعدة الأساسية التي قام عليها النظام اللبناني وهي الانتماء بالمواطنة لا الانتماء بالدين. فكان لبنان إستثناء لجميع البلدان المحيطة ونموذجا. ويتناول موضوع دورتنا لغة شباب اليوم، وهي ’وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي والرقمي‘، بكل تقنياتها الجديدة. إننا ككنيسة مدعوون لنخاطب أجيالنا الجديدة الطالعة بلغتها هذه التي هي اليوم الأريوباغس الجديد، والمنبر الجديد، والمذبح الجديد".

وأضاف: "بهذه اللغة تحتضن الكنيسة شبابها، تخاطبهم، تصغي إليهم، تحاورهم، تستمع إلى همومهم، تقدر رأيهم؛ فعليهم، كما كتب القديس البابا يوحنا بولس الثاني: ’تعول الكنيسة لإعطاء الحياة الكنسية والحياة الاجتماعية إنطلاقة جديدة‘ (رجاء جديد للبنان، 51). فلا بد من تهيئة كوادرهم لهذه الغاية. بواسطة وسائل التواصل الرقمي هذه ’تنقل الكنيسة إليهم وإلى جميع الناس الحقيقة، أساس كل كرامةٍ بشريةٍ، وتنشر معها القيم الروحية والخلقية التي تتيح لكل واحدٍ وواحدةٍ منهم أن يتصرف يوميا باستقامة، وينمي شخصيته في مختلف أبعادها‘ (المرجع نفسه، عدد 111). على هذه الأسس ينبغي بناء كوادر المستقبل. لقد قال الشباب والشعب كلمتهم بشكلٍ حضاريٍ وبصوتٍ واحدٍ: إنهم فقدوا الثقة بالقادة السياسيين، ويريدون وجوها نظيفة معروفة بأخلاقيتها وقدراتها وكفاءاتها وإنجازاتها، لإخراج البلاد من أزمتها الإقتصادية والمالية المنذرة بالانهيار. طالبوا بحكومةٍ حياديةٍ متحررةٍ من السياسيين والأحزاب، لكي تستطيع إجراء ما يلزم من إصلاحاتٍ في الهيكليات والبنى، ومكافحة الفساد وضبط المال العام. ومن المؤسف جدا أن هناك من لا يعنيه صوت الشباب والشعب وانهيار الدولة فيعرقل مسيرة النهوض لأهدافٍ وأغراضٍ ومكاسب خاصةٍ. فنقول لهم بإسم الشباب والشعب: لا يحق على الإطلاق رهن مصير الدولة، بكيانها وشعبها ومقدراتها، لمصلحة شخصٍ أو فئة، مهما توهموا أنهم أقوياء وراسخون. فلا أحد أقوى من الشعب وشبابه ليزدري بهما".