"مطالب بإجراء انتخابات مبكرة".. قلق دولي إزاء الأوضاع في العراق

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تتفاقم الأحداث داخل العراق يومًا بعد يوم، منذ الأول من أكتوبر الماضي حتى الآن، لاسيما مع إصرار المحتجين على تحقيق مطالبهم بتغيير النظام السياسي بشكل جذري، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني تدير البلاد حتى إجراء انتخابات نزيهة تحت إشراف دولي، وإنهاء النفوذ الإيراني في العراق بالكامل.

وأعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، أن 319 عراقيا قتلوا وأصيب أكثر من 15 ألف آخرين منذ انطلاق المظاهرات الاحتجاجية وحتى اليوم. من جهتها، أفادت منظمة العفو الدولية بأن ما لا يقل عن 264 محتجا عراقيا لقوا حتفهم منذ انطلاق الاحتجاجات المناهضة للحكومة مطلع أكتوبر الماضي.

وتأتي هذه الإحصائية بالتزامن مع اندلاع موجة اضطرابات أمنية جديدة في بغداد، حيث قتل 1٠ متظاهرين عراقيين وأصيب نحو ٢٠٠ آخرين، إثر اقتحام مليشيات الحشد الشعبي المدعومة من إيران وقوات الأمن العراقية ساحة الخلاني وسط بغداد القريبة من ساحة التحرير، وتفريقها المتظاهرين باستخدام الرصاص الحي.

ممارسة أقصى درجات ضبط النفس
في غصون ذلك، أعربت العديد من البلدان الدولية عن قلقها بشأن سقوط العديد من الضحايا في تظاهرات العراق، مطالبة الحكومة بالاستجابة لتطلعات الشعب، حيث قالت وزارة الخارجية اليابانية في بيان: "اليابان تشعر بالقلق إزاء العدد الكبير من الضحايا خلال المظاهرات واسعة النطاق التي تحدث في بغداد، وفي الأجزاء الوسطى والجنوبية من البلاد".

ودعت الخارجية اليابانية "جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس للحد من وقوع المزيد من الضحايا"، مشيرة إلى أنها "ستواصل مراقبة الوضع عن كثب".

إجراء انتخابات مبكرة
وفي وقت سابق اليوم، دعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى إجراء انتخابات مبكرة في العراق، مطالبة بضرورة إيقاف العنف ضد المتظاهرين. وأضاف البيت الأبيض، في بيان، أن واشنطن قلقة من استمرار الهجمات ضد المتظاهرين ونشطاء المجتمع المدني والإعلام في العراق.

وأكد البيان أن العراقيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي بينما يستنفد النظام الإيراني مواردهم ويستخدم المجموعات المسلحة وحلفاءه السياسيين لمنعهم من التعبير عن آرائهم. ودعا البيت الأبيض، المجتمع الدولي للانضمام إليه من أجل دعم مستقبل أفضل للشعب العراقي.

تحذير من "حمام دماء"
وحذرت منظمة العفو الدولية، من تحول ما يحدث بالعراق إلى "حمام دماء"، وحثت المنظمة السلطات العراقية، في بيان، على "الوقف الفوري لاستخدام القوة المميتة وغير القانونية فوراً". وقالت المنظمة الدولية: "يجب على السلطات العراقية كبح جماح قوات الأمن فوراً بعد مقتل 6 متظاهرين على الأقل، السبت، وسط العاصمة بغداد".

وأكدت المنظمة، أن "كل وعود الحكومة العراقية بالإصلاح غير حقيقية، في الوقت الذي تواصل فيه قوات الأمن قتل المتظاهرين". وشدد على ضرورة حماية الحكومة العراقية لحقوق شعبها في الحياة والتعبير عن آرائهم.

تحدى "الاحتلال الإيراني"
واعتبرت صحيفة "لوموند"، أن احتجاجات العراق ولبنان وسوريا الحالية، بمثابة انتفاضة على إيران ونفوذها في المنطقة، موضحة أن "العصبية" التي بنيت عليها إيران منذ 1979 لم تعد قائمة، وشعوب تلك الدول انتفضوا ضد "العصبية الإيرانية".

ورأت أن النظام الإيراني الذي كان يتفاخر بأنه قوة في المنطقة، وأنه يمارس نفوذه في العالم العربي، أصبح الآن في بؤرة الأنظار ويواجه تحديا في العراق ولبنان وأيضا في سورياً، مشيرة إلى أنها المرة الأولى التي تواجه فيها إيران تحديا للهيمنة التي كانت تزعمها، مشيرة إلى حركة الاحتجاجات التي أشعلها اللبنانيون والعراقيون ضد التدخل الإيراني في بلادهم و"وقف الاحتلال الفارسي لبلادهم."

ساحة تحرير بغداد "أيقونة" الثورة
وتحت عنوان "في بغداد.. عزيمة ساحة التحرير"، قالت  صحيفة "لاكروا" الفرنسية، إنه رغم تجاوز عدد القتلى المئات وآلاف الضحايا، وإعلان الرئيس العراقي برهم صالح مناقشة إجراء انتخابات مبكرة، فإن الشارع العراقي يبقى متمسكا برحيل النظام بأكمله. واعتبرت أن ساحة التحرير في بغداد أصبحت رمزا للصمود وأيقونة الثورة العراقية ومركزا للحراك الشعبي، ضد إيران ونفوذها، بعد أكثر من شهر منذ بدء الانتفاضة.

وأشارت إلى أن عدوى الحراك انتقلت بين جميع المدن العراقية وجميع أطياف الشعب، حتى وصلت إلى العاصمة العراقية بغداد، التي تشهد حالة من الثوران والغضب في وجه النظام العراقي، وهو ما ظهر في مقاطع الفيديو المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي من غضب الشباب، على أصوات الموسيقى الصاخبة والشعارات المدوية. ورصدت الصحيفة الفرنسية مشاركة جميع فئات الشعب العراقي، من تجار الفواكه والحلاقين والخبازين، الذين قدموا الخبز مجانا لعشرات الآلاف من المحتجين، موضحة أنه انضم إليهم أيضا النساء وطلاب المدارس والجامعات.