المطرن عطا الله حنا: أجراس كنائسنا ستبقى تقرع مبشرة بقيم المحبة والسلام

أقباط وكنائس

أرشيفية
أرشيفية


قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس، اليوم، بأن اجراس كنائسنا ستبقى تقرع مبشرة بقيم المحبة والرحمة والسلام في القدس وفي فلسطين وفي سائر ارجاء هذا المشرق العربي، ولن تصمت اجراس كنائسنا وسيبقى بخورنا متصاعدا الى السماء مع ادعيتنا وصلواتنا من اجل ان تتحقق العدالة في فلسطين الارض المقدسة ومن اجل ان يسود السلام في هذا المشرق العربي.

وتابع خلال كلمة له: بعد ايام سوف يبتدأ العالم المسيحي بالاستعداد لاستقبال عيد الميلاد المجيد ونحن نذكر هنا الكنائس المسيحية في مشارق الارض ومغاربها بأن مهد المسيحية هو في فلسطين فالمسيحية انطلقت من بيت لحم ومن القدس ومن الناصرة ومن كافة ارجاء هذه البقعة المباركة من العالم.

وأضاف: المسيحيون في بلادنا تراجعت اعدادهم بشكل دراماتيكي وخاصة في مدينة القدس ونزيف الهجرة ما زال مستمرا ومتواصلا وهنالك اعدادا من المسيحيين الذين يفكرون بالهجرة والانتقال الى اماكن اخرى في هذا العالم.
ان الحضور المسيحي في الارض التي منها انطلقت المسيحية مهدد بالانقراض ونسبتنا اليوم هي 1%.
نحن قلة في عددنا ولكننا لسنا اقلية ولن نكون اقلية ونرفض ان يتم التعامل معنا كأقليات في اوطاننا نحن فلسطينيون وسيبقى انتماءنا لهذه الارض المقدسة التي منها انطلقت رسالة الايمان الى مشارق الارض ومغاربها.

المسيحيون ليسوا اقلية في اوطانهم في فلسطين او في غيرها من الاقطار العربية الشقيقة، فهذا المشرق المسيحية هي مكون اساسي من تاريخه وتراثه وهويته.

هنالك بعضا من المسيحيين الذين يشعرون بالقلق على مستقبلهم ويشعرون باليأس والاحباط وينظرون الى انفسهم وكأنهم اقلية مهمشة مستضعفة لا حول لها ولا قوة.

ونحن نقول لهؤلاء لا تستسلموا لثقافة الاحباط واليأس والقنوط التي يريدكم البعض ان تكونوا غارقين فيها وتمسكوا بايمانكم وبعراقة جذوركم العميقة ولتكن معنوياتكم عالية ولا تستسلموا للخوف فنحن قوم لا نخاف وايماننا لا يعلمنا الخوف والصمود والتمسك بالقيم الايمانية والروحية والدفاع عن الارض والقضية والوطن والهوية.

نحن مسيحيون نفتخر بمسيحيتنا ونرفض ان يتطاول احد على ايماننا وان يسيء احد لتاريخنا فنحن لسنا من مخلفات حملات الفرنجة كما يظن بعض اولئك الذين لم يقرأوا التاريخ جيدا، كما اننا لسنا امتدادا للغرب ولسنا بضاعة مستوردة من الغرب، فانتماءنا كان وسيبقى لهذا المشرق وقلبه النابض فلسطين الارض المقدسة ارض الميلاد والتجسد والفداء.

لاولئك الذين يستعدون لتزيين شوارعهم ومدنهم بأنوار الميلاد نقول لهم تذكروا طفل المغارة فلا ميلاد بدون من نحتفي بميلاده والذي نحتفي بميلاده هو النور الحقيقي الذي اتى لكي يبدد ظلمات هذا العالم.

نقول لاولئك الذين يستعدون لاستقبال الميلاد المجيد تذكروا مهد المسيحية والمسيحيين الفلسطينيين الذين يتألمون ويتعذبون كما هو حال كل ابناء شعبهم الفلسطيني وتذكروا هذا المشرق الذي تعصف به الحروب وتعصف به آلة العنف والموت والقتل.

قبل الفي عام صدرنا للعالم الانجيل المقدس وقيم المسيحية السامية، اما اليوم فالعالم يصدر الينا اسلحته وصواريخه التي تدمر وتخرب اوطاننا ويدفع فاتورتها الفقراء والمساكين من ابناء امتنا ومشرقنا.
وقد جاءت كلمات سيادة المطران هذه لدى استقباله صباح اليوم وفدا اعلاميا امريكيا.