رحيل "الحيدري".. شاعر الأحواز يفتح تاريخ إيران الدموي

عربي ودولي

مظاهرات ضد إيران
مظاهرات ضد إيران في الأحواز


يستمر التنكيل والقتل بجميع فئات الشعب العربي الأحوازي، حيث تستهدف طهران هذه المنطقة التي ابتلعتها منذ عام 1925م، بإيعاز من بريطانيا التي خشيت من قوة الدولة الكعبية آنذاك، ومنذ هذا الوقت وتستهدف إيران جميع أطيافها بالتنكيل والقتل، والذي كان آخرهم الشاعر الأحوازي، حسن الحيدري.

الشاعر إلى مثواه الأخير

وتوفى اليوم الأحد الشاعر الوطني الأحوازي حسن الحيدري البالغ من العمر 30 عامًا، نتيجة انسداد بشرايين القلب وانفجارها وذلك وفقا لما قالته صحيفة مكة الألكترونية، نقلاً عن مصادر خاصة تابعة لحركة رواد النهضة لتحرير الأحواز.

إيران وراء القتل

وفي ذات السياق، أكدت مصادر حركة تحرير الأحواز، أن الاستخبارات الإيرانية تقف خلف عملية القتل البطئ الذي أصاب الشاعر الراحل حسن الحيدري.

ليس الوحيد

وليس "الحيدري"، شاعر الأحواز الراحل، هو الوحيد الذي قتلته إيران بهذا الأسلوب، فوفقا للمصادر فإن عملية القتل تتشابه كثيراً مع طريقة وفاة الشاعر الوطني الأحوازي ستار أبو مختار الصياحي، الذي توفي في نوفمبر عام ٢٠١٢ بعد عودته من مقر مخابرات النظام الفارسي.

ما قبل القتل

وذكرت المصادر أن سلطات إيران المحتلة، قامت باستدعاء الشاعر الراحل عدة مرات إلى مركزها في الأحواز العاصمة، للضغط عليه من أجل التوقف عن نشاطه الوطني وإلقاء الشعر الثوري، إلا أنه توفي مباشرة بعد عودته في مرة من المرات.

سوط الشعر

وعرف عن "الحيدري"، اشتغاله بالنشاط الثقافي والتوعوي، فيما عرف بمطالبته في رحيل الاحتلال الإيراني عن وطنه الأحوازي، عن طريق إلقاءه الأشعار الوطنية في كل المناسبات، وخاصة بعد تضامنه مع انتفاضة العطش التي اندلعت شرارتها في مدينتي عبادان والمحمرة قبل عدة أشهر.

خلفيات اعتقال الشاعر

ويعود اعتقال الشاعر الراحل، إلى أغسطس من العام الماضي 2018، حيث اعتقلته سلطات إيران المحتلة، من مدينة الأحواز العاصمة وتم نقله إلى سجن كلينيك الواقع بالقرب من مدينة ملاثاني.

وحدث اعتقاله على خلفية إلقائه قصيدة جريئة في وقت سابق، تحت عنوان “كله كذب هذا الحكي“، حملت انتقادات لاذعة لنظام الملالي، كما وصف كل ما يقوله ذلك النظام الإيراني على منابر الحسينيات بالكذب.

حملات اعتقال

وتعاني المنطقة الأحوازية العربية، من انتهاكات متكررة، لا سيما في حق الشعراء، فكثيرا ما تقوم سلطات إيران بحملات اعتقالات في صفوفهم، ففي يوليو 2015، قامت السلطات بشن حملة اعتقالات بحق شعراء الأحواز.

واعتقلت السلطات عددا من الشعراء حينها، كان أبرزهم الشاعر "بشير الضبي"، أبو حرب من منطقة الشبيشة في الأحواز العاصمة، بما يؤكد أنّ

وتحاول السلطات الايرانية قمع الشعراء الاحواز الذين يكتبون قصائد حماسية مناهضة لها باللغة العربية ، وقد تصل الاحكام بحقهم الى الاعدام ، هذا فضلا عما تنفذه من اغتيالات ممنهجة .

قمع وإجرام

وفي تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أوضح محمد بشير أمين سر حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز، أن الشاعر الراحل، كان مناضلاً ثائراً عاملاً في صفوف السياسيين الناقمين المناهضين للاحتلال الإيراني، وعرف بمواقفه المناهضة للفرس ما عرضه للسجن.

وأوضح "بشير" أن شعراء الأحواز المناهضين للاحتلال الفارسي نالوا حظاً وافراً من القمع، موضحاً أن الكثير منهم كان مصيرهم السجون والمشانق، والقتل بأخطر أنواع السموم للقتل البطيء.

ولفت إلى أن إيران لا تكتفي بإجرامها بل أنها تجمع معلوماتها بدقة عن الناشطين الأحوازيين، كما تلاحق استخباراتها عن طريق عملائها المناضلين المناهضين لاحتلالها.

قمع ممنهج

ولا تكتفي إيران بقتل شعراء الأحواز بل تستهدف جميع فئات الشعب المكلوم، عن طريق الاعتقال والقتل، ففي نوفمبر من العام الماضي 2018، أوضحت منظمة العفو الدولية أن السلطات الإيرانية، شنت حملة قمع واسعة النطاق على الأقلية العرقية العربية الأحوازية، فاعتقلت المئات في محافظة خوزستان، جنوبي إيران، في الأسابيع الأخيرة.

قتلى كثيرون

ولفتت المنظمة آنذاك أن موجة الاعتقالات جاءت إثر هجوم مسلح مميت على موكب عسكري في مدينة الأحواز، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 24 شخصًا، منهم متفرجون، كما أصيب فيه أكثر من60 آخرين.

سحق المعارضة

ووصف حينها فيليب لوثر، مدير البحوث وأنشطة كسب التأييد في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، تلك الاعتقالات، بأنها تبعث علي الانزعاج الكبير، مشيرا إلى أن السلطات الإيرانية استخدمت هذا الهجوم كذريعةً لإلقاء اللوم على أفراد الأقلية العرقية العربية الأحوازية، بغية سحق المعارضة في محافظة خوزستان".

كما أوضح "لوثر" أنّ سجل إيران المفزع في الاضطهاد والتمييز ضد العرب الأحوازيين، يثير الشكوك بأن هذه الاعتقالات تتم على نحو تعسّفي ولها دوافع سياسية.

تاريخ احتلال إيران

ويرجع تاريخ القمع الإيراني في منطقة الأحواز العربية، إلى عام 1925، منذ إقدام الشاه محمد رضا بهلوي على احتلالها وكانت تعرف أيضا بـ"إمارة المحمرة"، واعتقل أميرها الشيخ خزعل بن مرداو الكعبي ثم قتل بعد ذلك.

وتواصل القمع على يد "بهلوي" منذ الاحتلال، واستمر مع وصول نظام الملالي إلى حكم طهران عام 1979، وقامت طهران بضم الأراضي، وقسمتها إلى ثلاث محافظات تقع في جنوب إيران، وعلى الساحل الشرقي للخليج العربي.

ومنذ اللحظات الأولى لاحتلال دولة الأحواز، قام"بهلوي" بارتكاب جرائم وانتهاكات متعددة جاءت بين هدم المعالم العمرانية والمدارس، وتقسيم المنطقة وقام بإلحاق بعض أراضيها، بمحافظات إيلام وفارس وأصفهان، بالإضافة إلى منع تعلم اللغة العربية وحظر الزي العربي.

وثائق ومخططات

في عام 2005، سربت وثيقة من مكتب الرئيس الإيراني، محمد خاتمي، آنذاك، نصت على تهجير نصف سكان المناطق العربية، واستبدالهم بالفرس.

ويشير هذا المخطط إلى ضرورة تغيير ديموغرافية المنطقة، وهو ما يؤكد أيضا على ممارسة جميع أنواع الانتهاكات التي تظهر ملامحها بين الفينة والأخرى ضمن هذا الإطار، تؤكد على صراحة مثل هذه المخططات.

إعدامات يومية

ويقول جبريل العبيدي، الكاتب والباحث الليبي، إنّ السلطات الإيرانية تعالج الأمور دائما في الأحواز العربية المحتلة من الباب الأمني البوليسي.

وأوضح في مقال له على "الشرق الأوسط"، أنّ إيران أشعلت الإعدامات اليومية وقامت بتعليق الأحوازيين على أعواد المشانق، كما استخدمت الروافع الميكانيكية أيضاً لزيادة الرعب والقمع، دون أدنى درجات التقاضي والمحاكمة العادلة، مستخدمة شماعة «المندسين» و«الخونة» لتبرير القمع والقتل بدم بارد.

يجب التحرك

وأكد الكاتب الليبي ضرورة التحرك العربي الجماعي، عبر جامعة الدول العربية، لإعطاء أهل الأحواز حقوقهم، وإجبار إيران الفارسية على عودتها إلى حدودها الطبيعية.

ستبقى تراباً عربياً

ولفت إلى أن مقومات استعادة الدولة الأحوازية قائمة وموجودة، مبينا أن الأحواز ستبقى تراباً عربياً مهما حاولت إيران تغيير معالمها، فمصيرها العودة إلى محيطها العربي، مؤكداً أنّ الهوية لا تستبدل، ولو دام الاحتلال مئات السنين.