بعد مبادرة "الإمارات".. هل ستجلس إيران على مائدة التفاوض مع القوى العالمية؟

تقارير وحوارات

إيران
إيران


في إطار محاولات الدول العربية من أجل وقف على نفوذ إيران في المنطقة، وكذلك محاولاتها المستمرة لتأجيج الخلافات، حاولت دولة الإمارات اللجوء لمبادرة جديدة من أجل التوصل لاتفاق مع إيران.

وذكر مسئول إماراتى كبير اليوم الأحد، أن إيران عليها حالياَ الجلوس إلى مائدة التفاوض مع القوى العالمية ودول الخليج للتوصل لاتفاق جديد يخفض من التوتر المتصاعد فى المنطقة وينعش اقتصادها.

وتصاعد التوتر فى منطقة الخليج منذ وقوع هجمات على ناقلات نفط فى الممر المائى الحيوى لحركة الشحن العالمية هذا الصيف بينها هجمات قبالة الساحل الإماراتى وهجوم كبير على منشأتى نفط سعوديتين، وألقت واشنطن بمسئولية تلك الهجمات على إيران التى تنفى ضلوعها فى أى منها.

وذكرت إيران سابقاً، أنها استأنفت عمليات تخصيب اليورانيوم فى منشأة فوردو فى تقليص جديد لالتزاماتها بموجب الاتفاق النووى، الموقع فى 2015 مع قوى عالمية، بعد أن انسحبت الولايات المتحدة منه.

الجلوس على مائدة التفاوض
ومن جهته، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش إن على إيران الجلوس إلى مائدة التفاوض مع القوى العالمية ودول الخليج للتوصل لاتفاق جديد يخفض من التوتر المتصاعد في المنطقة وينعش اقتصادها، مؤكدا ان بلاده لا تسعى للمواجهة مع ايران.

وأضاف قرقاش في خطاب خلال ملتقى أبوظبي الاستراتيجي السادس إن المزيد من التصعيد في تلك المرحلة لا يخدم أحدا، مشيرا إلى أن بلاده تعتقد بأن هناك مجالا لنجاح الديبلوماسية. وحذر من خيار "زائف" بين الحرب واتفاق نووي معيب.

وقال قرقاش، إن إجراء محادثات جديدة مع إيران لا يجب أن يتطرق إلى الملف النووي فحسب بل يجب أن يعالج المخاوف المتعلقة ببرنامج الصواريخ الباليستية والتدخل الإقليمي عبر جماعات تعمل لصالح إيران بالوكالة، مشيرا الى أن مناقشة تلك الملفات تعني أن دول المنطقة تحتاج للمشاركة فيها.

وأعرب عن اعتقاده بأن هناك سبيلا ممكنا للتوصل لاتفاق مع إيران قد تكون كل الأطراف مستعدة للسير فيه، لكنه أشار إلى أن الطريق سيكون طويلا بما يتطلب صبرا وشجاعة.

كما أضاف أنه من المهم أن يكون المجتمع الدولي متفقا على موقف واحد خاصة الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي ودول المنطقة.

إيران ترفض المبادرات المطروحة
وسابقاً رفضت إيران المبادرات المطروحة من قبل بعض الدول الأوروبية من أجل تخفيف التوتر مع أمريكا، وكان أحد الشواهد المؤكدة على ذلك رفضها لمبادرة فرنسا المكونة من 4 محاور رئيسية، وحينها ذكر الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" أن إيران ردت على تلك المبادرة بقولها: "لا تحتوي على وجهات نظرنا"، واستمرت إيران في سياستها التخريبية.

بل وأكد المتحدث باسم الحكومة الايرانية علي ربيعي أن طهران لن تتفاوض مع أمريكا في ظل الحظر مطلقاً.

وأشار ربيعي، في تصريح صحفي على هامش اجتماع مجلس الوزراء الإيراني، إلى مبادرة فرنسا، مشددا على أن اي تفاوض مع اميركا لن يحدث في ظل الحظر وإن شروط طهران هي ذاتها لم تتغير.

وأضاف إنه بطبيعة الحال ليست لدينا أية مشكلة مع أي مبادرة تضمن حقوقنا مهما كانت الطريقة ولامشكلة لدينا في انضمام اليابان أو بلد آخر بيد أنه ينبغي منح ضمانات في تصدير النفط ونيل البلاد لعوائده وإزالة الحظر.

سياسات توسعية
وفي هذا السياق، يقول وليد منصور متخصص في الشأن الإيراني، إن إيران لها سياسات توسعية معروفة في المنطقة لن تتنازل عنه، وبالتالي الأحاديث المطروحة عن خضوعها للمفاوضات لن تجدي أي نفع، خاصة فيما يخص الشأن العربي.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أما فيما يخص نزاعها مع الولايات المتحدة الأمريكية، فإيران تمتلك شركات وهمية وتستغل نفوذها في الدول العربية مثل العراق ولبنان من أجل استغلال مواردهم، للخروج من الحصار الأقتصادي الذي فرض عليها من أمريكا.

وأوضح "منصور"، أن عاجلاً أم أجلاً ستجلس إيران على طاولة المفاوضات، ولكنها ترغب في التعامل بصفة"الندية" مع أمريكا، وأنها لم تتأثر بما يحدث لها من أجل فرض شروطها.