البابا فرنسيس يُسلم جائزة راتزنغر 2019 للفائزين

أقباط وكنائس

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس


سلم قداسة البابا فرنسيس الثاني، بابا الفاتيكان، في القصر الرسولي جائزة راتزنغر لعام 2019، للفائزين والتي تمنحها مؤسسة يوزيف راتزنغر الحبرية.

وأعرب قداسته في بداية كلمته عن سعادته وتقديره للفائزَين وهما الفيلسوف الكندي البروفيسور تشارلز تايلور واللاهوتي اليسوعي الأب بول بيريه من بوركينا فاسو.

وأكد "فرنسيس" عن سعادته لهذه الفرصة التي تسمح له بالتعبير مجددا عن التقدير والمحبة للبابا الفخري بندكتس السادس عشر، والذي نحن له ممتنون على تعليمه وعلى المثال الذي قدمه في خدمة الكنيسة بالتأمل والتفكير والدراسة، الإصغاء والحوار والصلاة كي يبقى إيماننا حيا وواعيا رغم تغير الأزمنة والأوضاع، وكي يُبرز المؤمنون إيمانهم بلغة يفهمها الآخرون وأن يتحاوروا معهم للبحث معا عن طرق لقاء الله في زمننا.

وواصل البابا فرنسيس متحدثا عن إسهام كل شيء في نمو الإنسان وصولا إلى الكمال الذي يوجد فقط في لقاء شخص يسوع المسيح الحي، الكلمة المتجسد، ووحي الله الذي هو المحبة. ثم توقف قداسته عند الحوار الفعال مع الثقافات التي تتغير مع مرور الوقت وتتنوع في مناطق العالم المختلفة، وقال إن هذا الحوار هو واجب بالنسبة للاهوت إلى جانب كونه شرطا ضروريا بالنسبة لحيوية الإيمان المسيحي والكرازة كرسالة الكنيسة.

وأضاف، أن الفائزَين بجائزة راتزنغر 2019 قد قدما إسهاما كبيرا في هذا المجال وها نحن نعبِّر لهما اليوم عن الإعجاب والامتنان.

وتحدث بابا الفاتيكان عن كلٍّ من الفائزَين وبدأ بالفيلسوف الكندي تشارلز تايلور، مشيرا إلى اهتمامه بمجالات كثيرة في دراساته وتعليمه وعمله إلا أنه كرس جهوده بشكل خاص لفهم ظاهرة العلمنة والتي تمثل تحديا كبيرا أمام الكنيسة الكاثوليكية، بل للمسيحيين جميعا كما ويمكن القول لجميع المؤمنين بالله حسب ما ذكر البابا فرنسيس.

وواصل قداسته أن قليلين هم مَن توقفوا أمام العلمنة بهذه النظرة المتوسعة مثل ما فعل البروفيسور تايلور الذي نشكره على عمق دراسته وتحليله المتنبه لتطور الثقافة الغربية والحداثة، ما يساعدنا على قراءة غير محدودة للتغيرات التي طرأت على الممارسة الدينية ويدعونا إلى البحث عن طرق جديدة للتعبير عن وعيش البعد السامي للنفس البشرية، الأبعاد الروحية التي يواصل الروح القدس عمله فيها حتى وإن كنا لا ننتبه إل هذا للوهلة الأولى.

تابع البابا، أن هذا يجعلنا نواجه العلمنة الغربية بشكل غير سطحي أو بيأس، وهذا أمر هام لا فقط للتأمل في ثقافة زمننا بل وفي المقام الأول من أجل حوار وتمييز متعمق من أجل التصرف بشكل مناسب لعيش الإيمان في زمننا، الشهادة له، التعبير عنه وإعلانه.