عمره 40 عامًا.. حكاية مجسم فضائي يغادر النظام الشمسي

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


في الفترة الأخيرة تم الكشف عن أول نتائج من رحلة "فوياجر 2" إلى الفضاء بين النجوم بعد أن غادرت المركبة الفضائية أخيرًا النظام الشمسي، وذلك بعد أكثر من 40 عامًا من إطلاقه في رحلة بلغت 10 مليارات ميل، حيث كانت المركبة الرائدة في ناسا تسير عبر الكون بعد إطلاقها في أغسطس 1977 من مدينة "كيب كانافيرال" بولاية فلوريدا في الولايات المتحدة، قبل 15 يومًا من رحلتها "التوأم فوياجر 1"، ولكن فوياجرا 1 كان على مسار مختلف ويتحرك بشكل أسرع.

 

الرحلة بدأت بقفزة نهائية

 

وفي سلسلة من الأبحاث التي نشرتها أحد المجلات العلمية، والتي أكد  الباحثون فيها أن رحلة المركبة الفضائية إلى "الفضاء بين النجوم"، كانت من خلال الإشارة إلى "قفزة نهائية" في كثافة البلازما المكونة من جزيئات مشحونة وغاز في الفضاء بين النجوم، ووفقًا للعلماء تم اكتشاف هذه القفزة بواسطة أحد الأجهزة الموجودةوالمركبة، حيث كانت تشق طريقها من خاصية البلازما الحارة المنخفضة الكثافة المميزة للرياح الشمسية إلى البلازما الباردة عالية الكثافة.

 

الباحثون يؤكدون أنه يشبه قفزة كثافة البلازما التي عاشتها "فوياجر 1"، عندما عبرت إلى الفضاء بين النجوم، ويبحث العلماء وراء فهم أفضل لكيفية تفاعل الرياح الشمسية، الذي هو عبارة عن  تيار الجسيمات المشحونة الخارجة من الشمس مع الرياح البينية المكونة من جزيئات من نجوم أخرى، حيث قال الدكتور إدوارد ستون، أستاذ الفيزياء في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا والمدير السابق لمختبر الدفع النفاث التابع لناسا في باسادينا بكاليفورنيا: "نحاول أن نفهم طبيعة الحدود التي تصطدم بها هاتان الرياح".

 

كما يعتقد بعض علماء الفلك أن رحلات المجسات، بأهدافها ومساراتها المختلفة تعطي أدلة أكيدة حول بنية الغلاف الجوي للشمس، حيث قال بيل كورث، عالم الأبحاث في جامعة أيواط الأمريكية، إن هذا يعني أن الغلاف الجوي للشمس متماثل، على الأقل في النقطتين اللتين عبرت فيه المركبة الفضائية فويجر.

 

مم يتكون المجسم الفضائي؟

 

في إحدى الصحف أشار الباحثون إلى أن الوسط البينجمي بالقرب من الهيليوس، وهو الحد الذي تتوقف فيه الرياح الشمسية للشمس عند الوسط  ويكون أكثر سخونة مما كان متوقعًا، حيث تتراوح درجة حرارة البين نجمي بين 29000 و49000 درجة مئوية، والوسط البين نجمي هو المادة الموجودة بين النجوم في المجرة وهى عبارة عن جزيئات وأيونات منخفضة الكثافة.

 

كما كان العلماء على دراية بالطبقة الداخلية أصبح وجود الطبقة الخارجية واضحًا فقط بعد عبور "فوياجر 2" إلى الفضاء بين النجوم، والأدلة التي تم جمعها بواسطة كلا التحقيقين تظهر أن الوسط البينجمي، إلى جانب الهليوبول والحقول المغناطيسية بين النجوم، تشكل نظامًا ديناميكيًا معقدًا، وكان الهدف من إرسال هذا المجسم هو دراسة الكواكب الخارجية بما في ذلك كوكب المشتري وزحل وأورانوس ونبتون ولكن بعد ذلك استمروا في العمل وتغير الهدف.

 

وعلى الرغم من أنهم خرجوا من إطار الشمس، إلا أن علماء الفلك يؤكدون أنهم لا يزالون من الناحية الفنية في النظام الشمسي لأنه يمتد إلى الحافة الخارجية للغيمة التي تحيط بالشمس وتضم جليد الماء والأمونيا والميثان.