دعامات العجز الجنسى سبوبة جديدة على السوشيال ميديا

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


بعد المقترح البرلمانى بتعديل قانون "الخلع"

تؤرق مشكلة الضعف الجنسى الكثير من الرجال، ورغم أن التطور العلمى أتاح الكثير من أنواع العلاج المختلفة لهذا المرض، إلا أنه يظل مشكلة كبيرة تهدد استقرار الأسر المصرية.

ومؤخراً تقدم عاطف مخاليف، عضو مجلس النواب، بمقترح لتعديلات على قانون الأسرة تضمن النص على اقتصار حالات الخلع على العجز الجنسى للرجل.

هذا المقترح تسبب فى تحول العجز الجنسى إلى تريند عبر مواقع التواصل الاجتماعى، ووسائل الإعلام المختلفة، لاسيما بعدما أبدى شيوخ بالأزهر غضبهم مؤكدين أن اقتصار الخلع على العجز الجنسى يخالف الشرع.

وكالعادة بعد كل أزمة ظهرت بكثافة إعلانات عمليات زرع دعامة العضو الذكرى، فى محاولة للتربح من الأزمة رغم أن هذا النوع من الجراحات ظهر فى مصر قبل نحو 3 أعوام.

«معانا هترجعلك رجولتك من جديد».. «لاداعى للخجل بعد اليوم مارس حياتك الزوجية بطريقة طبيعية»، هذه الإعلانات روج من خلالها عدد من مراكز التجميل عبر مواقع التواصل الاجتماعى إلى العملية الجراحية الجديدة، مؤكدين أن نتائجها أسرع من الأدوية فى علاج الضعف الجنسى.

فى البداية تواصلنا مع إدارة صفحة مركز يدعى «بيوتى كلينك» مدعين الرغبة فى معرفة تفاصيل العملية الجراحية.

وبدأ الأدمن فى سرد التفاصيل بأنه سيتم إجراء العملية بمخدر نصفى، والخروج من المستشفى فى نفس اليوم، وطالب بطمأنة الزوج بأنه سيتمكن من ممارسة العلاقة الزوجية بعد شهر من إجراء الجراحة.

وتتراوح أسعار الدعامات بين 22 ألف جنيه للأرجنتينية 25 ألفاً للأمريكية، و10 آلاف جنيه للصينية، والأسعار تشمل تكلفة الجراحة والمستشفى، وتبدأ العملية بإجراء مجموعة من التحاليل الطبية يتم إرسالها عبر الواتس آب.

وقال: الأمر سرى، وبلا أوراق رسمية تثبت أن من قام بإجراء العملية أصيب من قبل بالعجز الجنسى.

من خلال المحادثة تبين أن المركز بلا مقر، ويعمل من خلال السوشيال ميديا دون أى رقابة على هذا النوع من الجراحات.

تأكد الأمر من خلال التواصل مع عدة مراكز تجميل تعلن عن نفس العملية الجراحية، وفى إعلان للدكتور «أ.ز» أحد المتخصصين فى أمراض الذكورة، أوضح أحد مساعديه: أن متوسط سعر التكلفة داخل مصر لا يقل عن 150 ألف جنيه، ويجريها الطبيب فى الولايات المتحدة بـ 20 ألف دولار، وهى أسعار توفر الكثير من نفقات العلاج الدوائية التى تستغرق وقتاً، ونتائجها غير مضمونة.

لاحظنا أيضاً التفاوت الكبير فى الأسعار لدى أطباء الذكورة، بعضهم قال 40 ألف جنيه، ووصل آخرون إلى 200 ألف جنيه، ولم تزد عن 30 ألف جنيه فى مراكز التجميل.

الدكتور كمال شعير، أستاذ الذكورة والأمراض التناسلية بجامعة القاهرة، قال لـ«الفجر» إن هذا النوع من العمليات الجراحية يحتاج إلى دقة كبيرة لخطورتها، موضحًا أن أطباء الذكورة يحتاجون دائماً إلى دراسات إضافية فى هذا التخصص الذى غالباً ما تؤدى جراحاته لمضاعفات تصل فى بعض الأحيان إلى الإصابة بالغرغرينا.

وأيده فى الرأى الدكتور السيد حسن، أستاذ العقم والذكورة، الذى أشار إلى أن سبب انخفاض تكلفة العمليات لدى أطباء التجميل، هى أنهم يستوردون خامات رديئة من الدعامات مثل الأنواع الصينية التى سرعان ما تتسبب فى تلويث منطقة الجرح.

وأضاف أنه بالرغم من نجاح هذه العملية مع العديد من المرضى إلا أنها ليست الحل الأمثل، خاصة أنها لا تمنح الرجل الشعور بالمتعة، بل تمنحه هيبة ذكورية مصطنعة لتأدية العلاقة الجنسية فقط، وطالب باللجوء لهذا النوع من الجراحة فى أصعب الحالات فقط.