أحمد إبراهيم يكتب : المُبتلى

ركن القراء

بوابة الفجر


وُلد ورحل كعابر سبيل ,

لم تمهله حياته الوقت الكافي في أي مرحلة ليحيا بشكل طبيعي ,

تفتحت زهرة طفولته على انفصال والديه ,

عاش مع أمه وعند بلوغ عمر ال6 سنوات توفيت والدته بعد صراع مع المرض والاصابة بالسرطان .

انتقل ليعيش مع جده وخاله اللذان تكفلا به ,

لكن توفي جده عند بلوغه 14 عاماً ,

ولحق به خاله عندما بلغ 16 عاماً !

لينتقل للعيش مع والده أخيراً ظناً منه أنه أخيراً سيجد ما فقده طوال رحلة طفولته .

لكن هيهات القدر لا يمهله ويقسو عليه من جديد ويكتشف إصابة والده بسرطان الرئة ليرحل حين بلغ عمر ال21 !

عام واحد آخر ورحلت جدته !

هذه ليست حبكة احدى الروايات السوداوية ولا مقدمات هيكل عمل تراجيدي بل قصة حياة الشاب الراحل  هيثم أحمد زكي.

الممثل الذي ولد لعائلة فنية لم تقدم له بقدر ما أثرت عليه بالسلب .

الموت الذي باغت كل من اقترب منه هيثم لم يمهله هو ذاته!

ثلاثة أشهر فقط بعد خِطبته ورحل هو إلى جوار ربه وأسرته الذين سبقوه واحداً تلو الآخر .

عن عمر يناهز ال35 عاماً رحل الشاب الذي ظلمه الجميع .

كانت دائماً ما تتم مقارنته بوالده أحمد زكي ولكن من يمكن أن ينجح في هذه المقارنة؟

لم يرث موهبته أبيه الفذة ولكن كما قال هو ورث منه وشاركه ابتلاء الوحدة .

13 عاماً يعيش هيثم أحمد زكي في بيت والده وحيداً لا يملك شبكة علاقات اجتماعية واسعة ولا "شلة" في وسطه الفني ,وحتى لا يجد من يشجعه أو يشاركه نجاحاته في حياته ومشواره الفني.

اليوم 7/11/2019 رحل هيثم زكي وحيداً كما عاش تماماً,

وتأخرت جنازته لعدم وجود أحد من أهله يتسلم الجسمان !

هيثم الذي قال" "نفسي اشوف ابويا ولو دقيقة واحدة" شاء القدر أن يحقق له أمنيته أسرع من أي شيء آخر أراده طول حياته!

غفر الله للفقيد وجزاه خيراً عما قدم وعوضه عما لاقى من عذابات الحياة.