فيلم"إسكندرية الطليان".. يوثق كيف أحيت الجالية الإيطالية المعمار في الإسكندرية (صور)

محافظات

بوابة الفجر


"حضروا إلى الإسكندرية كتجار في عهد محمد علي باشا، حتى انسهروا داخل المجتمع السكندري، ليخلفوا ورائهم كنوز معمارية وتراثية بأياد معمارييوهم "هكذا وثق فيلم "إسكندرية الطليان" لمدة ساعة وربع تاريخ الجالية الإيطالية التي عاشت في محافظة الإسكندرية، الذي تم عرضه مساء اليوم الجمعة داخل مركز الحرية للإبداع، على هامش أسبوع التراث السكندري الذي ينظمه مركز الدراسات السكندرية في نسخته العاشرة بعنوان"أخر أخبار الإسكندرية".

حضر عرض الفيلم أبناء الجالية الإيطالية داخل محافظة الإسكندرية، الذين أبدوا اعجابهم بتنفيذ فيلم وثائقي يحكي تاريخ الجالية داخل المحافظة الساحلية، وأهم التراث المعماري الذي أخلفته وعلى رأسه قصرين رأس التين، والسلاملك، أهم مسجدين المحافظة المرسي أبو العباس، القائد إبراهيم، مباني تراثية هامة مثل وكالة منشا، الحقانية، وطبع الطراز المعماري الأوربي على عقارات وسط المحافظة.

الشرارة

فكرة تلك الفيلم الوثائقي نفذها الشاب المصري ذات الأصول الإيطالية"نديم قنواتي" بالتعاون مع صديقه "إسامة محرم" مخرج الفيلم، الذين اهتما بتوثيق أهمية وتاريخ تلك الجالية التي تعد ثان أكبر جالية عاشت في الإسكندرية عقب اليونانية إلى أن تقلص عددها في السنوات الأخيرة إلى نحو مئة فرد إيطالي مقيم في الإسكندرية.

نديم قنواتي 30 سنة يحكي ل"الفجر"أنه قد اهتم بتوثيق تاريخ الجاليات الإيطالية في محافظة الإسكندرية، وفقًا لما استشعره من عدم معرفة الكثير بأهمية الجالية الإيطالية في المحافظة الساحلية، مقارنة بالجاليتي اليونانية والأرمنية، راويًا"كنت مع أصدقاء لي من أصول يونانية وأرمنية، وأخذهم الحديث عن أهم الشخصيات التي عاشت في الإسكندرية مثل كفافيس الشاعر اليوناني، وكنت وجدت نفسي على غير معرفة بتاريخ الجالية الإيطالية في الإسكندرية".

تلك الموقف الذي شجع"نديم" على البحث عن جذور جاليته في الإسكندرية والتعرف على المحطات التي مروا بها، مشيرًا إلى أن الجاليات قدمت أهم المعماريين الذين أسسوا أهم المباني والمساجد والعقارات في الإسكندرية، معلقًا بقوله"اضيقت جدًا لعدم علم الكثير بأهمية الجالية الإيطالية في الإسكندرية".

عام ونصف

الفيلم جاء هدف أساسي لتحقيق رغبته في توثيق تلك التاريخ الذي تم بالمشاركة مع صديقه إسامة محرم، حيث اعتمد الصديقان على المراجع التاريخية والكتب التي حصلوا عليها من أبحاث منشورة في إيطاليا وإمريكا، مكتبة الإسكندرية، ومراجع الكليات.

عام ونصف استغرقه الفيلم لصناعته من البحث في المراجع والإعداد، ومن ثم في النهاية التنفيذ والتصوير، لكي يتم توثيق أن الإسكندرية معماريًا وفنيًا كانت من صنع الإيطالييون منذ عهد محمد علي باشا، وقد جاء تنفيذ الفيلم كما يضيف"نديم" بالتعاون مع مركز في المجلة الإسكندرية، ذلك المركز الذي يهدف إلى إنتاج أفلام وثائقية تهدف إلى التوعية بتاريخ الإسكندرية في جميع مراحلها التاريخية والثقافية.

المراجع

الحصول على المراجع التاريخية لتوثيق تاريخ تلك الجالية ليس بالأمر اليسير، كما يضيف المخرج"إسامة محرم" 33 سنة ل"الفجر"، إلا أنه جاءت كنيسة سانت كاترين الشهيرة داخل وسط المحافظة نقطة إنطلاق، لضمها أرشيف كامل عن تاريخ العائلات الإيطالية بأكملها، بجانب تواصله مع المترددين داخل الكنيسة من الجالية الإيطالية الذين يحتفظون بأحداث وقصص زمنية قديمة.

كما قدمت مكتبة البلدية أرشيف الجالية إلى صناع الفيلم، حتى وصولًا إلى قيامهم بالاطلاع على أرشيف الصحف والمجلات القديمة، إلا أن بعض الوثائق الهامة كما وثق"إسامة" لا يوجد منها سوى نسخة واحدة، وهذا أعطى التوثيق مجهود ومسئولية كبيرة.

الهدف كما رأه"إسامة" من خلال فيلم " اسكندرية الطليان" هو انعاش الذاكرة القديمة، وإظهار تواجد الجالية الايطالية، بمناطقهم ومبانيهم التي احتفظت بتاريخهم، ووثقت ذكراهم.

حضور خاص

أهم الضيوف الذين حضروا حفل عرض الفيلم داخل مركز الإبداع الثقافي كما تحدث القنصل الفخري الإيطالي،نائب الملحق العسكري للقنصلية الإيطالية، مدير مدافن العالمين، أعضاء الجالية الإيطالية وأحفاد مؤسس شارع فؤاد التاريخي بالإسكندرية، مؤسس كورنيش الإسكندرية.