واشنطن تفرض عقوبات على زعيم جبهة تحرير ماسينا في مالي

عربي ودولي

بوابة الفجر


فرضت وزارة الخزانة الأمريكية، اليوم الخميس، عقوبات على زعيم جبهة تحرير ماسينا، الجماعة الإسلامية المتشددة في مالي.



وتستهدف العقوبات أمادو كوفا، الواعظ السلفي وزعيم الجماعة المرتبطة بتنظيم القاعدة في وسط مالي.



وكان مسؤولون فرنسيون قالوا في العام الماضي، إن كوفا قُتل في غارة بالمستعمرة الفرنسية السابقة لكنه ظهر في تسجيل فيديو دعائي في فبراير الماضي.



وتجمد العقوبات أي أصول لكوفا يُمكن أن تكون تحت الولاية القانونية الأمريكية، وتمنع أي شخص، أو كيان في الولايات المتحدة من التعاملات المالية معه.



وأضاف مسؤولون أمريكيون في يوليو الماضي، زعيمين آخرين من جماعة تابعة للقاعدة في مالي، إلى قائمة الإرهاب العالمية.

منذ 2012، انتقل العنف في مالي من تمبكتو وكيدال في الشمال إلى وسط البلاد. خرج الوضع هناك عن السيطرة، وازداد سوءاً يوماً تلو آخر بفعل الهجمات الجهادية والنزاعات بين المجتمعات المحلية، بالإضافة إلى أعمال اللصوصية ونشاط قطاع الطرق.

 

كان ابراهيم أحد رجال أمادو كوفا، زعيم "جبهة تحرير ماسينا" التي تبث الرعب في المنطقة وترفع لواء "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" التابعة لتنظيم القاعدة وتعدّ أبرز تحالف للجهاديين في منطقة الساحل الإفريقي.

 

في يوم كان الرجل يرعى الماشية قرب تجمّع لعائلته، جاءه أشخاص وعدوه "بمرتب جيد مقابل القتال لتطبيق شريعة الله".


اقتنع ابراهيم في وقت كان يعاني لتأمين معيشة أطفاله الستة. ويقول اليوم بصوت خافت وبندم واضح "كنت في حالة فقر شديد، عاجزاً عن الرفض".

 

تضاعف مردوده المادي عشرين مرة. أصبح يوازي 300 ألف فرنك شهرياً (نحو 450 يورو)، ما يمثّل ثروة للرجل الذي لم يعرف في حياته سوى الأحراش والبراري.

 

لكن للثروة ثمن: تحوّل إلى قاتل. خلال أربع سنوات، حارب، هاجم قرى، وقتل "الكثير من الناس".

 

- نظرات تائهة -

 

بعد فراره من صفوف الجبهة، لم يتمكن ابراهيم من العودة إلى الديار. غيّر اسمه وبات يعيش، في ال45 من عمره، في الخفاء. لكنّ الخوف ينتابه من أن يتمكن رفاقه السابقون من العثور عليه.

 

في موبتي حيث لا صلات عائلية لديه، يعيش هذا الرجل ذو الملامح المرهقة من عمله على عربة ينقل فيها الطرود كسباً لبعض المال. يخفي هويته مثله مثل مئات غيره في المدينة التي يسكنها نحو 150 ألف شخص.

 

وكانت هذه المدينة تمثّل لوقت طويل نقطة توقف للسياح في طريقهم لزيارة الآثار المجاورة. لكن الآية انقلبت الآن، وأصبح الذين يأتونها من الهاربين والنازحين عن قراهم المحترقة، أو من المرشدين السياحيين السابقين الباحثين عن عمل، أو حتى من المقاتلين السابقين الراغبين في أن ينساهم الجميع.

 

تواصل الحياة في المدينة مسارها وسط تراجع التجارة والأعمال، والنظرات القلقة والخائفة.

 

عند ضفاف نهر النيجر الذي يعبر موبتي، تصطف المراكب بانتظار تعبئتها على بعد خطوات من السوق الكبير. ويقول أحدهم "يصل هذا النهر إلى تمبكتو"، إنّما لا مجال للسفر عبره، إذ إنّ "الجهاديين يوقفون المراكب للاعتداء على المسافرين وسرقة البضائع".

 

بيد أنّ الجهاديين حاضرون في هذه المدينة أيضاً، غير مرئيين، ولكنّهم في كل الأمكنة وفي العقول. بعضهم يقيم على مرأى من الجميع عند الضفة الأخرى من النهر، شمالاً. وبفضل شبكة مخبريهم، لا يفوتهم أي شيء مما يحصل فيها.

 

في شهر يونيو الماضي، عززت قوة حفظ السلام الأممية حضورها منعاً لاشتعال المنطقة، وكذلك فعلت في مدينة سفاريه المجاورة.