محصن صد القصف.. حكاية مفاعل "فوردو" النووي الإيراني

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


 أعلنت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، مساء أمس الأربعاء، رسميًا، بدء عملية تخصيب اليورانيوم في محطة فوردو، في إطار خفض إيران التزاماتها ضمن الاتفاق النووي، حيث قال المكتب الصحفي للوكالة في بيان له، إنه بدأ تخصيب اليورانيوم وإعادة إنتاجه في فوردو، وإن عملية التخصيب بدأت بعد الانتهاء من جميع الأعمال التحضيرية اللازمة، لذا ينبغي القول، إن جميع الخطوات تنفذ تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

 

موقع تحت الأرض

 

تحت الأرض في موقع محصن ضد القصف الجوي، تبدأ إيران التخصيب اليورانيوم، وذلك من خلال ضخ غاز في أجهزة الطرد المركزي في مفاعل فوردو النووي، الأمر الذي يتضح من خلاله سعي إيران نحو تقليص التزاماتها التي تم التوصل إليها بموجب الاتفاق النووي عام 2015، ثم انسحبت منه في مايو من العام الماضي

 

تم بناء المفاعل في جنوب العاصمة الإيرانية طهران، وذلك على عمق 80 مترًا تحت الأرض، بالإضافة إلى تحصينه ضد القصف الجوي، وذلك بحسب تقرير لمعهد العلوم والأمن الدولي بواشنطن، وتقع منشأة فوردو النووية في محافظة قم المقدسية وسط، وفي عام 2002 وفي إطار برنامج الأسلحة النووية الإيرانية تم إنشاء مفاعل فوردو النووي بشكل سري.

 

فيما بعد تحول المفاعل النووي إلى محطة للطاقة في عام 2009 بعد أن أجبرت المخابرات الغربية طهران على ذلك، عندما كشفت أمر مفاعلهم السري، وفي يونيوعام 2011، كانت إيران قد أعلنت عن خططها لإنتاج اليورانيوم متوسط التخصيب، والذي يحتوي على نسبة 20%، في فوردو، وفقا لما نشر على موقع بي بي سي.

 

محصنة بالصواريخ

 

منشأة فوردو تحتوي على ما يؤهلها لإنتاج يورانيوم مخصب بنسب مختلفة تتراوح بين 4% و5.3% و20%  وذلك بحسب موقع "بي بي سي، الذي نقل عن صحيفة كيهان الإيرانية بحسب تصريحات رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية فريدون عباسي في بداية عام 2012، وفي عام 2014 كشف تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 5% في فوردو.

 

 تجهيزات مفاعل فودرو النووي الإيراني تسمح بإنتاج قنبلة نووية في أسرع وقت، فمنذ 3 سنوات وضعت السلطات الإيرانية أنظمة صواريخ في محيط المنشأة لحمايتها من أي هجمات وبذلك أصبح الموقع محصنًا جويًا، بالإضافة إلى أن المنشأة الإيرانية النووية قد بنيت أسفل سلسلة جبال صخرية وصلبة جدا لذلك فإن الخبراء يرون أنها غير قابلة للتدمير.

 

كما أن المنشأة لم يتم تحويلها لمركز أبحاث فيزياء وتكنولوجيا نووية من قبل، وذلك على عكس ما يجب وفقا للاتفاق النووي، وعن طريق صور لأقمار صناعية فإن المعهد الأمريكي ومؤسسه ديفيد أولبرايت، المفتش السابق للأمم المتحدة، اكتشف أن تجهيزات فوردو تسمح للعلماء النوويين الإيرانيين بإنتاج أعلى مستويات اليورانيوم خلال وقت قصير، إلى درجة إنجاز قنابل نووية تحت الأرض.

 

تخصيب اليورانيوم وفق التزامات

 

وفقًا لبيان مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية المنشور على موقعها في يناير 2017 فإن إيران أزالت أجهزة الطرد المركزي والبنية التحيتة في محطة فوردو لتخصيب اليورانيوم بما يتماشى مع التزاماتها النووية بموجب خطة العمل المشتركة ليأتي ما يحدث اليوم من ضخ غاز، اليورانيوم لنفس المحطة ليمثل تراجعًا في التزامات إيران النووية

 

وبحسبوكالة إيران للأنباء "إيرنا" فإن مساعد رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية كان قد أعلن قبل 10 أيام أن منشأة فوردو تواصل نشاطها أكثر من قبل على يد متخصصي وخبراء نوويين، وأصبحت أكثر فاعلية واصفا إياها بنموذج القوة الوطنية.