بعد تقديم طلب إحاطة.. لماذا تتراجع زراعة الأشجار في مصر؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تقدمت الدكتورة مي البطران، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة للدكتور علي عبدالعال، رئيس المجلس، موجه إلى الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، بشأن ضرورة زراعة أشجار بكميات مناسبة على مستوي الجمهورية، وجعلها جزءًا لا يتجزأ من الثقافة العامة للمواطنين، نظرًا لأن للأشجار قدرة كبيرة على المساهمة في تحقيق التوازن البيئي، والتكيف مع التغيرات المناخية، فضلًا عن قيمتها الجمالية التي تستطيع إضافتها للمجتمع.

لا تحظى باهتمام كافي
تعتبر البطران أن مصر لا تحظى بزراعة الأشجار بالإضافة إلى إهمال المسئولين، وبالتالي فتباعاً لا تحظى باهتمام المواطنين، على الرغم من الدور الحيوي الذي تقوم به في حماية البيئة وتقليل التلوث وغيره، كما أن وجود الشجر في حياتنا اليومية، في حد ذاته أمر قد يجعلنا ننساها بسهولة، وبالتالي نعتبر وجودها أمراً بديهياً، وهذا بالفعل ما يتم مع الاشجار في محافظات ومدن مصر، إما أن يتم قطعها او اهمالها حتى الموت، متجاهلين أهمية الدور الذي تقوم به.

في الوقت ذاته هناك دراسة مهمة قامت بها جامعة أجنبية لحساب متوسط نصيب الفرد بالنسبة لمتوسط عدد الاشجار الموجودة في الدول، والتي أشارت أن دولة فرنسا يصل نصيب الفرد إلي 203 شجرة، بينما مصر تقبع المرتبة التاسعة بشجرة واحدة لكل مواطن، وهذا يعتبر معدل متدني بالنسبة لمتوسط نصيب الفرد من الأشجار حول العالم.

لذا طالبت بسرعة إحالة الطلب للجنة الطاقة والبيئة لمناقشته، للإطلاع على ما ستقوم به الجهات المعنية من خطوات لزيادة زراعة الأشجار على مستوى الجمهورية، كما طالبت بتضافر جهود وزارة البيئة ووزارة التنمية المحلية لاستدامة الشجر ووزارة الري للاعتناء بالأشجار، والداخلية لتطبيق القانون وتنفيذ العديد من المبادرات لزراعة الأشجار لما لها من تأثير إيجابي علي المجتمع، كما يمكنها أن تلعب دورًا في تنظيف الهواء وتوفير الأكسجين والطاقة، فضلًا عن قدرتها على المساهمة في زيادة معدل الرطوبة في الغلاف الجوي.

هل مصر دولة غير منتجة للأخشاب؟
يعتقد الكثير من المصريين، بمن فيهم العاملون فى صناعة الأخشاب، أن مصر دولة غير منتجة للأخشاب وأن قدرها أن تظل تستورد أخشابها من الخارج بمليارات الدولارات، لذا تقول الدكتورة مها فاروق، أستاذ ورئيس قسم الأشجار الخشبية والغابات بمعهد بحوث البساتين، أن مصر يمكن أن تزرع أخشابها محلياً، بل وتصبح دولة مصدرة للأخشاب أيضاً.
زراعة الغابات الشجرية المُنتجة للأخشاب، تعتبرها مها أصبحت ضرورة، ليس لإنتاج الأخشاب فقط وتوفير أكثر من مليار ونصف المليار دولار سنوياً نستورد بها أخشاباً، وإنما للتخلص من مياه الصرف الصحى ومخاطرها بشكل آمن، بل واستغلالها لتحقيق عديد من الفوائد البيئية والاقتصادية الأخرى، وإذا لم نستغل مياه الصرف المعالج، البالغة كميتها، بحسب إحصائيات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، 4.3 مليار متر مكعب سنوياً، فى زراعة الأشجار الخشبية بالصحراء، فإنها ستذهب حتماً إما للمسطحات المائية، سواء فى النيل أو البحر، أو ستتسرب للمياه الأرضية، وفى كل هذه الحالات فإنها ستضر بالزراعات والثروة السمكية والحيوانية والإنسان.

خطر غياب المعالجة الثلاثية
ما يزيد من الأخطار أيضًا، أن أغلب هذه الكميات معالجة أولياً وثانوياً فقط، وليس معالجة ثلاثية، بما يعنى أنه لا تزال بها عناصر ثقيلة، وهى العناصر التى إذا ما انتقلت للمزروعات أو الثروة السمكية أو الحيوانية ومنها للإنسان، يمكن أن تؤدى مع زيادة نسبتها لأمراض قاتلة، بينها الفشل الكلوى والكبد والسرطان، بينما تملك الأشجار الخشبية القدرة على امتصاص هذه العناصر، وبالإضافة لما سبق، فإن أشجار الغابات التى ستتم زراعتها على مياه الصرف، لكن ستُحسن الظروف البيئية لمصر، التى تتميز بجو حار جاف، وتعمل على تلطيف المناخ.